واصل حزب التجمع الوطني للأحرار قافلة برنامجه التواصلي “100 يوم 100 مدينة”، الذي أطلقه مطلع شهر نونبر من السنة الماضية، والذي يهدف إلى الإنصات للمواطنات والمواطنين والاستماع لمختلف مشاكل مدنهم ومقترحاتهم لتصحيح أوضاعها، وذلك على الرغم من ظروف الحجر الصحي وحالة الطوارئ، إذ تم تخصيص اللقاء الذي انعقد ظهر اليوم الجمعة، للاستماع لساكنة مدينة أيت ورير، واحدة من أهم حواضر جهة مراكش-آسفي.
وشهد هذا اللقاء الذي تم تنظيمه بشكل افتراضي على منصة تفاعلية، في احترام تام للتعليمات الصارمة للحجر الصحي وحالة الطوارئ والتباعد الاجتماعي، تنظيم 14 ورشة اشتغال، بحضور بعض أعضاء المكتب السياسي للحزب، وبمشاركة حوالي 200 شخصا من بنات وأبناء مدينة أيت ورير، الذين تحدثوا بإسهاب عن المشاكل والعراقيل التي تحول دون تقدم المدينة التي يفوق عدد ساكنتها الـ 50 ألف نسمة.
وبهذه المناسبة، تحدّث مصطفى بايتاس، النائب البرلماني وعضو المكتب السياسي للحزب، بإسهاب عن تاريخ مدينة أيت ورير، باعتبارها واحدة من أجمل المناطق المغربية، وأيضا بالنظر إلى تاريخها الرائع، غير أنه في السنوات الأخيرة، يضيف بايتاس، أصبحت عكس ذلك نتيجة ضعف الرؤية الاستشرافية للمنتخبين، وأيضا نتيجة النمو العمراني العشوائي للمدينة.
وحسب بايتاس، فإن عملية التغيير التي يجب أن تعرفها المدينة يجب أن تنطلق من ثلاث محددات، أولها امتلاك العقيدة السياسية المشتركة وتوسيع المشترك، ثم تصحيح العلاقة بين الفاعل السياسي والمواطن، وأيضا أن يجب أن لا يكون للفريق الذي سيسير المدينة أفق وتصور محدودين.
وأضاف المتحدث نفسه أنه في السياسة لا مكان لغير الحالمين، الذين لا يحملون مشاريع كبيرة ويتخذون القرارات الكبرى، مردفا: “أما من أراد أن يكون رقما صغيرا فلا مكان له في الحزب، بحكم أن الحياة السياسية ندخلها ونحمل مشروعا كبيرا..”
وتابع أنه في السياسة لا يجب أن نهتم بصغائر الأمور ويجب أن نكون أشخاصا حالمين متوفرين على العقيدة السياسية، لأن من سيحكم المدينة غدا هو من سيقدم مشروعا كبيرا، على حد تعبير بايتاس.
من جهتها، أكدت جليلة مرسلي، عضو المكتب السياسي للحزب، التي شاركت في فعاليات هذا اللقاء، في معرض كلمتها عن قناعتها بأنه لا يمكن صياغة مشروع تنموي بالنسبة لمدينة أيت ورير من دون استشارة موسعة مع ساكنة المدينة.
وعبّرت مرسلي عن سعادتها بمشاركتها وإنصاتها لأشغال الورشات، التي برهنت على أن المدينة تحظى بمستوى كبير من الوعي، إذ أنها تتوفر على شباب وأطر يفكرون بإيجابية ويفتخرون بانتمائهم القبلي وبالطاقات والكفاءات التي أنجبتها أيت ورير.
وأكدت المتحدثة نفسها على ضرورة اعتماد سياسة تشاركية وإشراك الساكنة في أي سياسة عمومية، مشيرة إلى أنه سيتم رفع تقرير للحزب وإلى المكتب السياسي، وسيتم تقديم تصور متكامل يضم بالأساس مقترحات وأفكار المشاركات والمشاركين في هذا اللقاء، كما سيعكس الدور الذي يجب أن تلعبه المدينة لاحقا، في أفق إعداد برنامج متكامل للنهوض بالمدينة.
من جانبه، تحدث النائب البرلماني إيدار أنجار، المنسق الإقليمي للحزب بإقليم الحوز، عن فلسفة برنامج “100 يوم 100 مدينة”، الذي يهدف إلى الاستماع إلى مشاكل ساكنة 100 مدينة صغيرة ومتوسطة، بهدف صياغة ما يشبه نموذجا تنمويا مصغرا لها، وهو النموذج الذي يعتمد بالأساس السياسة التشاركية بين ساكنة المدينة وحزب التجمع الوطني للأحرار.
وبعد أن أكّد على أنه لا يمكن أن بناء أي شيء من دون دراسة، أشار أنجار إلى أن هدف الحزب في هذا اللقاء هو البحث عن وصفة لعلاج الإشكالات التنموية التي تعاني منها المدينة، ولتحقيق ذلك، يضيف المتحدث نفسه، يلزم تشخيص المشاكل، وهو ما لن يتأتى إلا بالاستماع لساكنة المدينة أنفسهم.
وبهذه المناسبة، رفع المشاركات والمشاركين من ساكنة مدينة أيت ورير، في أشغال الورشات بهذا اللقاء، مجموعة من التوصيات ركزت بالأساس على قطاع التشغيل بالمدينة الذي يعرف مجموعة من التحديات نتيجة قلة فرص الشغل وقلة الاستثمار العمومي والخاص وتفشي البطالة، وأيضا إشكالات أخرى يعرفها قطاعا الصحة والتعليم، بالإضافة إلى مشاكل أخرى مرتبطة بالبنيات التحتية على غرار ضعف الإنارة العمومية، وقضايا التعمير، ثم قضايا تهم الشباب والمرأة والطفولة.