الطالبي العلمي يؤكد دينامية التجمع الوطني للأحرار في خدمة المواطن ويبرز النموذج التواصلي للحزب

السبت, 20 ديسمبر, 2025 -21:12

قدم راشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار والمنسق الجهوي للحزب، في المحطة الختامية من برنامج “مسار الإنجازات” التي عقدت بمدينة طنجة، قراءة معمقة لواقع الحزب ودوره في التنمية الوطنية، مؤكدًا على أن التجمع الوطني للأحرار يرسخ نموذجًا جديدًا في التواصل السياسي يرتكز على القرب والإنصات للمواطنين، وعلى الإنتاج السياسي الذي يواكب تطلعات المجتمع ويصوغ فكرًا تنمويًا عصريًا.

وبدأ الطالبي العلمي كلمته بتسليط الضوء على أهمية اللقاءات التواصلية التي نظمها الحزب تحت عناوين مختلفة مثل “مسار الإنجازات” و”100 يوم 100 مدينة” و”مسار الثقة”، مشيرًا إلى أن هذه اللقاءات ليست مجرد لقاءات شكلية، بل هي نموذج جديد من التواصل السياسي القائم على ثلاثة محاور رئيسية: التعرف على قضايا المواطنات والمواطنين عن قرب، المساهمة في تعزيز الثقة في العمل السياسي، والتعرف على الإمكانيات الحقيقية للجهات ومؤهلاتها. ويعتبر الطالبي العلمي أن هذا الأسلوب في التواصل يعكس نضج الحزب ورغبته في إدخال تجديدات حقيقية في طريقة اشتغاله على مستوى القاعدة الشعبية.

ويشير المتحدث إلى أن هذا النموذج المبتكر للتواصل هو ما يثير حفيظة بعض المنافسين، الذين يعبّرون عن ردود أفعال مرتبكة تجاه نجاح التجمع في هذه الممارسة السياسية الحديثة. ويؤكد الطالبي العلمي أن هذه الردود المتشنجة تؤكد بالأساس أن الحزب قد نجح في أداء مهامه الدستورية والتشريعية، خاصة فيما يتعلق بتأطير المواطنين وتعزيز انخراطهم في الحياة السياسية وتدبير الشأن العام، وهو ما يمثل ركيزة أساسية في تعزيز الديمقراطية الحقيقية.

وأشار إلى أن التنظيم الميداني المنتظم، وتنظيم اللقاءات في عمق الجهات وليس فقط في المراكز الحضرية الكبرى، مع الاستماع المباشر للمواطنين، شكل نموذجًا مبتكرًا في التواصل الحزبي بعيدًا عن الشعارات الشعبوية أو الاستقطاب السطحي، وهو ما يعكس عقلانية التجمع الوطني للأحرار في العمل السياسي. ويبرز الطالبي العلمي أن هذا التقليد الحزبي الراسخ يعكس دينامية مستمرة للحزب منذ تأسيسه قبل 46 سنة، في سياق تاريخي حاسم بعد المسيرة الخضراء التي شكّلت نقطة تحول في تاريخ المغرب الحديث.

وعاد المتحدث إلى بداية تأسيس الحزب في مرحلة ما بعد المسيرة الخضراء، حيث استشعر جيل الاستقلال ضرورة إنشاء حزب يواكب التحولات الاجتماعية الجديدة. ويعتبر أن ميلاد التجمع الوطني للأحرار على الشكل الحديث جاء مع انتخاب عزيز أخنوش رئيسًا للحزب، حيث أحدث هذا الانتخاب نقلة نوعية في هيكلة الحزب، وعصرنة أساليبه التنظيمية، ليتماشى مع التطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الحديثة، ويرتبط بشكل وثيق بتطلعات جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي.

وشرح الطالبي العلمي أن الحزب أطلق خلال هذه المرحلة مراجعة شاملة لتنظيماته، فظهرت أكثر من 19 تنظيمًا موازياً، من بينها تنظيمات شبابية ونسائية ومهنية، مع اعتماد التكنولوجيا الحديثة في أدوات الاشتغال، ليصبح الحزب أكثر نضجًا وقدرة على الاستجابة للقضايا الوطنية، سواء عبر إنتاج السياسات العمومية أو اقتراح حلول مستدامة. ويؤكد أن الحزب لا ينظر إلى تنظيمه كتحضير فقط للاستحقاقات الانتخابية، بل كمؤسسة فاعلة تساهم في بناء وتنمية الوطن، بعيدًا عن الابتزاز أو المساومة السياسية.

وذكّر الطالبي العلمي بتاريخ التجمع الوطني للأحرار، مشيرًا إلى أن الحزب كان حاضرًا في 16 استحقاقًا انتخابيًا على مدى أكثر من أربعين سنة، سواء في المعارضة أو الأغلبية أو كمساند للحكومة، وكان دومًا عنصر استقرار وتوازن في المشهد السياسي الوطني، وهو ما ينعكس في مساهماته الإيجابية على مستوى الحكومة والبرلمان والجماعات الترابية.

ونبه المتحدث إلى أن التجمع الوطني للأحرار ليس حزبًا يتسابق فقط على المناصب، بل حزب يضع خدمة الوطن فوق كل اعتبار، ويرفض التهافت على التموقعات السياسية التي قد تضر بصورة السياسة أمام المواطنين، مؤكدًا أن الخدمة الوطنية الحقيقية لا تُقاس بالتموقع الحكومي فقط، بل بالالتزام والمسؤولية تجاه الشعب والوطن.

