ثمن المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، نجاح انعقاد الجامعة الصيفية للشباب في دورتها الرابعة، بمدينة أكادير، التي عرفت مشاركة أزيد من 5000 شابة وشاب، ممن عبروا عن انخراط قوي في النقاش الهادف.
وأكد المكتب السياسي في بلاغ له عقب اجتماع له ترأسه رئيس الحزب عزيز أخنوش، أمس الثلاثاء 4 أكتوبر 2022، أن هذا الملتقى الشبابي مشروع فكري قارب مجموعة من القضايا ذات الراهنية، على غرار رهان الدولة الاجتماعية، والتعليم، والتشغيل، والحماية الاجتماعية، وتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
وأشار إلى أن شباب الأحرار المشاركين في هذه الجامعة الصيفية وفي هذا النقاش الهادف، كرسوا مكانة الجامعة الصيفية لشباب الأحرار، كأكبر ملتقى شبابي من نوعه في المملكة، سواء من حيث عدد المشاركين أو من حيث التأطير.
وكانت الدورة الرابعة لجامعة الشباب الأحرار، المنظمة من طرف الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية يومي 9 و10 شتنبر الجاري بأكادير، تحت شعار “تعزيز ركائز الدولة الاجتماعية: إكراهات التفعيل والالتزام الحكومي الثابت”، تميزت بتنظيم 12 ورشة موضوعاتية، منها 4 ورشات مزدوجة، استفاد حوالي 5 آلاف مشارك ومشاركة، بتأطير 67 متدخلا ومتدخلة، من أعضاء المكتب السياسي وأطر وكفاءات الحزب وأساتذة جامعيين وخبراء وشخصيات وازنة من خارج الحزب.
وشهدت جميع الورشات نقاش هادفا وتفاعلا بناء بين المؤطرين والمتدخلين، ما ساهم في إغناء الحوار وجعل من الدورة الرابعة من الجامعة الصيفية فضاء رحبا للنقاش السياسي الهادف وللتكوين والتأطير بالحضور الكبير لشبان وشابات الحزب القادمين من مختلف مناطق وجهات المملكة، وبمشاركة وازنة لمختلف قيادات الحزب وكفاءاته.
وناقشت الورشات مواضيع تهم تحديدا “التعليم: رهان محوري لمغرب الكرامة”، و”التشغيل: المجهود الحكومي بين الإلحاحية والاستدامة”، و”الحماية الاجتماعية: تفعيل طموح لمغرب التضامن”، و”التحديات العالمية ورهان الدولة الاجتماعية”، و”الدولة الاجتماعية: سؤال القيم وإشكالية الخطاب”، و”تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية: مصالحة إدارية بإمكانات واعدة”، و”الأدوار الجديدة للمنتخبين وأفق تفعيل الدولة الاجتماعية”، و”وسائل التواصل الاجتماعي بين حرب التضليل وسؤال المصداقية”، و”محورية الفعل الثقافي والفني والرياضي في التدخل الحكومي”، و”مغاربة العالم: مساهمة متجددة في مسار الدولة الاجتماعية”، والمرأة: مسار تعزيز المكتسبات ورهان المساواة”، و”الارتقاء بالصحة: التزام حكومي ورؤية طموحة”.
وكانت الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، أكدت في البلاغ الختامي للدورة الرابعة للجامعة الصيفية بأكادير، أن هذه الأخيرة تعتبر محطة نوعية جديدة في المسار التأطيري للشبيبة التجمعية، تميز بفتح نقاش عميق ومسؤول حول سبل تعزيز أسس الدولة الاجتماعية من خلال تسليط الضوء على التدابير والإجراءات الحكومية المتعلقة بالشباب في مختلف المجالات لاسيما على مستوى الصحة والتعليم والتشغيل، كما شكلت الجامعة مناسبة للوقوف على المرتكزات الأساسية للسياسة الاجتماعية للحكومة التي تسعى لضمان تكافؤ الفرص لجميع المواطنات والمواطنين والحد من التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، إضافة الى استشراف المداخل الممكنة التي من شأنها تعزيز حضور الشباب في السياسات العمومية، لتحقيقِ التمكين الاجتماعي والاقتصادي لهذه الشريحة الاجتماعية الهامة من المجتمع المغربي.
وأشارت الفيدرالية إلى أن أشغال الجامعة الصيفية اتسمت بالجدية والالتزام والانشغال العميق بانتظارات المواطنات والمواطنين ومطالبهم المشروعة في تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين شروط التنمية، وذلك في استحضار للمسؤولية التي يتحملها حزب التجمع الوطني للأحرار رفقة باقي مكونات الأغلبية الحكومية في ظرفية اقتصادية صعبة ومعقدة .
كما تميزت هذه الدورة من الجامعة الصيفية لشباب الأحرار بالكلمة الافتتاحية لعزيز أخنوش رئيس الحزب، والتي أبرز فيها من جديد تموقع الحزب في صف المواطن، من منظور ضرورة مواصلة العمل والاجتهاد من أجل مقاربة هموم المغاربة، وعلى رأسهم فئة الشباب، بما يمكنهم من تملك حقهم الإنساني في الوجود بكرامة وشرف، منوها بدينامية الأحرار التي أصبحت تزعج الكثيرين، في ظل الشعبية الكبيرة للحزب التي ترجمتها صناديق الاقتراع، وبوأت الحزب الرتبة الأولى خلال الاستحقاقات الانتخابية النزيهة التي شهدتها بلادنا بشهادة الجميع.
كما مثل هذا الملتقى الشبابي أيضا فضاء عموميا وطنيا لتبادل الخبرات والأفكار، وللتشاور والقراءة الجماعية التي تستوعب الحاضر من أجل المستقبل و للتفاؤل والتنافس من أجل خلق التصورات والرؤى، للاستفادة من تجارب كفاءات الحزب في مواقعهم المختلفة والمتنوعة في تدبير الشأن العام.
كما كان هذا الملتقى الوطني، وفق البلاغ الختامي للجامعة الصيفية، بمثابة فسيفياء وطنية تعبر عن الرغبة الوجدانية العميقة في مواصلة المسار رغم كل المحاولات التشويشية اليائسة، وتعبيرا صادقا عن الانتماء وعن رغبة الحوار والتداول بكل حرية وصراحة، إلى جانب ذلك كله، كانت الدورة درسا شاملا عميقا نظريا و عمليا للممارسة السياسية في بلادنا، من منظور تراكمات حزب التجمع الوطني للأحرار، أطر حلقاته ونقاشاته ثلة من خيرة أطر التنظيم، منفتحين على باحثين متخصصين في مختلف مناحي المعرفة .