أبرز مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، اليوم الاثنين، أن رقمنة الاقتصاد من شأنها أن تخلق المزيد من مناصب الشغل وتشكل مصدرا لفرص الاستثمار التي يتعين الاستفادة منها.
وأشار العلمي، في كلمة خلال افتتاح النسخة الـ10 للندوة الافتراضية حول التكنولوجيا، والمجتمع والأمن “سايفاي 2020” المنظمة من قبل مركز الفكر الهندي “أوبزيرفر ريسيرش فونديشن” (أو إر اف)، إلى التقدم الجوهري في القطاع الرقمي والتكنولوجيا الرقمية خلال فترة جائحة كوفيد-19، لافتا إلى أن عادات الاستهلاك، والإنتاج والتسويق قد تغيرت بشكل كبير في العالم بأجمعه.
وأضاف الوزير أن التكنولوجيا الرقمية قد اكتسبت أهمية كبيرة وشهدت توسعا، وبرزت كإحدى أكبر المستفيدين من هذه الجائحة، مشددا على أن هناك حاجة للاستفادة من هذا التقدم القوي في مجال التكنولوجيا مع أنماط جديدة للعمل التي تطورت بشكل ملحوظ، ما أدى إلى نتائج وفوائد كبيرة في مختلف الصناعات والمهن.
واعتبر أن العالم الرقمي سيغير مرجعيات العديد من الوظائف، لكن يتعين الأخذ بعين الاعتبار الجانب الإنساني والأخلاقي في هذا التطور القوي للتكنولوجيات.
وذكر العلمي أن المغرب قد استضاف في عام 2019 الدورة الثانية لمؤتمر التكنولوجيا والابتكار (سايفاي إفريقيا)، والذي كان مناسبة لمعالجة القضايا المتعلقة على الخصوص باستكشاف الابتكارات المحلية وأنظمة حكامة البيانات، والسياسة بين الافتراضي والواقعي، وكذا مكافحة التطرف وتأثير التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية.
من جانبه، أكد رئيس مركز “أوبزيرفر ريسيرش فونديشن”، سونجوي جوشي، أن هذا المؤتمر يعد فرصة لمعالجة الموضوعات المتعلقة بالإدماج الرقمي، ولامركزية المعلومات، والأمن السيبراني، والتحول الرقمي، وكذا الاستفادة من الفرص المرتبطة بالثورة التكنولوجية لخدمة الإنسانية ومواجهة المخاطر القائمة.
وأشار إلى أن الوباء قد ألقى بثقله على الاقتصاد العالمي، لكنه سرع عملية اعتماد تكنولوجيات جديدة واللجوء إلى استخدام الرقمنة، مما سيكون له أثر إيجابي للغاية على مستقبل مختلف المجتمعات.
ومن جهته، أبرز وزير الاتصالات، والإلكترونيك، والتكنولوجيات الحديثة الهندي، رافي شانكار براساد، الدور الأساسي الذي تلعبه التكنولوجيا الحديثة للمعلومات، وخاصة خلال فترة العزل.
وقال شانكار براساد “بينما توقفت وسائل النقل وأغلقت المحلات، استمرت الخدمات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرقمنة في خدمة الناس، ما مكنهم من القيام بعملهم عن بعد والتواصل”.
وأضاف أنه بالنظر لأهمية التكنولوجيات الحديثة في الحياة اليوم، أطلقت الهند مشاريع رقمية كبرى تهم مختلف القطاعات تشمل الحكومة الإلكترونية، والتربية الإلكترونية، والتأشيرات الإلكترونية، وكذا مشروع الصحة الإلكترونية الأخير، الذي أطلقه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، والذي يطمح إلى إحداث منظومة لتكنولوجيا الصحة الرقمية بهدف تحسين الفعالية، والشفافية وتجربة المواطنين في ما يتعلق بالعلاجات الصحية المقدمة من قبل المصالح العمومية والخاصة.
وحسب المنظمين، يهدف هذا الحدث، الذي يقام من 12 إلى 16 أكتوبر، إلى تحديد الأنماط الرقمية الحديثة التي تظهر في المجتمع والتفكير في سبل جعل التحول الرقمي للاقتصادات رافعة نشطة للتنمية والتقدم.
ويناقش هذا الحدث، الذي يشارك فيه عدد من الأكاديميين، والخبراء، والفاعلين الصناعيين من عدة بلدان، العديد من المواضيع، منها حماية البيانات والحياة الخاصة، وتأثير جائحة كوفيد-19 على تطوير الحلول الرقمية، كالحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، والنزعات المتعلقة باستخدام شبكة الجيل الخامس بين القوى الكبرى.