وعبّر الطالبي العلمي عن أسفه من الحملات الإعلامية التي تستهدف حزبه، خاصة بعد تصدره نتائج انتخابات 2021، رغم أن الأحزاب الأخرى لم تتعرض لمثل هذا الهجوم عند صدور نتائج انتخابات سابقة، ويؤكد أن التجمع الوطني للأحرار لم يلجأ يومًا إلى الشكوى أو الابتزاز أو الاحتجاج الإعلامي، مؤكدًا التزام الحزب باحترام نتائج صناديق الاقتراع واختيارات المواطنين.

وانتقل الطالبي العلمي للحديث عن الحصيلة الحزبية في ظل الوضع السياسي الحالي، حيث يثمن القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ودوره المحوري في دفع المغرب نحو المزيد من الازدهار والتنمية، مع الحفاظ على مكانة المغرب الدولية وتعزيز الوحدة الترابية من خلال الدعم الدولي الواضح لمقترح الحكم الذاتي.

وأكد أن البرنامج الانتخابي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي تم التعاقد عليه مع المواطنين، كان برنامجًا جريئًا ومتماسكًا، مستندًا إلى خبرة واجتهاد ومشاورات عمومية، وشكل مرجعية حقيقية للعمل الحكومي والسياسي، بعيدًا عن الوعود الزائفة والمزايدات السياسية. ويشرح أن هذا البرنامج يشمل إصلاحات عميقة تهدف إلى الاستدامة وتدارك الخصاص، وتلبية أولويات المواطنين، والمساهمة في بناء المغرب الذي خطط له جلالة الملك.

ويشدّد الطالبي العلمي على أن الفهم السطحي للإصلاح عند بعض الأطراف، الذي يقتصر على التدابير المؤقتة أو الجزئية، لا يكفي، إذ إن الإصلاح الحقيقي يتطلب تصورًا متكاملاً يجعل المواطن في مركز السياسات العمومية، ويعمل على ضمان حقوقه الاجتماعية والاقتصادية بكرامة دون الحاجة إلى وسطاء أو تدخلات غير ضرورية.

وأشار إلى أن الحكومة استثمرت مبالغ كبيرة في قطاعات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، ما أدى إلى تحسين ملموس في حياة المواطنين، ويعتبر أن هذا الإنجاز يشكل دليلاً واضحًا على التزام الحكومة بالديمقراطية الاجتماعية وتفعيل محتواها الاقتصادي والمجالي.

وشرح أن البرنامج التنفيذي استهدف القطاعات التي تعاني من خصاص كبير، حيث كان من الضروري تعويض ما لم ينفذ سابقًا، مؤكداً أن التنفيذ يتم بحكمة وشفافية، مع احترام الالتزام بالتعاقد الأخلاقي مع المواطنين، رغم وجود خطاب شعبوي يريد التشكيك والعودة إلى الوراء، وهو خطاب يفضل البؤس والهشاشة التي يستغلها البعض من أجل مكاسب انتخابية ضيقة.

وأكد الطالبي العلمي أن التجمع الوطني للأحرار يتمتع بروح المسؤولية والوطنية التي تقدر ثقة جلالة الملك أولاً، وثقة المواطنين، وتسعى للموازنة بين حاجيات البلاد والاجتهاد المستمر في خدمة الوطن، مع رفض منطق المزايدات والابتزاز السياسي.

وختم المتحدث بدعوة الجميع إلى التواضع واحترام الوطن، الذي يوفر لنا الاستقرار والطمأنينة تحت قيادة الملكية ذات الشرعيات الثلاث: الروحية، والتاريخية، والديمقراطية، مشددًا على ضرورة ممارسة السياسة بنبل ومسؤولية، بعيدًا عن الشعارات الفارغة، مبنيًا على الأرقام والحقائق، مع استعداد للمحاسبة في موعدها عبر الانتخابات.

وأعرب الطالبي العلمي عن افتخاره بفريق التجمع النيابي الذي يضم أكبر عدد من الشباب، وكذلك بتمكين النساء في المناصب التنفيذية والتمثيلية، معتبراً أن هذا اختيار حداثي يعكس جزءًا من هوية الحزب المتجددة.

وأخيرًا، طرح الطالبي العلمي سؤالًا مهمًا حول الإرث التدبيري للمدن الكبرى التي ظلت تحت نفس التدبير لولايتين انتخابيتين، مما تسبب في أعطاب حضرية وتخبطات تنظيمية، ويؤكد أن الحزب يتحمل المسؤولية في استدراك تلك الأعطاب، ويؤكد أن الإصلاحات جارية برؤية واضحة رغم بعض النواقص.

واختتم كلمته بالتنويه كذلك بوزراء الحزب، والفريقين البرلمانيين، والمنتخبين على عملهم الميداني الدؤوب، مؤكدًا أن الهدف الأسمى هو استقرار وتنمية المغرب تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، داعياً الجميع للتعبئة والتكاتف خلف جلالته لربح المزيد من الرهانات الوطنية، كما كان جيل التأسيس ملتزمًا مع المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، رحمه الله، مضيفا أن التجمع الوطني للأحرار هو حزب الوفاء والانتماء، ويشرفه أن يقوده عزيز أخنوش في هذه المرحلة التاريخية المهمة.

الأكثر قراءة

آخر أخبار حزب التجمع الوطني للأحرار

توصل بأهم المستجدات على بريدك الإلكتروني

آخر أخبار حزب التجمع الوطني للأحرار

مسار الثقة، فرصة للجميع !

إنخرط في حزب التجمع الوطني للأحرار و توصل ببطاقتك في أقل من أسبوعين

situs judi bola judi bola daftar slot gacor online slot online pragmatic play slot server jepang
slot gacor
ssh premium
slot gacor anti rungkad
UG2882
slot gacor
Slot