أكدت امباركة بوعيدة، رئيسة مجلس جهة كلميم واد نون، في كلمتها خلال أشغال الدورة العادية لشهر يوليوز للمجلس، على أهمية البرنامج التنموي للجهة، منوهة في نفس الوقت بالأنشطة الكثيرة التي نظمها أو شارك فيها مجلس الجهة خلال الفترة بين الدورتين.
في هذا الصدد، قالت امباركة بوعيدة: “فقد عملنا جاهدين من أجل بلورة برنامج تنموي طموح لهذه الجهة يستجيب لمتطلبات الساكنة حسب الأولويات وفي حدود الاختصاصات الممنوحة ووفق الإمكانيات المالية المتوفرة والممكن تعبئتها مستقبلا في إطار الترافع المستمر، والبحث عن الموارد المالية اللازمة لإنجازه”، منوهة بجميع الأطراف المعنية بالتنمية على مستوى الجهة، مثمنة انخراطهم الفعلي في الدينامية المرتبطة بوضع وانجاز هذا البرنامج.
وأكدت أن المجلس يبذل كل ما في وسعه من أجل إنجاز البرامج والمشاريع التي تدخل ضمن اختصاصه سواء منها الذاتية أو المشتركة، كما يسعى من خلال هذه الدورة ملامسة بعض القضايا التي تشغل بال الرأي العام الجهوي، والتي ستعالج قضايا ذات بعد اجتماعي واقتصادي وتنموي.
وفي هذا السياق، تضيف بوعيدة، استحضر مجلس الجهة مخرجات النموذج التنموي الجديد في إعداد برنامج التنمية الجهوية في افق سنة 2027 ، في بعده الترابي الذي يجعل من الرأسمال اللامادي في صلب اهتماماته وأولوياته بغية اخراج وثيقة مرجعية تكون بمثابة خارطة طريق تتضمن البرامج التنموية والمشاريع التي ستنجز في تناغم وانسجام تام مع انتظارات ساكنة الجهة.
وعلى مستوى المجال الاقتصادي وإنعاش التشغيل واللوجستيك، تضيف رئيسة المجلس، فإن جدول أعمال الدورة يتضمن نقطا مهمة ترمي إلى انخرط المجلس في اتفاقية شراكة مع وزارة الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات ومحاربة التصحر، لبناء سوق الجملة للفواكه والخضر، الذي يعد قطبا تجاريا يشتغل بمنطق العرض والطلب، وسيكون المزود الرئيسي لمختلف المناطق طيلة أيام السنة بطريقة سلسلة وشفافة وعادية بدون كثرة المتدخلين.
وأضافت أن الاهتمام الكبير الذي يحظى به مجال مراقبة السلامة الصحية للمنتجات الغذائية ضمن انشغالات المجلس، هو ما حدا بالمجلس إلى وضع إطار عام للشراكة والتعاون لإنجاز مشاريع اقتصادية مهيكلة بالجهة، عبر الانخراط الفعلي في مسلسل تجويد اليات وقواعد السلامة الصحية للمنتوجات الغذائية لما تشكله من تأثير على الاقتصاد الوطني وعلى الصحة العامة.
وسعيا للحفاظ على الموروث الواحي بالجهة، أشارت إلى أن مجلس الجهة قام بمعية شركائه على المستويين الوطني والمحلي إلى التوقيع على اتفاقية استباقية تروم حماية واحات كلميم-وادنون من الحرائق والنهوض بالتثمين الترابي والطبيعي للواحات، وتستهدف هذه الاتفاقية توفير مجموعة من الآليات والمعدات الخاصة للتدخل السريع عن قرب، وتهيئة وتجهيز المسالك داخل الواحات لتسهيل التدخلات، وتجهيز الواحات بنقط الماء وتهيئة السواقي والخطارات، وتنقية أعشاش النخيل، وذلك كله في اطار التكيف مع اثار التغيرات المناخية.
وبخصوص التنشيط الثقافي والترفيهي، الذي يقع في خضم التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسياسات العمومية، ومن أجل إعطاء دفعة قوية لهذا القطاع، تم إدراج اتفاقية بجدول أعمال الدورة تستهدف الترويج لما تزخر به جهة كلميم واد نون من موروث حضاري مادي ولامادي غني، متفرد ومتنوع يستدعي مواكبة استراتيجية تثمينه وتحقيق التسويق الترابي له.
