حطت قافلة البرنامج التواصلي “100 يوم 100 مدينة”، التي ينظمها حزب “التجمع الوطني للأحرار”، مساء السبت 28 دجنبر رحالها بمدينة الفقيه بن صالح، والتي يبلغ عدد ساكنتها 150 ألف نسمة، بحضور عبد الرحمان اليزيدي ويوسف شيري عضوي المكتب السياسي، وعبد الرحيم الشطبي المنسق الجهوي، و عبد الله حسنى المنسق المحلي للفقيه بن صالح، والحاج ابراهيم فضلي المنسق الإقليمي، وعبد الله السباعي رئيس الثمتليلة الإقليمية للشبيبة وعدد كبير من التجمعييين.
وكعادته رحب عبد الرحيم الشطبي المنسق الجهوي للحزب في بداية كلمته بالحضور الكريم مؤكدا أن برنامج “100 يوم 100 مدينة” ليس لقاءا تواصليا فحسب، وإنما هو جلسة للإنصات والإستماع، مطالبا الساكنة بالتعبير بكل شفافية وصدق عن الألم الذي يشعرون به و أن يشاركوا في ايجاد الحلول للخروج بتصور عام حول حاجيات مدينة الفقيه بن صالح.
من جهته أشاد عبد الرحمان اليزيدي عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار بالمستوى العالي للنقاشات والتنظيم المحكم الذي عرفته الورشات التواصلية، والتي اتسمت بالواقعية دون لغة الخشب، حيث عبر جل المشاركين والمشاركات على المشاكل التي يعيشونها، مشيرا إلى أن المدينة تحتاج فقط للتسويق.
و لفت اليزيدي إلى أن استهداف عزيز أخنوش، “من عدة أطراف و اللي باغين فقط يريبو الحفلة” إلى كونه مجد ومعقول وناجح في عمله، وأعطى رؤية جديدة ونفس جديد بوضعه سقف عال بأهداف واضحة، مشيدا بالإنجازات التي تمت في عهده تحت شعار أغاراس أغاراس.
فيما أشار يوسف شيري، عضو المكتب السياسي ورئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، إلى أن برنامج “100 يوم 100 مدينة” يعكس توجها سياسيا جديدا بالمغرب، يرفض البحث في أعطاب التيارات السياسية، ويجنّد كل إمكاناته لتشخيص الإكراهات التنموية عبر التنزيل الفعلي لسياسة القرب والإنصات إلى المواطن عبر منحه فرصة تشخيص مشاكله اليومية.
وأضاف شيري أن هذا العمل الذي يقوم به الحزب لا يتعلق بالاستحقاقات المقبلة، وإنما يتطلع إلى بناء الأجيال وصناعة فئة من الشباب قادرة على أن تشخص إشكالاتها التنموية، وأن تقدم البديل والمقترحات، بناء على ما تستوحيه من الواقع المعيش، وليس ممّا يتم تصريفه نظريا في خطابات تقليدية مثقلة بالوعود.
وأوضح المسؤول السياسي ذاته أن الفقيه بن صالح من المدن التي تحتاج إلى هذا النوع من المحطات السياسية المهمة، مشيرا إلى أن الأمر لم يعد يتعلق بالمؤهلات الاقتصادية والفلاحية والثقافية التي يتميز بها الإقليم، وإنما بكيفية استثمارها لتعود بالنفع على ساكنتها. وأضاف أن التفكير في النموذج التنموي أو التنمية المحلية يقتضي التفكير في المبادرات الجمعوية والشبابية المحلية، والعمل على استثمارها وصقلها في أفق تحويلها إلى طاقات فاعلة وبناءة.
ورفع المشاركون في أشغال الورشات، و الذين تجاوز عددهم 300 مشاركة ومشارك، مجموعة من التوصيات أهمها تتعلق بمجالات الشغل والصحة والتعليم، والبنية التحتية والبيئة على غرار ضعف الخدمات الصحية بالمدينة، وتفشي البطالة نتيجة غياب فرص شغل حقيقية وغياب رؤية اقتصادية تتماشى مع مؤهلات المدينة، إضافة إلى مشاكل أخرى متعلقة بالطرقات ووسائل النقل والرياضة والفلاحة والمجتمع المدني، وهي التوصيات التي سيتم رفعها للمكتب السياسي الذي سيبني على أساسها برنامجه السياسي في المستقبل القريب.