في محطتها الـ 67 حط برنامج “100 يوم 100 مدينة”، أمس السبت في الجديدة، واحدة من أهم مدن جهة الدار البيضاء سطات، حيث استمع ثلة من أعضاء المكتب السياسي لحزب “التجمع الوطني للأحرار” لهموم ومشاكل ساكنة المدينة التي يتجاوز عدد سكانها عتبة الـ 200 ألف نسمة، عبر منصة تفاعلية خاصة في احترام تام لتعليمات الحجر الصحي وحالة الطوارئ، هذا وتم رفع مقترحات وتوصيات المشاركين في أشغال اللقاء التفاعلي إلى المكتب السياسي للحزب، ليدافع عليها في مختلف المحطات الانتخابية المقبلة.
وأكد محمد بوسعيد، المنسق الوطني لمبادرة “100 يوم 100 مدينة” أن الهدف من هذه المبادرة هو “الاستماع لصوت ساكنة مدينة الجديدة و تحديد أولوياتهم”، مؤكدا على ضرورة استرجاع المدينة للدور التاريخي التي كانت تلعبه.
وقال مخاطبا المشاركين في أشغال اللقاء التفاعلي: “الأفكار التي ستخرج من هذا اللقاء سنحاول أن ننزلها على أرض الواقع، حيث سنقف على رؤية موحدة للنهوض بالمدينة”.
و تحدث وزير المالية السابق بإسهاب على مدينة الجديدة، واصفا إياها بـ “المدينة المحظوظة بحكم تنوع اقتصادها الذي يعتمد على الفلاحة والسياحة والصناعة”، مقابل ذلك، يقول بوسعيد، “نجد فيها الفوارق و التفاوتات التي يجب أن نجد لها حلولا”.
وفي كلمة مماثلة أكد ناصر رفيق المنسق الاقليمي للحزب بالجديدة، أن اللقاء جرى في مستوى عال ومتحضر على مستوى النقاش، واعدا المشاركين في أشغال اللقاء الذين وصل عددهم إلى قرابة الـ 200 مشاركة ومشارك، بالتواصل بشكل مستمر مع ساكنة المدينة، مشيرا أن توصياتهم تمت صياغتها بهدف إعداد مشروع متكامل حول المدينة.
وختم كلامه بالقول: “التواصل مع ساكنة الجديدة لن يقف هنا، بل سنستمر في التواصل”، مشيرا أن حزب التجمع الوطني للأحرار سيدفع بكفاءاته وأطره وشبابه ونسائه لخدمة مدينة الجديدة.
من جهته أكد ياسين عوكاشة، رئيس شبيبة الحزب بجهة الدار البيضاء سطات، على أن الهدف من تنظيم مبادرات على غرار “100 يوم 100 مدينة” يأتي عبر قناعة أنه “لا يمكن لأي فاعل سياسي أن يبلور سياسات دون استشارة المواطنين”، مضيفا أن هذه المبادرة التي أطلقها الرئيس عزيز أخنوش في بداية شهر نونبر من العام الماضي ويشرف على تنزيلها عضو المكتب السياسي محمد بوسعيد، “عرفت نجاحا كبيرا وبرهنت أن الحلول الحقيقية توجد عند المواطنين بحكم أنهم هم من يعرفون مشاكلهم”.
وتابع كلامه: “كفاعلين سياسيين نؤمن أننا لا يمكن أن نطور بلادنا من دون بلورة استراتيجيات بخصوص المدن الصغيرة والمتوسطة”، مؤكدا أن مدينة الجديدة التي تتوفر على مؤهلات كبيرة سواء في الفلاحة أو السياحة أو الصناعة، بالاضافة إلى تاريخها العريق، تعاني من إشكاليات حقيقية تتمثل في كون من يدبرون شأنها المحلي ليست لديهم رؤية استراتيجية في التدبير، مؤكدا أن حزب التجمع الوطني للأحرار “لا يمارس السياسة بمنطق التعالي ولكنه يأخذ الحلول من المواطنين”.
وعرف اللقاء حضورا وازنا لعضوة المكتب السياسي، نبيلة الرميلي، التي تحدثت بإسهاب عن واقع قطاع الصحة بمدينة الجديدة، مؤكدة أن المدينة تتوفر على واحد من أفضل المستشفيات على مستوى الجهة، وهو مستشفى محمد الخامس.
وتابعت الرميلي، التي تشغل كذلك منصب المديرة للصحة بجهة الدار البيضاء سطات: ” صحيح أن هناك قلة في الموارد البشرية بهذا المستشفى غير أننا نقوم بعمل كبير لتغطية هذا الخصاص، وسنجمع مقترحاتكم بخصوص قطاع الصحة لنخرج بخطة عمل للرفع من جودة هذا القطاع الحيوي”.
واسترسلت قائلة “هناك أشياء يجب أن نتداركها في هذا القطاع ونحن مستعدون للإستماع لساكنة مدينة الجديدة من جديد، كما أنوه بالعمل الجبار الذي قام به الأطباء في المدينة لمنع تفشي فيروس كورونا، حيث كانوا يتنقلون إلى مختلف الأحياء و الدواوير و لذلك يجب أن نصفق لهم”.
في الاتجاه ذاته قال توفيق كميل، عضو المكتب السياسي، إن مدينة الجديدة لم تأخذ حقها في التنمية، واصفا الأمر بـ “غير المعقول”، فرغم أنها تمتلك منطقة سياحية (مزكان) و مركبا صناعيا كبيرا في الجرف الأصفر، غير أن تأثيرات هذه المشاريع لم تنعكس على واقع هذه المدينة.
وتابع المتحدث ذاته “سمعت مداخلات بعض المشاركين في أشغال ورشات هذا اللقاء التفاعلي فاتضح لي أن غالبية المشاكل المطروحة لها صلة بالتشغيل و الصحة و التعليم، وهو ما يزكي ما قدمه حزب الأحرار في كتاب ‘مسار الثقة'”، مؤكدا أنه “لا يمكن تحقيق أي نموذج تنموي بدون الاهتمام بهذه القطاعات الثلاث”.
وقال أيضا مخاطبا المشاركين في اللقاء من ساكنة الجديدة: “لا يمكننا أن ننجز سياسة ناجحة من دون الاستماع لمشاكل المواطنين و تبني سياسة القرب، بحكم أن ما وصلنا إليه اليوم هو بفعل سياسية الكرسي الفارغ”، و لذلك -يقول توفيق كميل- يجب أن نصوت في الانتخابات وأن نمارس السياسي، لأنه حينما لا نمارس السياسة فهي تمارس علينا.