وفي مجال التنشيط التربوي والثقافي، والذي تعد المخيمات الصيفية أحد مظاهره، تضيف بوعيدة فقد تم إدراج اتفاقية شراكة ضمن أشغال الدورة تروم المساهمة في تنظيم هذه المخيمات التي تسعى إلى ترسيخ القيم الاجتماعية والوطنية الأصيلة في نفوس الأطفال عبر رزنامة من الأنشطة والبرامج الملائمة لطبيعة التطور الكبير في مجال المخيمات الصيفية.
وفي الميدان الصحي، وبهدف الارتقاء بمستوى خدمات المراكز الاستشفائية بالجهة، وتعزيز العرض الصحي العمومي، والمساهمة في انفتاح الجهة على المؤسسات الاستشفائية، أشارت بوعيدة إلى أنه تم إدراج اتفاقية شراكة تروم دعم وتعزيز هذه المراكز بالأطر الطبية الضرورية في إطار التعاقد لتغطية الخصاص الحاصل في هذا القطاع، إلى جانب اتفاقية أخرى تسعى لدعم مؤسسة أمل المكلفة بتسيير مركز بويزكارن لمرضى القصور الكلوي، وهو المركز الذي ينتظر منه أن يلبي حاجيات المرضى بشكل كامل.
وبخصوص الحماية من آثار التقلبات المناخية والتكيف معها ، وبشراكة مع بعض الفاعليين، تم إدراج مشروع حماية دوار دو أدرار بتغجيجت من مخاطر الفيضانات، بجدول أعمال الدورة للمساهمة في تمويل وتنفيذ برنامج التدبير المندمج لمخاطر الكوارث، والقدرة على مواجهتها، والذي يندرج في إطار الإستراتيجية المتكاملة للوقاية من آثار الكوارث الطبيعية، وتدبيرها والحد من المخاطر المترتبة عنها.
وأكدت أن العدالة المجالية وضمان التكامل الاقتصادي بين أقاليم الجهة، والعمل على استدراك الوثيرة التنموية لدى بعض الأقاليم ، والاستفادة من الزخم الاقتصادي والمشاريع المهيكلة للجهة، تشكل أهم الانشغالات الرئيسة للمجلس من أجل جعل عائداتها التنموية متاحة لجميع الأقاليم، تقوم على تشجيع الاستثمارات، والتعبئة العقلانية لمؤهلات وعوامل الإنتاج وذلك لمواجهة التحديات المطروحة، والارتقاء بجاذبية الجهة وتمكينها من اقتصاد مندمج وقادر على خلق فرص دائمة للشغل.
وفي سياق آخر، ذكّرت بمجموعة من الأنشطة التي ميزت الفترة الفاصلة بين الدورتين، على غرار تنظيم النسخة الأولى لملتقى النساء المنتخبات بجهة كلميم وادنون، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي اتخذ شعارا له “تمكين المرأة إرساء فعلي لمبدأ التشارك المجتمعي”، والمشاركة في الدورة الـ4عشر للمجلس الإداري للوكالة الحضرية لجهة كلميم واد نون، ثم المشاركة في المناظرة الوطنية للتنمية المستدامة، واجتماع اللجنة الجهوية للسلامة الطرقية والاجتماع الجهوي المخصص لتنزيل برنامج أوراش “2”.
وأيضا، تضيف بوعيدة، تنظيم يوم المستثمر المخصص للاستثمار بالجهة، والمشاركة في الدورة الـ3 للمؤتمر المتوسطي حول المناخ بمدينة طنجة، والمعرض الدولي للأركان، المنظم في إطار الاحتفاء باليوم العالمي لشجر الأركان، ثم المشاركة في الدورة الثانية للورشات التكوينية المنظمة بمدينة مراكش من طرف جمعية جهات المغرب وجمعية الجهات الفرنسية، ثم الاجتماع المخصص لإعطاء الانطلاقة الرسمية لمشروع “الحلول اللامركزية للتنمية الجهوية”، لجهة كلميم واد نون.