أكد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، السيد راشيد الطالبي، الذي تولى رئاسة الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، اليوم الأربعاء بستراسبورغ، عزم المغرب إعطاء نفس جديد لهذه الجمعية من خلال مخطط عمل يشمل أولويات على ثلاث مستويات.
وأوضح الطالبي العلمي، في كلمة بمناسبة تسليم المغرب رئاسة الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، أنه بإمكان الخطوط الاستراتيجية الرئيسية الثلاثة للرئاسة المغربية الاستجابة بطريقة شمولية للانشغالات الرئيسية التي تواجه المنطقة المتوسطية في الوقت الراهن.
وحسب رئيس مجلس النواب، فإنه من شأن هذه الإجراءات أن تسهم، أيضا، في تمكين الاتحاد من حلول للتنمية المستدامة التي تهم بشكل مباشر الآلاف من الأشخاص، وخاصة النساء، والتي يمكن أن تقدم نتائج ملموسة على أرض الواقع، لاسيما في سياق الوضع الحالي للأزمة الأوكرانية.
وأوضح الطالبي العلمي أن هذه الخطوط الاستراتيجية الثلاثة تهم التنمية المستدامة في ارتباطها بالمياه، البيئة، الاقتصاد الأزرق، الطاقة، والمواكبة بإجراءات ملموسة ، مبرزا أنه يعتزم خلال الرئاسة المغربية، أن يقترح على لجان الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط الانكباب على معالجة فعالة للأمن الطاقي، ومكافحة التغير المناخي، والأمن الغذائي والأمن المائي، وذلك بشراكة كاملة مع أمانة الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة.
وأضاف رئيس مجلس النواب أن الخطين الاستراتيجيين الآخرين يتعلقان بتشغيل الشباب والنمو الشامل، بالإضافة إلى التمكين السوسيو-اقتصادي للمرأة، مستعرضا، بهذه المناسبة، التحديات والتهديدات الرئيسية التي تحدق بالمنطقة الأورو-متوسطية ، بما في ذلك الوضع الأمني في منطقة الساحل، عملية السلام في ليبيا، الوضع في سوريا وفلسطين، تدفقات الهجرة، السلام والأمن في المنطقة، البيئة، والتغيرات المناخية.
وفي سياق متصل، دعا الطالبي العلمي إلى “بلورة إرادة جماعية لمواجهة التحديات المشتركة والمضي قدما نحو مصيرنا المشترك”، مؤكدا على ضرورة “العمل على أرض الواقع بدلا من تركه يفرض علينا واقعه وشروطه”، من خلال تطوير استراتيجيات استباقية سواء على المستوى الاقتصادي، الثقافي أو الأمني.
وبعدما استحضر أهمية المغرب كبلد مستقر وأرض للحوار والاستثمار والعمل المنتج، شدد رئيس مجلس النواب على أن المملكة التي قدمت النموذج في ما يتصل بالفعالية الأمنية والعمل الاستباقي، “تدرك تماما قيمة التعاون مع الأصدقاء والزملاء والجيران لمواجهة مختلف التحديات المطروحة”.
وفي مواجهة التحديات العديدة التي تواجه المنطقة الأورو-متوسطية والساحل والصحراء، لاسيما تلك المتعلقة بانعكاسات وباء كوفيد-19، والتي أثرت تداعياته الاقتصادية والاجتماعية على ساكنة المتوسط، وكان لها تأثير كبير على الهجرة السرية وتفشي الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، أبرز الطالبي العلمي أهمية فتح حوار في إطار تعزيز التعاون بين جميع المؤسسات التشريعية الممثلة في المكتب والمكتب الموسع.
وفي هذا الصدد، عبر رئيس مجلس النواب عن اقتناعه بأهمية الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، التي تبقى في حاجة، مع ذلك، إلى تعزيز رؤية متجددة وعملية وواقعية والتشبع بها، في ضوء التطورات السياسية الجارية في جميع أنحاء المنطقة المتوسطية.
واعتبر الطالبي العلمي أنه يتعين على المجتمع المتوسطي “التقدم نحو تفعيل حلول ملموسة لكافة التحديات المطروحة علينا وفق جدول زمني محدد جيدا من أجل عكس المسار المقلق للأمور في هذه المنطقة من العالم”.