شاركت زينب السيمو، رئيسة منظمة المرأة التجمعية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، والنائبة البرلمانية عن فريق التجمع الوطني للأحرار، بمائدة مستديرة حول موضوع “المشاركة السياسية للنساء وفعلية المناصفة الدستورية”، المنظمة من طرف فيديرالية رابطة حقوق النساء.
وكان اللقاء فرصة للتركيز على مكامن الخلل والنواقص التي تحد من تحقيق المناصفة الفعلية بين الجنسين في المجال السياسي. كما كان فرصة لعرض المسار التاريخي الذي مرت به المشاركة النسائية في البرلمان، منذ أن دخلت أولى السيدات سنة 2002.
وخلال مداخلتها، أبرزت السيمو أن المشاركة البرلمانية للنساء عرفت تطورا مهما، حيث بلغ عدد البرلمانيات 97 برلمانية، وهو تطور وصفته مهم، إلى أنها ترى، في المقابل أن نسبة تمثيلهن لا تزال دون الطموحات المنشودة.
وفيما يتعلق بالمناصب الوزارية، أشارت السيمو إلى أن المرأة كانت حاضرة، رغم قلة تمثيلها، “ففي عام 2011 كانت هناك وزيرة واحدة، بينما تقلدت 6 وزيرات مناصب حساسة في 2021، بالإضافة إلى تعيين رئيسات للجان البرلمانية.
وأكدت النائبة البرلمانية أن التحدي الكبير في الوقت الراهن هو تحقيق المناصفة الكاملة بين الجنسين، مشيرة إلى أن هذا الهدف لا يمكن بلوغه إلا تدريجيًا عبر تعزيز مشاركة المرأة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأوضحت السيمو أن المرأة تعد شريكا أساسيا في بناء المجتمع، حيث لا يمكن تصور الحياة العامة دون حضورها الفاعل. فهي ليست مجرد فئة اجتماعية، بل تمثل أكثر من نصف المجتمع، من خلال أدوارها المتعددة كأم مربية، وسيدة أعمال، وموظفة، ونقابية، وناشطة اجتماعية، وطالبة، وناخبة، ومرشحة، وعاملة، ومبدعة.
وأشارت إلى أن الدستور المغربي لعام 2011 يعكس اعترافًا عميقًا بمكانة المرأة ودورها في القطاعات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، حيث أثبتت المرأة المغربية جدارتها وتميزها في المناصب التي شغلتها، وأسهمت بشكل نوعي في مختلف المجالات. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجهها لتحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين.
وتحدثت السيمو عن أهمية نظام الكوتا كأحد الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية، معتبرة أنه ليس هدفًا بحد ذاته، بل خطوة نحو تطبيع المجتمع مع وجود المرأة في مواقع اتخاذ القرار.
وأكدت أن هذه الآلية تساعد على تمكين المرأة من التواجد في مواقع قيادية، بما يتيح للناخبين الاعتياد على التصويت لها بشكل طبيعي في المستقبل. واختتمت السيمو كلمتها بالتأكيد على أن الطريق نحو المناصفة الحقيقية والكاملة بين الجنسين لا يزال طويلًا، داعية إلى استمرار العمل على تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف جوانب الحياة لتحقيق هذا الهدف.