تم، اليوم الثلاثاء بمكناس، إطلاق التحالف الإفريقي لتطوير التكوين المهني، بمقتضى اتفاقية وقعت في هذا الإطار بين المغرب والعديد من الدول الإفريقية.
ويهدف هذا التحالف المكون من 15 بلدا إفريقيا (المغرب والبنين وبوركينافاصو والكاميرون وكوت ديفوار ودجيبوتي والغابون وغينيا بيساو ومالي وموريتانيا والنيجر والسينغال وتشاد والطوغو)، إلى تعزيز الحوار بين الفاعلين في مجال التكوين المهني بالدول الأطراف، وتأسيس إطار لتقاسم التجارب والمعارف وتبادل الخبرات بين هذه الدول. ويتوخى أيضا تعزيز التبادل بين هؤلاء الشركاء من أجل إعداد استراتجية للتكوين المهني تلائم وتستجيب لحاجيات القطاعات الاقتصادية، وتعزيز إعادة هيكلة تدابير للتكوين الأساسي والمستمر بالدول الشريكة، خاصة في مجال المواكبة التقنية وهندسة التكوين وتكوين المكونين.
وسيعهد الإشراف على هذا التحالف للجنة تنفيذية مكونة من ممثل عن كل بلد وقع على الاتفاقية، إضافة إلى ممثل عن البنك الإسلامي للتنمية، كما ستعهد الرئاسة للمغرب في ولاية أولى.
وفي هذا الصدد، أكد كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتكوين المهني السيد العربي بن الشيخ، في كلمة خلال اللقاء الوزاري الذي خصص لإطلاق هذا التحالف، أن “هذا الأخير الذي سيبقى مفتوحا في وجه الدول التي ترغب في الانضمام إليه، يوفر آلية لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات وكذا تطوير وتأهيل الكفاءات بقارتنا الإفريقية”. وقال السيد بن الشيخ إن هذا التحالف، القائم على الاقتناع بأهمية الشراكات الثلاثية الأطراف والفعالة، يمكن أيضا من إرساء أنظمة للتكوين المهني تمكن الشباب من اندماج مهني في مستوى تطلعاتهم.
وأضاف أن المكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل سيلعب دورا رائدا بهذا التحالف بالنظر إلى موقعه كأكبر فاعل في التكوين المهني بالمغرب، وبفضل الشبكة الكبيرة من الشراكات الذي عرف كيف ينسجها مع ما لا يقل عن 35 بلدا.
وأكد أيضا أن المكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل راكم، على مدى سنوات، خبرة كبيرة معترف بها دوليا، مشيرا إلى أنه أبرم منذ 2002 نحو 54 اتفاقية إطار تمت ترجمتها من خلال تكوين أزيد من 400 مكون وإطار تقني وبيداغوجي على امتداد السنوات الخمس الأخيرة، واستقبال أزيد من ألفي متدرب من دول إفريقية لمتابعة تكوين أولي منذ 2005-2006، فضلا عن إنجاز مشاريع رائدة تروم تطوير الرأسمال البشري.
وأشار السيد ابن الشيخ في هذا الصدد، إلى تكوين 160 مكونا غينيا في إطار تعاون ثلاثي الأطراف يجمع بين المغرب وغينيا والبنك الإسلامي للتنمية.
وقد جرى حفل الافتتاح الرسمي لهذا الملتقى، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ألفا كوندي، رئيس غينيا، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد عزيز أخنوش، علاوة على عدد من أعضاء الحكومة والسفراء المعتمدين بالمغرب.
وينتظر أن يستقطب هذا الحدث المنظم على مساحة 170 ألف متر مربع، منها 90 ألف متر مربع مغطاة، بمشاركة 1230 عارضا (910 عارض وطني و320 عارض أجنبي) من 66 بلدا، حوالي مليون زائر، وذلك باعتباره تظاهرة دولية تجعل المغرب منصة هامة للتبادل والأعمال وأحد أبرز الوجهات الفلاحية على الصعيدين القاري والدولي.