قام لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، على مدى يومين (03 و04 دجنبر الجاري) بزيارة ميدانية إلى عدد من المجمعات الحرفية بجهة مراكش آسفي.
الزيارة بمدينة مراكش همت مجمع الصناعة التقليدية، ومركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية – قبور الشو، ثم مركز المرأة الحرفية بسيدي عبد العزيز بالمدينة العتيقة. كما زار السعدي بإقليم شيشاوة مجمع الصناعة التقليدية بسيدي المختار، ومركب الصناعة التقليدية بمركز جماعة المزوضية، ثم مركز تأهيل المرأة أريج التابع لمؤسسة محمد الخامس للتضامن بالمدينة. هذا وقام السعدي اليوم بزيارة تفقدية إلى ورش مشروع قرية الصناعة التقليدية بواحة سيدي إبراهيم.
وتأتي هذه الزيارات في إطار حرص كتابة الدولة على تعزيز التواصل مع الفاعلين في قطاع الصناعة التقليدية ودعم الصناع التقليديين، لا سيما في المناطق القروية والنائية.كما يسعى السعدي، من خلال هذه البادرة، إلى معاينة أوضاع الحرفيين وتشجيعهم على العطاء بما يضمن استدامة الصناعة التقليدية، التي تعد جزءً لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية.
وفي زيارته لمقر مجمع الصناعة التقليدية بمراكش، التقى السعدي بعدد من الصناع التقليديين الذين يمثلون مختلف الحرف المعروفة بالمدينة، حيث قدموا له شروحات تفصيلية حول طرق العمل والتقنيات التي يعتمدها الحرفيون في إنجاز أعمالهم. وشملت الجولة زيارة ورشات متنوعة، من بينها النقش على الجلد (تقشارت)، اللبادة، الزرابي، الصناعات الجلدية، الحلي، والنقش الفني على الخشب. كما شكلت المناسبة فرصة للتواصل مع التعاونيات والجمعيات الفاعلة في مجال الصناعة التقليدية.
وأثناء زيارته لمركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية – قبور الشو، عاين السعدي برامج التكوين المستمر بالمركز، التي تهدف إلى تعزيز مهارات الحرفيين وتطوير إنتاجهم، كتأهيل الحرفيين في مجالات السرج التقليدي، الخياطة التقليدية، وصناعة الزرابي، والتي استفاد منها مئات الحرفيين في الأقاليم المستهدفة.
وبالنسبة لمركز المرأة الحرفية بسيدي عبد العزيز بالمدينة العتيقة لمراكش، يهدف هذا المركز إلى تعزيز قدرات النساء في مجال الصناعة التقليدية، وتوفير بيئة متكاملة تساهم في تطوير مهاراتهن وتيسير اندماجهن في سوق العمل، حيث يقدم برامج تدريبية متميزة تشمل التكوين بالتدرج المهني والتكوين المستمر لفائدة النساء الصانعات، بالإضافة إلى المحافظة على الحرف المهددة بالاندثار، مثل النسيج التقليدي، المصنوعات الجلدية، والمصنوعات النباتية، وهذا ما توقف عنده السعدي.
وخلال زيارة مركب الصناعة التقليدية بمركز جماعة المزوضية بإقليم شيشاوة، اطلع كاتب الدولة على سير العمل داخل المركب وتعرف على الحرف التقليدية التي يتم ممارستها في المنطقة، والتي تشمل صناعات تقليدية متنوعة، مثل المصنوعات الجلدية، الحرف النباتية، صناعة الزرابي، والنقش على الخشب. كما التقى بعدد من الصناع التقليديين والنساء الحرفيات واستمع إلى انشغالاتهم واقتراحاتهم لتطوير القطاع وتحسين ظروف العمل.
وعند زيارته لمركز تأهيل المرأة أريج التابع لمؤسسة محمد الخامس للتضامن بمدينة شيشاوة، التقى السعدي بعدد من المستفيدات من خدمات المركز، حيث استمع إلى قصص نجاحهن والتحديات التي يواجهنها في مسيرتهن المهنية. كما أشاد بالجهود التي تبذلها جمعية أريج لإدارة المركز وتحقيق أهدافه المتمثلة في تمكين النساء اقتصادياً واجتماعياً، والحفاظ على الحرف التقليدية التي تشكل جزءاً من التراث الثقافي المغربي.
وفي مجمع الصناعة التقليدية بسيدي المختار بإقليم شيشاوة، اطلع كاتب الدولة على أنشطة التعاونية السباعية للزرابي، التي تُعتبر نموذجاً متميزاً في إنتاج الزرابي التقليدية بأصالتها وجودتها العالية. كما تعرف على أنشطة تعاونية الوحدة للصياغة وما تتميز به من تقنيات في الصياغة التقليدية، والتي تُبرز المهارات الحرفية الدقيقة للصناع التقليديين المحليين.
أما فيما يخص زيارته التفقدية إلى ورش مشروع قرية الصناعة التقليدية بواحة سيدي إبراهيم، فقد قام السعدي بمتابعة سير العمل في المشروع الذي يُعد جزءً من الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالصناعة التقليدية، والذي يعزز دورها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.