يؤكد التجمع الوطني للأحرار على أنه لم ينتظر الأزمة المرتبطة بتفشي جائحة كوفيد-19 ليجعل الصحة في صلب عرضه السياسي، ويعتبر أنه لا سبيل إلى إنجاح تعميم الحماية الاجتماعية دون تأهيل المستشفى العمومي وتكوين الأطر الطبية.
ويلتزم التجمع الوطني للأحرار ضمن عرضه السياسي بتوفير رعاية صحية جيدة تصون كرامة المغاربة.
لهذا الغرض أقر الحزب ضمن إجراءاته مضاعفة ميزانية الصحة العمومية على مدى السنوات الخمس المقبلة، وتعزيز الإمكانيات المادية للصحة العمومية، والرفع من عدد الأطباء ومهنيي القطاع وتحسين أوضاعهم، بغاية تحقيق تغطية صحية عادلة
وفي ما يخص تعزيز الأطر الطبية، يرمي الأحرار لتحقيق ذلك عبر مراجعة التعويضات الممنوحة لهم وتحسين ظروف اشتغالهم، ثم تأهيل المراكز الاستشفائية الجامعية وإحداث أربعة مراكز إضافية، منها مركز استشفائي جامعي مسنود بكلية طب أورومتوسطية، والاستثمار في الطب عن بعد وتعزيز جهود الوقاية (الكشف المبكر، وطب الأسرة).
ويسعى الأحرار لإقرار “طبيب الأسرة” لترشيد مسار الرعاية الصحية بالمرور عبر طبيب أسرة ضمانا للمتابعة الطبية والتوجيه نحو المتخصصين عند الاقتضاء، ويسعى أيضاً للرفع من الكثافة الطبية من خلال تكوين مزيد من أطباء الأسر، بحيث يتم بلوغ معدل طبيب لكل 400 أسرة (في المستشفيات والعيادات الخاصة والمراكز الصحية)، ويتكفل طبيب الأسرة بتوجيه المرضى وحجز المواعيد، مع تتبع حالتهم الصحية. ويقر الأحرار بضرورة حث الأطباء والممرضين للعمل في المناطق القروية النائية أو الجبلية وتشجيع الأقاليم على صرف تعويضات عن البعد الجغرافي لفائدة الأطر الطبية.
ويحرص الحزب على صحة الأمهات والأطفال عبر تقديم ثلاثة فحوصات حمل مجانية وإجبارية لجميع الحوامل، وفحوصات منتظمة للمواليد الجدد (البصر والسمع) من أجل الكشف المبكر عن الاضطرابات المحتملة، ضمان الثلاث استشارات الطبية المجانية يقترحها الأحرار خلال الشهر 3 و6 و9 من الحمل.
ويؤكد الحزب على تعزيز البرنامج الوطني للتلقيح من أجل بلوغ نسبة 100% من المواليد الجدد الملقحين ضد السل، وشلل الأطفال، والتهاب الكبد الفيروسي، والدفتيريا والكزاز والسعال الديكي.
ويقترح الحزب إحداث نظام التكفل المباشر بالاستشارات الطبية والعلاجات والأدوية، عبر خفض النفقات الصحية التي يتحملها المُؤَمَّنون (وتأخر استرجاع النفقات) ومن خلال إحداث البطاقة الذكية “رعاية” التي ستسهل التكفل بالنفقات الصحية كليا أو جزئيا
وتُمنح بطاقة “رعاية” الذكية لكل مغربي من أجل تقليص نفقاته المباشرة الخاصة بالتطبيب وإتاحة تتبع فعال على طول سلسلة الرعاية الصحية، وتتضمن بطاقة “رعاية” المعلومات الشخصية والطبية إلى جانب سجل العلاجات والوصفات السابقة، وستكون البطاقة أداة معلوماتية لحجز المواعيد وتتبع النفقات الطبية.
كما يقترح الأحرار إحداث صندوق زكاة المال لتكون مؤسسة مستقلة لتدبير زكاة المال وتخصيص نصف المساهمات التضامنية لقطاع الصحة على مدى خمس سنوات، لا سيما للتكفل بالمرضى ذوي الأمراض المزمنة.
ويتم عبر هذا الإجراء تنويع مصادر تمويل المنظومة الصحية، خاصة فيما يتعلق بعلاج الأمراض المزمنة، مثل السكري وغيره من الأمراض، وإحداث وكالة تدبر بشفافية، تجمع التبرعات من الأشخاص الميسورين الذين يؤدون زكاة المال ويرغبون في دعم المنظومة الصحية الوطنية، مع تخصيص نصف مداخيل زكاة المال على وجه التحديد للتكفل بذوي الأمراض المزمنة في احترام تام للتعاليم الدينية.