أكد رئيس مجلس النواب، رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، راشيد الطالبي العلمي، اليوم الخميس بأنقرة، أن الدبلوماسية البرلمانية تفرض نفسها على الساحة الدولية للمساهمة في حل الأزمات غير المسبوقة التي يشهدها العالم.
وأوضح الطالبي العلمي، خلال كلمة ألقاها بمناسبة القمة 61 للجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الاقتصادي لدول البحر الأسود، المنظمة على مدى يومين (4 -5 ماي) بالعاصمة التركية، أن الدبلوماسية البرلمانية يمكنها المساهمة في حل الأزمات التي لم تعد الدبلوماسية متعددة الأطراف للدول قادرة على كبح جماحها من تلقاء نفسها.
وأضاف أن التعاون البرلماني هو أداة تقارب تعطي امتدادا بشريا للتفاعل المؤسساتي، مشيرا إلى أن الدبلوماسية البرلمانية الدولية تنجح في القضايا التي تظهر فيها التعددية الحكومية الدولية حدودها، مسجلا أن مساهمة البرلمانيين يمكن أن تكون مفيدة للغاية في تطوير نظام عالمي أكثر ديمقراطية للحكامة الدولية.
وسجل رئيس مجلس النواب، خلال الجلسة العامة لهذه القمة التي عرفت مشاركة سفير صاحب الجلالة لدى الجمهورية التركية، محمد علي الأزرق، أن عدم الاستقرار وانعدام الرؤية اللذين يميزان السياق الدولي الحالي، ي مليان على ممثلي الشعوب واجبا سياسيا وأخلاقيا للإنصات وفهم مخاوف أولئك الذين كلفوهم بالتحدث نيابة عنهم.
من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أنه يمكن للاستراتيجيات الوطنية الخاصة بكل بلد أن تستفيد بشكل كبير من التعاون الدولي بين البرلمانيين، ولاسيما من خلال تبادل الخبرات والممارسات الفضلى، معتبرا أن مشاركة البرلمانيين في مختلف الجمعيات البرلمانية الإقليمية مثل الجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الاقتصادي لدول البحر الأسود، أو الجمعيات القارية مثل البرلمان الإفريقي، والجمعية البرلمانية الدولية لرابطة أمم جنوب شرق آسيا، دعما متميزا لتصميم سياسات تنمية شاملة.
وفي هذا الصدد، أكد الطالبي العلمي، أن الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، التي يشرف حاليا على رئاستها وتضم ضمن أعضاءها كلا من المغرب وتركيا، تتقاسم اهتمام الجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الاقتصادي في تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية في الحكامة العالمية، لاسيما في مجالي التنمية والأمن.
وبخصوص القمة 61 للجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الاقتصادي لدول البحر الأسود، اعتبر رئيس مجلس النواب أنها تنعقد في سياق إقليمي ودولي حساس، على خلفية ركود اقتصاد عالمي، وأزمة غذاء كبرى، وبعد جائحة غير مسبوقة، مسجلا أن مثل هذا الوضع يتطلب جهدا متواصلا وتضامنا لا ينضب على جميع المستويات.
وفي هذا السياق، أشاد المتحدث بروح التضامن والزخم الاستباقي الذي أظهرته دولة تركيا لمواجهة التحديات الخاصة بمنطقتها وكذا على المستوى الدولي.
يذكر أن أشغال القمة 61 للجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الاقتصادي لدول البحر الأسود، انطلقت، اليوم الخميس بأنقرة.
وستناقش هذه القمة، المنظمة على مدى يومين (4 -5 ماي الجاري)، آفاق وتحديات الجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الاقتصادي لدول البحر الأسود، التي تحتفل هذه السنة بالذكرى الثلاثين لتأسيسها، ودور المؤسسات التشريعية الوطنية في تعزيز السلم والاستقرار والتطور الاقتصادي، ومواضيع أخرى ذات صلة.