حل رشيد الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار ووزير الشباب والرياضة، ضيفا على الجلسة الختامية للمقهى السياسي الرمضاني “أسيرور ن الأحرار” المنظم من طرف الشبيبة التجمعية بتيزنيت.
وحضر هذا اللقاء المنظم أمس السبت، وتحت عنوان “الشباب وسؤال الموقع”، النائب البرلماني عبد الله غازي، والمنسق الجهوي للحزب بسوس ماسة، ولحسن السعدي رئيس الشبيبة التجمعية بالجهة ذاتها، ورشيد شبال عن الشبيبة المحلية لتزنيت، وعدد من أعضاء الحزب بالمدينة والجهة ككل.
وقال الطالبي العلمي في مداخلته، إن الحديث عن الشباب وطموحاته يختلف مع اختلاف الزمن والمكان، معتبرا أن هذه الفئة في الماضي، كانت تبحث عن السلطة، أما اليوم فالشباب يبحثون التنمية، نظرا للتحول الكبير الذي شهده العمل السياسي، ولتغير المجتمعات والسياقات.
وأضاف العلمي أنه في الفترة التي انتخب فيها رئيسا لمجلس جماعة تطوان سنة 1992، كان هاجس الشباب حينها موقع سلطة وممارستها، وهو الأمر المتجاوز حاليا، حيث أصبح هاجس هذه الفئة التي تشكل نسبة 62 في المائة من المجتمع المغربي، هو تحقيق المشاريع.
واعتبر الطالبي أن الأحزاب السياسية، التي فهمت تطلع الشباب إلى التنمية، انخرطت في أوراش تنموية كبرى، وعملت على تنزيل مضامينها ومقتضياتها، مستدلا بمخطط المغرب الأخضر، ومخطط الإقلاع الصناعي، مشيرا إلى أن التجمع الوطني للأحرار، واعٍ بهذه المسألة وينخرط فيها بشكل جدي، عكس أولئك الذين لازالوا يقبعون في الماضي، والذين تم تعويض دورهم من طرف المجتمع المدني.
وأوضح العلمي أن المجتمع المدني، استمد قوته من ضعف الأحزاب السياسية، حيث أصبح هاجزا في كل وقت وحين، لتلبية تطلعات المواطنين، والدفاع عنها، على الرغم من ضعف الإمكانيات ومحدودية الصلاحيات.
وأكد الطالبي العلمي على ضرورة توفر الشباب على قضية أو برنامج تنموي للدفاع عنه من موقع السلطة، حيث بدونه لا يمكنه أن يصل إلى نتائج مرضية، مهما كان منصبه.
في السياق ذاته، اعتبر الطالبي العلمي أن تكنولوجيا المعلومات ساهمت في صناعة شخص جديد، يتلقى كماً هائلا من المعلومات، وعوض أن تمنح الأحزاب تلك المعلومات، أصبح دورها اليوم أن تقننها، وتؤطر تلقيها وتحليلها، وتوضح المفيد والسيء منها، وهو العمل الذي ينهجه التجمع الوطني للأحرار عبر منظماته الموازية.
وعلى هذا الأساس، سطر الحزب عددا من المقتضيات بالشرح والتفسير، للنهوض بالتعليم، والصحة والتشغيل في المغرب، عبر برنامجه التنموي “مسار الثقة“، واسترسل الطالبي قائلا ” هناك من يؤاخذنا على البرنامج السياسي للحزب بينما أعاتبهم على البراغماتية، فاديولوجيتنا واضحة وهي الديمقراطية الاجتماعية منها انبثق برنامجنا التنموي، الذي خلق آليات الاشتغال متمثلة في المؤسسات الموازية والتنسيقيات والمنظمات المهنية”.
من جهة أخرى، رفض الطالبي العلمي تفييء المجتمع إلى شباب ضد شيوخ أو العكس، معتبرا أن الجيلين متكاملين، وأن السياسي الناجح، هو الذي يعد خلفا لضمان استمرارية مشروعه السياسي، والمرفق العام.
ودعا إلى الابتعاد عن تعميم تلك الصورة النمطية التي تقول أنه ليس للشباب موقع، وتقيم عمل المسؤولين ومحاكمتهم بناءً على عملهم، دون شخصنة الانتقادات، معتبرا أن من ينهج هذا الطرح عاجز على إنتاج مشاريع تنموية وأفكار تطور المجتمع.
وشدد عضو المكتب السياسي، أن مشروع التجمع الوطني للأحرار حضاري يحترم الآخر ويقبل الجميع، هاجسه تحسين ظروف عيش المواطن وتحقيق التنمية عبر النهوض بالتعليم والصحة وتوفير الشغل للجميع، ويريد للشباب أن يتموقع على مستوى الدفاع على الحريات والحقوق، أما ولوجه للسلطة ليس هدفاً بحد ذاته، وإنما مجرد وسيلة لتحقيق شيء ما، مشدداً أن المقاعد زائلة عكس النماذج التنموية التي تبقى آثارها مستمرةً، ومؤكداً أن التنمية في يد الجميع ولا تحتاج إلى سلطة.




