أكد لحسن السعدي، الرئيس الجهوي للشبيبة التجمعية بجهة سوس ماسة، أمس الأربعاء، على مكانة الشباب وحضوره القوي داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، والمشاركة الفعالة لهذه الفئة في النقاش المتواصل من خلال حضوره داخل الهياكل التنظيمية وأيضا المشاركة في مختلف أنشطة الحزب بما فيها المؤتمرات الجهوية، ما مكن من مساهمة الشباب بفعالية كبيرة في مختلف مراحل إعداد وثيقة “مسار الثقة”.
وقال السعدي خلال مداخلاته في حلقة الأمس من برنامج “مباشرة معكم” الذي يبث على شاشة القناة الثانية، إن هناك إجماع داخل حزب التجمع الوطني للأحرار بأن المنهجية التي اختارها الحزب في الإعداد لمساهمته في النقاش حول تجديد النموذج التنموي، والأمر يتعلق بوثيقة “مسار الثقة”، إذ كان للشباب حضور قوي ومكانة مهمة ومتميزة في لحظة الإعداد بالدرجة الأولى، مضيفا أن داخل هياكل الحزب كانت هناك ثورة حضور الشباب، من خلال تأسيس الهياكل الموازية وخاصة الشبيبة التجمعية، وحضور الشباب داخل مختلف الهياكل من المكتب السياسي الذي يضم شباب يترافع عن قضايا الشباب المغربي، ثم منسقين جهويين وإقليميين ومحليين.. مشيرا إلى أن هذه المكانة والحضور للشباب نتج عنه إمكانية وصول صوت هذه الفئة من داخل الهياكل.
والمنهجية التي اختارها الحزب، يضيف السعدي، مباشرة بعد دعوة صاحب الجلالة لجميع القوى الحية في البلاد، تتمثل في فتح نقاش من خلال المؤتمرات الجهوية للحزب، كان هذا النقاش تؤطره مجموعة من الأسئلة أولا أي نموذج نريد لوطننا؟ وما هي أهم نقائص النموذج التنموي الحالي؟ وطبعا أطرنا الخطاب الملكي السامي الذي يشير إلى محدودية النموذج التنموي السابق، على مستوى عدم وجود وقع للمشاريع الكبرى والبرامج الكبرى والقطاعية على المعيش اليومي للمغاربة، خصوصا منهم فئة الشباب”.
وهذه الفئة، يؤكد المتحدث نفسه، تعاني اليوم من مجموعة من الإشكاليات وبالتالي الإجابة التي قدمها الحزب من خلال “مسار الثقة”، هي أن هناك إجماع داخل الحزب أنه مشروع منجز بواسطة الشباب لأن هذه الفئة ساهمت في المؤتمرات بالنقاش ومن خلال التكنولوجيات الحديثة بإطلاق استطلاعات الرأي، كما ساهم الشباب أيضا في تأطير المواطنات والمواطنين من خلال مجموعة من الأنشطة، خاصة الجامعات التي نظمها الحزب في مختلف الجهات، مضيفا “وأيضا الجامعات الصيفية التي تم تنظيمها كل سنة، التي يحضر فيها أزيد من خمسة آلاف مشاركة ومشارك، وقد كانت مواضيعها النموذج التنموي والمنتوج الذي وصلنا إليها في الأخير المتمثل في “مسار الثقة” كانت كلها بواسطة الشباب وموجهة للشباب”.
على مستوى فترة الإعداد لهذه الوثيقة، يشير السعدي، إلى أن الهاجس كان أيضا إنجاز وثيقة نابعة من المغاربة في جميع فئاتهم وانتماءاتهم الجغرافية، لذا اختا الحزب أن تكون المناسبة هي المؤتمرات الجهوية، التي بلغت 13 مؤتمرا جهويا شارك فيها حوالي 15 ألف مواطنة ومواطن أدلوا جميعا بآرائهم من خلال مجموعة من استطلاعات الرأي وكلماتهم في المؤتمرات، مشددا على أنه لم يعد مقبولا أن يمارس أي كان الوصاية على المغاربة خصوصا فئة الشباب، التي تتوفر على إمكانيات كبيرة وتعتبر بمثابة طاقة وثروة كبيرة.
وأكد السعدي أن حزب التجمع الوطني للأحرار طرح مجموعة من الأسئلة على غرار 3ما هي القيم التي نريد؟ لأن لدينا أزمة قيم، وهو ما يجب أن نعترف به، وصاحب الجلالة أكد في خطبه على أن تكون لدينا الشجاعة الكافية والجرأة لطرح الإشكاليات الحقيقية، لهذا لا يمكن أن نتحدث عن نموذج تنموي قابل للتطبيق إذا لم نهيئ أرضية من القيم”، مردفا “وقمنا في هذا الصدد، باستطلاع رأي، كشف عن حاجة المغاربة إلى ثلاثة قيم، تتمثل أساسا في المساواة بمعنى أن تتاح للجميع فرص متكاملة، والمسؤولية بمعنى الاستدامة لأن أي قرار نتخذه اليوم سنكون مسؤولين على نتائجه في المستقبل، ثم التماسك الاجتماعي”.
والسؤال المطروح ما هو مصير الطفل والشاب؟، يضيف السعدي، “إذا أخذنا بعين الاعتبار الإشكالات الكبرى التي داخل المجتمع المغربي، والمتمثلة أساسا في مغادرة 5 ملايين شاب مقاعد الدراسة، دون معرفة مصيرهم الآن، واستفحال البطالة وسط أصحاب الشواهد، إذ أن المغرب يسجل مفارقة غريبة تتمثل في تضاءل فرص الحصول على الشغل لدى حاملي الشواهد”.
