أطلقت اليوم الجمعة بمدينة تامسنا خدمة النقل المدرسي برسم السنة الدراسية 2023-2024، كتجربة تروم تقليص مؤشرات الهدر المدرسي في هذه المدينة.
وتأتي هذه الخدمة، التي تم إطلاقها خلال زيارة ميدانية لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، الذي كان مرفوقا على الخصوص، بوالي جهة الرباط-سلا-القنيطرة، عامل عمالة الرباط، محمد اليعقوبي، ورئيس المجلس الجهوي، رشيد العبدي، لثانوية التهامي الزموري الإعدادية، لتسهم إلى حد كبير في تقليص مؤشرات الهدر المدرسي، على أن يتم تعميمها بالجهة برمتها، خصوصا وأنها تستجيب لمقتضيات خارطة الطريق 2026/2022 من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع.
ويتمحور مشروع النقل المدرسي بعمالة الصخيرات-تمارة، الذي تشرف عليه شركة “تمارة للتنمية”، حول محورين، أولهما تأهيل الحافلات والسائقين، من خلال توفير خدمات الصيانة، ونظام تحديد المواقع، وتوفير التكوين النظري والتطبيقي. أما المحور الثاني فيتجلى في تجويد الخدمات للمستفيدين عبر التوعية والتواصل، وتخصيص تطبيق لتتبع سير الحافلة عبر نظام تحديد المواقع.
ويتكون هذا الأسطول من 87 حافلة، تستهدف 53 مؤسسة تقع بـ 7 جماعات، وتقدم خدماتها لما مجموعه 5400 مستفيدة ومستفيد، بكلفة إجمالية قدرها 23 مليونا و683 ألفا و962 درهما.
وبهذه المناسبة، قال بنموسى، في تصريح للصحافة، إن مشروع النقل المدرسي يكتسي أهمية بالغة سواء في ما يتعلق بتدبير الزمن الدراسي، أو في ما يتعلق بتقليص الهدر المدرسي، مؤكدا أن “تجويد هذا المرفق، وتطويره باستمرار، وتدبيره على النحو الأمثل، سينعكس إيجابا على مسار هؤلاء التلاميذ، وفق ما تقتضيه أهداف إصلاح المدرسة العمومية والمنظومة برمتها”.
وأوضح الوزير أن النقل المدرسي اختصاص حصري للمجالس الإقليمية، ويأتي في إطار شراكة مع المجالس الجهوية، والجماعات الترابية، والسلطات المحلية، منوها بهذه الشراكة التي تثمر خدمة هامة للغاية، من شأنها تطوير مسار التلميذات والتلاميذ، وتيسير إطلاع أولياء أمورهم على كل المعلومات الخاصة بهم.
وبعدما أكد بنموسى أن هذه الخدمة تنطوي على قدر كبير من السلامة، سجل أنه تم ضمان التتبع الأمثل لخدمة النقل المدرسي عبر تكوين السائقين، وتوفير حافلات تستجيب لكل معايير ومواصفات السلامة، حتى تنعكس هذه الإجراءات مجتمعة على جودة التعلمات، وعلى تقليص نسب الهدر المدرسي.
من جانبها، قالت رئيسة مجلس عمالة الصخيرات-تمارة، اعتماد الزاهيدي، إن مرفق النقل المدرسي اختصاص حصري لمجالس العمالات والأقاليم المخول لها تدبيره، مبرزة أن المجلس بلور شراكة مع عدة متدخلين على صعيد جهة الرباط-سلا-القنيطرة، تمثلت في إنشاء شركة للتنمية المحلية لتدبير هذا المرفق تحت شعار “مدرستي معا نطلب المعرفة، بثقة وأمان” على مستوى العمالة، على أن يتم في ما بعد تعميمه على مستوى الجهة برمتها.
وأبرزت أن انطلاق هذا المشروع النموذجي تم من عمالة الصخيرات تمارة، بعد تشخيص لوضعية النقل المدرسي امتدت لسنوات، والتي أبانت عن وجود إشكالات تدبيرية كبيرة، يعمل هذا المشروع على تجاوزها، مشيرة إلى أن الغاية من خلال النمط التدبيري الراهن هي الإسهام في تقليص مؤشرات الهدر المدرسي على صعيد العمالة .
وتابعت أن الغاية تكمن أيضا في تمكين المدرسة العمومية من خدمة نقل مدرسي ذات جودة، وتستجيب لانتظارات التلاميذ وأولياء أمورهم على حد سواء، من خلال استعمال نقل مدرسي آمن وموثوق، مضيفة أن هذه الحافلات تتوفر على نظام تحديد المواقع يستهدف التلميذ وولي أمره، ويكشف المسار الذي يتعين سلوكه والمؤسسة التي يتابع دراسته بها.
وأشارت إلى أن السائقين استفادوا، بدورهم، من دورات تحسيسية وتكوينية بخصوص السياقة الآمنة لحافلات النقل المدرسي.
بدوره، أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، محمد أضرضور، أن النقل المدرسي يشكل دعامة أساسية لمحاربة الهدر المدرسي، كما يضمن تمدرس التلاميذ في ظروف جيدة، مشيرا إلى أن تجربة النقل المدرسي قطعت أشواطا كبيرة في منظومة التربية والتكوين.
وأوضح أن الأمر يتعلق اليوم بنموذج جديد من هذا المرفق التربوي الهام يتأسس على حكامة ونمط تدبيري جديدين، مضيفا أن هذا المشروع الذي سيعمم على المستوى الوطني، يندرج في إطار شراكة مع المجالس المنتخبة، ويحظى بدعم السلطات العمومية عبر تدبير مستقل، من خلال شركات التنمية المحلية ومساهمة رمزية للآباء، مما سيضمن تمدرس التلاميذ ومحاربة الغياب في الأوساط المدرسية.
