اعتبر لحسن السعدي، رئيس الشبيبة الجمعية بجهة سوس ماسة، أن مفتاح الكرامة وإرجاع الثقة للشباب في جدوى العمل السياسي يكمن في تمكينهم اقتصادياً عبر توفير فرصٍ لتشغيل العاطلين منهم، واحتواء الخرجين الجدد.
وفي هذا الصدد، قال السعدي خلال مداخلته في حلقة أمس الأربعاء ضمن برنامج “مباشرة معكم” الذي تبثه القناة الثانية، إنه لا يمكن لأي نموذج تنموي كيفما كان أن ينجح ولا تزال الأسر المغربية تضم عاطلين أو أكثر لا يزالون ينتظرون من آبائهم وأمهاتهم دراهم المصروف اليومي، مؤكدا أن البطالة اليوم تشكل عنصرا مؤلما وهاجسا حقيقيا للأسر المغربية.
وبالتالي، يؤكد السعدي، أن مفتاح الكرامة وإسترجاع ثقة الشباب في العمل السياسي والمؤسسات والخطابات الرسمية يكمن في التشغيل، كونه مفتاح العيش الكريم.
واسترسل السعدي قائلا ” لا يمكن الحديث عن شغل ملائم دون الحديث عن تعليم جيد ينتج لنا مواطن مؤهل للعمل في المناصب المتوفرة، ولابد أيضا من ملاءمة المنظومة التعليمية مع سوق الشغل”
وأشار السعدي إلى أن “مسار الثقة” منح حيزا كبيرا للتعليم لأن المغاربة “قدموا لنا ثلاثة أولويات لنموذج تنموي ناجح، ويتعلق الأمر بإصلاح التعليم وتجويد الخدمات الصحية، وتوفير مناصب الشغل لضمان الكرامة لكل مواطن”.
وتابع السعدي أن منظومة التعليم اليوم لا تعاني فقط من أزمة قيم بل هناك إشكالية أخرى كبرى تتعلق بعدم تأهيله لأي عمل على الرغم من السنوات الطويلة في الدراسة، فضلا عن مغادرة عدد كبير منهم لمقاعد الدراسة في مستويات مختلفة.
وأوضح السعدي أن ما يميز “مسار الثقة” الذي يعتبر خلاصة للنقاش والاشتغال لثمانية أشهر، هو أنه لم يذهب في اتجاه التعمق الكبير والإطناب في التشخيص قائلا “عندنا تخمة في التشخيص اليوم أي واحد تسأله عن مشاكل التعليم سيسردها كاملةً ولكن هل نطرح حلولا لتلك المشاكل؟”.
في الاتجاه ذاته، كشف السعدي أن حزب التجمع الوطني للأحرار قدم حلولا واقعية قابلة للتحقيق للنهوض بالقطاعات الثلاث المذكورة، مضمنة في “مسار الثقة”.