قدّم محمد أوجار، عضو المكتب السياسي والمنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، عرضا سياسيا مهما أمام شباب “الأحرار” خلال فعاليات المنتدى الجهوي للشبيبة التجمعية المنعقد نهاية الأسبوع الماضي في مدينة بوعرك بإقليم الناظور، إذ تطرّق فيه إلى عدد من المستجدات والقضايا السياسية بالإضافة إلى موضوع المنتدى “التمكين السياسي للشباب منطلق لإعادة الثقة وتحقيق التنمية”، كما ردّ من خلاله على مروجي الإشاعات المغرضة التي تستهدف الحزب ورئيسه عزيز أخنوش.
واستهلّ أوجار كلمته بهذه المناسبة، بالتنويه باختيار جهة الشرق، وتحديدا منطقة الريف المجاهدة، لافتتاح هذه المنتديات الجهوية للشبيبة التجمعية، مشيرا إلى أن لهذا اللقاء بحضوره الكبير ونقاشه المستفيض، رسالة بسيطة واضحة مفادها أن حزب “الأحرار” حزب “العمل والمعقول”، الذي يجيب على كل أشكال التشويش من خلال مواصلة العمل، مردفا “في بلادنا هناك من يشتغل وهناك من يشوش، ونحن اختارنا أن نكون في معسكر الذين يشتغلون”.
وبعد أن أبلغ الحضور بما يليه الرئيس عزيز أخنوش من عناية بهذه المنطقة، أي منطقة الشرق والشمال عموما، أضاف أوجار: “نحن هنا من الريف ومن الشمال والشرق، نقول لرئيس الفيديرالية الوطنية للشبيبة التجمعية لحسن السعدي، أن هذه المناطق تسانده وتدعمه وتتمنى له النجاح”، مضيفا “ولأننا في حزب يؤمن بثقافة الاعتراف لا بد أن نعبّر للرئيس المؤسس يوسف شيري، عن امتناننا وتقديرنا وشكرنا، لكل ما بدله من جهد وتضحيات في مرحلة التأسيس والبناء”.
ونوّه أوجار خلال مداخلته بنجاح محطات البرنامج التواصلي “100 يوم 100 مدينة” في الجهة الشرقية، وتحديدا في كل من جرسيف، وجرادة، وتاوريرت، والناظور، وميضار، ووجدة، وبوعرفة، مشيدا في هذا الصدد، بشباب “الأحرار”، في كل هذه المناطق والمنسقين الإقليميين والمناضلين، وكل جنود الخفاء، الذين سهروا على إنجاح هذه المحطات.
ولأن “التجمع” حزب “المعقول” ويؤمن بثقافة الاعتراف، أوضح أوجار أن المواطنات والمواطنين بهذه المدن، أكرموا الحزب بالحضور في كل هذه المحطات، وشاركوا وتحدثوا عن مشاكل مدنهم وقدموا مقترحات لتنميتها في إطار سياسة القرب التي ينهجها الحزب المبنية على الإنصات للمواطنين ومنحهم الفرصة للكلام.
وأضاف مخاطبا المنسقين والشباب، أن “هذه اللقاءات لم تكن عبثا، ولم تكن تجمعات انتخابية، فلابد للرجوع إلى ما قاله الناس في كل هذه المدن، إذا أردنا فعلا أن نعيد الثقة للمؤسسات والعمل السياسي”، مردفا: “يجب أن يشعر المواطنين الذين أكرمونا لساعات، أن ذلك النقاش لم يكن عبثا، لأننا نحن حزب الالتزام والجد”.
وفي نفس الإطار، يضيف المنسق الجهوي للحزب بجهة الشرق، أن محطة جرادة شهدت مشاركة مكثفة للمواطنات والمواطنين، الذيم مثلوا كل الحساسيات في المدينة، جاؤوا للحديث عن مشاكلهم وإكراهات التنمية بمدينتهم، والصعوبات التي تعاني منها المدينة، مستطردا: “نحن نلتزم بالاشتغال في هذا الملف.. وسنعود إلى جرادة وإلى المدن الأخرى”، لأن العمل السياسي، حسب أوجار، يجب أن يطبعه “المعقول”، كما أن فلسفة الحزب هي التواضع والإنصات للمواطنات والمواطنين، حتى يعرف تطلعاتهم ومشاكلهم.
