أسّس عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، لمرحلة جديدة للحزب، اختار لها عنوان “مسار التنمية”، أطلقها رسميا خلال فعاليات المؤتمر الوطني السابع للحزب، الذي انعقد يومي 4 و 5 مارس 2022، تحت شعار “من مسار الثقة إلى مسار التنمية”.
وتأتي هذه الخطوة الجديدة بعد مرحلة سابقة كان عنوانها “مسار الثقة”، التي كانت حافلة بالإنجازات والنتائج الإيجابية والبرامج التواصلية والتأطيرية والمشاركة الفعّالة في المشهد السياسي ببلادنا، ونالت ثقة المواطنات والمواطنين.
الآن المرحلة المقبلة، تتسم بمتغيرات جديدة تهم بالأساس وضعية الحزب على رأس الأحزاب السياسية المغربية، بالنظر إلى النتائج الإيجابية التي حققها الحزب في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، التي حصد فيها الحزب الصدارة على مستوى الانتخابات المهنية والجماعية والجهوية والتشريعية.
وتصدر نتائج هذه المحطة الانتخابية، جعلت الحزب في تموقع جديد، بحيث إنه بات يقود الحكومة، إضافة إلى تدبير الحزب لعدد من القطاعات الحكومية، ثم ترؤسه لمجالس أربع جهات، وعدد كبير من الجماعات المحلية، بما في ذلك عدد من المدن الكبرى، وأيضا مجالس إقليمية وغرف مهنية، كما بات يتوفر الحزب على فريق نيابي كبير، يضم كفاءات وطاقات شابة وواعدة وبروفايلات تتميز بالتجربة والخبرة في العمل البرلماني والتشريعي، ومثله على مستوى مجلس المستشارين.
وكل هذه المعطيات تعتبر بمثابة متغيرات جديدة تضع الحزب في قلب تدبير الشأن العام والجهوي والمحلي، وفي قلب الأوراش الكبرى على المستوى الوطني والجهوي والمحلي، وهي نقطة تحول كبيرة جدا، بالنظر إلى أن الحزب كان في المرحلة السابقة مشاركا فقط في العمل الحكومي كما أن تدبيره للمجالس المنتخبة كان محدودا، خصوصا أن الحزب بات يتوفر على 10 آلاف منتخب، وهو رقم لم يسبق لأي حزب أن حققه.
وعلى المستوى الداخلي، شهد الحزب مرحلة إعادة هيكلة وتنظيم على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي، بما في ذلك الهيئات والمنظمات الموازية للحزب، وهي مرحلة أثبت فيها التجمعيات والتجمعيون نضجهم الكبير واستعدادهم للانخراط بالفعالية المطلوبة والجدّية والدينامية المعهودتين في “الأحرار”.
هذه التعبئة والدينامية، عبر عنها “الأحرار” فعليا خلال محطة المؤتمر الوطني السابع للحزب، الذي مر في أجواء ديمقراطية وإيجابية من خلال المشاركة الفعّالة والانخراط الفعلي في إنجاح هذه المحطة التنظيمية المهمة، والتأكيد على أهمية وحدة الصف خلال المرحلة الجديدة واختيار عزيز أخنوش، الأنسب لتدبيرها، وبالتالي مواصلته قيادة الحزب.
كلها معطيات تبرز مدى حاجة الحزب بكل مكوناته إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل الحزبي والتنظيمي والسياسي، خصوصا في ظل المكانة التي بات يحظى بها مباشرة بعد المحطة الانتخابية الأخيرة.
كما أن مرحلة “مسار الثقة” حققت أهدافها وجنى من خلالها الحزب ثمار الانخراط الفعلي والكبير لكل مكونات الحزب، محليا وجهويا ووطنيا، حيث أنها كانت مرحلة إعادة الهيلكة والإصلاحات الكبرى بعد وقفة مع الذات، ومرحلة تأسيس المنظمات والهيئات الموازية وإعادة الهيكلة ودينامية الأحرار، والجولات الجهوية والبرامج التواصلية و”100 يوم 100 مدينة” و”مسار المدن” وترسيخ التوجه الاجتماعي الذي انعكس في البرنامج الانتخابي للحزب.
وهكذا، فقد أبرزت كل هذه المتغيرات الإيجابية مدى الحاجة إلى عنوان جديد للمرحلة المقبلة، مرحلة يكون فيها الحزب في صلب تنفيذ وتنزيل التزاماته -وطنيا وجهويا ومحليا- التي تعاقد بها مع المغاربة خلال الفترة السابقة، خصوصا أنها إجراءات والتزامات عبّر عنها المواطنات والمواطنون في مختلف البرامج التواصلية التي نظمها الحزب.
ثم هناك حاجة إلى مواكبة التجمعيات والتجمعيين للعمل الحكومي وعمل برلمانيي الحزب ومنتخبيه، ومواصلة مسار دينامية الأحرار من الميدان لدعم كل المبادرات والبرامج والأوراش وتقديم الشروحات اللازمة للمواطنات والمواطنين بخصوص هذه الأوراش، وبالتالي انخراط كل مكونات الحزب كل من موقعه في تنزيل وتنفيذ الوعود والإجراءات والإصلاحات التي التزم بها الحزب خلال المرحلة السابقة مع المواطنات والمواطنين، والتي يبقى هدفها الأسمى هو تحقيق التنمية، التي تعتبر المشروع الملكي الكبير.
وفي هذا السياق، قال عزيز أخنوش في خطابه خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السابع: “حضورنا اليوم كمنتخبين قوي، في المؤسسات التشريعية وفي الأقاليم وعلى رأس الجماعات الترابية من جماعات محلية أو مجالس إقليمية أو جهوية أو في الغرف المهنية وغيرها من مواقع المسؤولية، وهي مسؤولية جسيمة على عاتقنا: لابد لنا جميعا، كل من موقعه، الاجتهاد والتفاني، حتى نحقق التغيير الذي ينشده المواطنون”.
وأضاف: “ونحن اليوم في خضم إطلاق مسارنا الجديد “مسار التنمية”، في حاجة إلى الانتقال بأنفسنا من مرحلة من الثقة في النفس إلى مرحلة الإيمان بقدراتنا وإمكاناتنا في تحقيق أهدافنا وقراراتنا. ولتحقيق هذا الانتقال لا بد من العمل على تنمية هذه القدرات والإمكانات، بالمزيد من التكوين والاشتغال، والأهم من ذلك، التحلي بالاستقامة وبنظافة اليد والعمل وفق مبادئ الحكامة الجيدة”.
وفي نفس السياق، شدد أخنوش، وهو يوجّه كلامه لمناضلات ومناضلي الحزب، على أن النجاح في المحطات القادمة، وعلى رأسها محطة الانتخابات المقبلة، رهين بنجاح “مسار التنمية” الذي أطلقه الحزب في هذه المحطة، مضيفا “إن نجاح هذا المسار يمر حتما من نجاح التجربة الحكومية التي نقودها اليوم”.