قام محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أمس الثلاثاء بزيارة ميدانية لعدد من مشاريع التنمية الفلاحية بإقليم زاكورة، من أجل الوقوف على تقدم إنجاز الاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر” والاطلاع على تقدم عدد من البرامج والمشاريع المهيكلة بهذا الإقليم.
وبدأ الوزير زيارته، رفقة وفد ضم، على الخصوص، عامل إقليم زاكورة، فؤاد حجي، ورئيس مجلس جهة درعة تافلالت، هرو برو، وعدد من المنتخبين وشخصيات أخرى، لضيعة “ملالي” المتواجدة على بعد 15 كلم من مدينة زاكورة، حيث تم تقديم حصيلة مخطط المغرب الأخضر ومكونات استراتيجية الجيل الأخضر بإقليم زاكورة.
وقام الوفد أيضا بزيارة لضيعة “ملالي” لأشجار النخيل، التي تعتبر إحدى النتائج الملموسة للتوجهات الاستراتيجية بقطاع الفلاحة.
وتوجه الوفد إلى الجماعة الترابية تامزموت للوقوف على حصيلة الإنجازات في مجال تثمين التمور بالإقليم والاطلاع على أهم إنجازات وأفق مشروع تهيئة وإعادة إحياء واحة مزكيطة (المتضررة من الحرائق).
وفي نفس السياق، قام الوفد بزيارة وحدة تثمين التمور لتامزموت، حيث اطلع على الإنجازات والتجهيزات الجديدة التي تم وضعها.
وقد اختتمت هذه الزيارة بوقفة في منطقة لمعيدر، حيث تم تقديم برنامج فك العزلة عن المجالات القروية وكذا برامج التهيئة الهيدروفلاحية بالإقليم. كما تم تقديم منشأتين لتطعيم الفرشة المائية بجماعتي أيت ولال ونقوب.
وأكد صديقي، في تصريح للصحافة أن الهدف من زيارة إقليم زاكورة هو مواكبة المشاريع الخاصة بتنفيذ استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضاف الوزير “لقد عملنا على تحديد عدة محاور ذات أهمية للتنمية الفلاحية، سواء تلك المتعلقة بالتهيئة الهيدروفلاحية أو تنمية سلسلة نخيل التمور الذي يعد العمود الفقري للزراعة الواحاتية”، مشيرا إلى أن استراتيجية الجيل الأخضر تهدف إلى التركيز على التثمين والتحويل ليصل إلى 75 في المائة في أفق سنة 2030.
وتعتبر حصيلة مخطط الجيل الأخضر بالإقليم جد إيجابية بفضل إنجاز ست مشاريع استهدفت أهم سلاسل الإنتاج وعلى رأسها سلسلة التمور بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 645,5 مليون درهم، دون احتساب الإعانات التي استفاد منها الفلاحون في إطار صندوق التنمية الفلاحية والتي تقدر ب 924 مليون درهم إذا احتسبنا الري بالتنقيط فقط.
ويتم تثمين التمور بتسع وحدات ذات سعة إجمالية تقدر ب 1820 طن والتي تتيح تثمين معدل 2200 طن سنويا، حيث تسوق كل هذه الكمية بالأسواق الوطنية.
لقد مكن هذا المشروع من تجهيز ست وحدات بالطاقة الشمسية بهدف تقليص الكلفة الطاقية ب 70في المائة بفضل استعمال طاقة خضراء من شأنها أن تساهم في تخفيض انبعاث الغازات الدفيئة. وتقدرالكلفة الإجمالية لهذا المشروع ب خمس ملايين درهم.
وبخصوص برنامج فك العزلة عن المجالات القروية بالإقليم، فقد تم إلى حدود الآن فك العزلة عن 13 دوار من خلال بناء 55 كلم من الطرق المعبدة بقيمة إجمالية بلغت 58,6 مليون درهم. وسيتم بناء 23,8 كلم بقيمة 33,5 مليون درهم، لتصبح الكلفة الإجمالية لهذا البرنامج 92 مليون درهم.
أما بخصوص مشاريع التهيئة الهيدروفلاحية خلال سنتي 2022 و2023، فتهم هذه المشاريع تهيئة 46,2 كلم من قنوات الري و34 منشأة فنية وحماية الأراضي الفلاحية على طول 6,2 كلم. وتقدر الكلفة الإجمالية لهذه المشاريع ب 72 مليون درهم.
يذكر أن المخطط الفلاحي الجهوي 2020-2030 الذي تمت بلورته على مستوى إقليم زاكورة سيمكن من رسملة النتائج المحصل عليها وإنجاز الدعامات الأساسية لهذه الاستراتيجية التي أعطت الأولوية للعنصر البشري وتتوخى مواصلة دينامية التنمية الفلاحية من خلال تعبئة استثمارات مهمة تقدر ب 1500 مليون درهم.