وأوضح عضو المكتب السياسي أن جهة الشرق هي الجهة الأولى التي أنهت كل برمجة مبادرة “100 يوم 100 مدينة” في وقت قياسي، مجددا التنويه والإشادة بكل المنسقين الإقليميين، وأطر الحزب بالجهة الشرقية، ومناضلات ومناضلي الحزب، الذين ساهموا جميعا في إنجاح هذه المحطات، مشيرا إلى أن المرحلة الموالية تتعلق بتحليل كل هذه المعطيات والمقترحات التي تم جمعه من خلال الإنصات للمواطنين، على أن يتم تجميعه في إطار البرنامج والعرض السياسي للحزب، مشددا على أن السياسة ليست هي بيع الوهم والشعارات، بينما هي تعاقد على أساس النزاهة والاستعداد للترافع.
وبعدها تطرّق أوجار إلى المنتديات للشباب، مؤكدا أنها يجب أن تشتغل أيضا بنفس المنطق، وهو الاستماع للمواطنين وإشراكهم في بلورة الأفكار والاقتراحات، مشيرا إلى أن هذا المنتدى ينعقد في هذه المنطقة المعروفة بالجهاد ضد الاستعمار والوطنية والمقاومة، وهي منطقة في حاجة إلى “جهاد” اقتصادي واستثماري وتنموي، مضيفا “صحيح أن الدولة عملت مجهودا جبارا، ولكن ما قامت به في هذه الجهة يجب أن يكون أرضية لدينامية جديدة واستقطاب الاستثمار على غرار منطقة الشمال التي تغيرت بفضل ميناء طنجة المتوسط”، متمنيا أن يلعب ميناء الناظور خلال اكتمال أشغاله نفس الدور بالجهة الشرقية.
وفي إطار موضوع المنتدى “التمكين السياسي للشباب”، أكد أوجار أن الشباب أيضا يساهم في تدبير البلاد وفي قيادة التنمية، مستشهدا في هذا الصدد بعدد من النماذج من داخل حزب الشبيبة التجمعية، لافتا إلى أن الأمر يتطلب الإرادة والطموح المشروع، مذكّرا على سبيل المثال بمسار رشيد الطالبي العلمي القيادي في الحزب وعضو المكتب السياسي الذي شغل مناصب وزارية وغيرها، وأيضا مصطفى بايتاس، الشاب الذي قدم من المغرب العميق ويصبح الآن نائبا برلمانيا وعضوا للمكتب السياسي للحزب ومديرا لمقره المركزي.
وفي هذا الصدد، أشار اوجار على أن الحزب يفتح المجال لكل القدرات والطاقات، مردفا: “فاليوم الحزب منظم وفي ظروف أحسن، بينما في ذلك الوقت كان العمل داخل الحزب ليس سهلا، والوسائل لم تكن متاحة”. وخاطب شباب “الأحرار” قائلا: “يجب أن تعرفوا انكم تنتمون لحزب قوي وعنده الإرادة القوية لكي يعبد الطريق أمام نجاحاتكم الفردية، التي تعتبر نجاحا للجهة وللبلاد وهو نجاح نأمله جميعا..”
واسترسل أوجار في حديثه لشباب “الأحرار”، قائلا: “لا شك أنكم تسمعون الكثير من الإشاعات والتهجمات والأكاذيب، على غرار أننا “حزب إداري” و”حزب والأغنياء” وأشياء كثيرة، وستكتشفون أن الحزب هو الأكثر احتضانا لطموحات شباب المغرب، وهذه الفرصة أمامكم لتحويل هذه المنتديات إلى منتديات للنجاح”.
وبعد أن أشار المتحدث نفسه إلى أن هذه المنتديات فضاء للشباب، ذكرهم بأن التجمع اختار الإصلاح من داخل المؤسسات، مضيفا “أن من يريد الانتقاد وإيصال صوته يجب أن يشتغل من داخل المؤسسات..”. داعيا في نفس الوقت إلى تشجيع الشباب للممارسة السياسية.
وفي الختام، قال أوجار مخاطبا شباب “الأحرار”: “أتمنى أن يسكنكم الحماس، حتى تنجحوا وتتولوا المسؤوليات”، مشيرا إلى أن “الحزب سيساهم في تكوينكم والارتقاء، ويوفر الأداة الهيكلية والمؤسساتية حتى تعبروا عن عبقريتكم”، مضيفا “البناء المؤسساتي للحزب يسمح لكم جميعا بالمشاركة في اتخاذ القرار، والتعبير عن آرائكم وبالإسهام في صياغة المغرب الجديد”.
وتابع: “لا تتركوا الفرصة للعدميين، ولتجار الإشاعات وأعداء النجاح، نحن حزب يؤمن أن بلدنا، تحت قيادة صاحب الجلالة، قادر على صنع المعجزات.. وأن هذا الحزب برئاسة عزيز أخنوش، يضع نفسه في خدمة كل المبادرات والمشاريع الإصلاحية الكبرى الهادفة إلى تنفيذ برامج جلالة الملك والارتقاء ببلادنا..”