الجيراري والتجمع الوطني للأحرار.. وعي سياسي يهزم الفراغ

الجمعة, 26 سبتمبر, 2025 -08:09

ما الذي يبرر كل هذا الغضب غير المفهوم إزاء خطوة طبيعية أقدم عليها الفنان بنعسي الجيراري، وهو يمارس حقاً دستورياً أصيلاً في الانخراط والمشاركة السياسية داخل إطار حزبي التحق به منذ خمس قيء سنوات؟

الحقيقة أن هذا الغضب لم يكن موجهاً لشخص الجيراري، الذي نعتز به وبكل الفنانين الذين اختاروا الانضمام إلى العمل الحزبي عن اقتناع كامل بمشروع سياسي وجدوا فيه فضاءً يتيح لهم المساهمة الفعلية في النقاش العمومي، وإيصال صوت الفنان وهمومه داخل المؤسسات. إنما هو غضب مصطنع، يخفي رغبة دفينة في زرع اليأس والترويج للفراغ، وفي تغذية فكرة غياب البديل السياسي.

لقد نجح التجمع الوطني للأحرار فيما فشل فيه آخرون، وجرّب البعض تقليده بنسخ باهتة لا حياة فيها. الحزب اختار أن يملأ الفراغ، وأن يقود النقاش العمومي بجرأة، وأن يجعل من حضور رئيسه في كل جهات المملكة رسالة سياسية قوية تُفند أساطير التشكيك وتُسقط حملات التضليل.

فما المطلوب من التجمع مثلاً؟ أن يغلق أبوابه في وجه كل من يريد المساهمة؟ أن يرضخ لرغبة عشاق العدمية في إبقاء السياسة حكراً على النخب التقليدية؟ أم أن يمارس دوره الطبيعي في فتح المجال أمام الجميع، فنانين كانوا أو شباباً أو كفاءات، للمشاركة وتحمل المسؤولية؟

مداخلة الجيراري الأخيرة، بصراحتها ووضوحها، لم تفعل سوى أن تضع الأصبع على الجرح. لقد عرّت واقعاً يتجاهله البعض، وأخرجت خصوماً من دائرة النقاش الهادئ إلى أسلوب التجريح وفقدان اللياقة. وهذا بالضبط ما يؤكد أن خيار الانفتاح على الفنانين، وعلى كل الطاقات المجتمعية، لم يكن خياراً عابراً، بل رؤية سياسية ثابتة ستدفع ثمنها القوى التي اعتادت الاستثمار في خطاب الفراغ.

انخراط الفنانين في الأحزاب ليس بدعة ولا شذوذاً عن القاعدة، بل هو تكريس لمسار عالمي حيث يساهم المبدع في تشكيل وعي سياسي جديد، يدمج بين التعبير الفني والالتزام المجتمعي. فالفنان هو ابن بيئته، وقضاياه لا تنفصل عن قضايا الناس، وبالتالي فإن وجوده داخل الأطر السياسية يمنح السياسة بُعداً إنسانياً وثقافياً، ويُقربها أكثر من نبض الشارع.

إن ما يزعج البعض ليس انضمام فنان أو آخر، بل الحركية التي فرضها التجمع الوطني للأحرار على الساحة السياسية. فالحزب الذي يقود الحكومة اليوم لم يكتفِ بالشعارات ولا بالمناسبات، بل نزل إلى الميدان، واستثمر في القرب من المواطن، وجعل من التفاعل المباشر نهجاً ثابتاً. وهذه الريادة الطبيعية جعلت منه هدفاً لحملات التشويش، لأن نجاحه يفضح عجز خصومه.

الغضب المصطنع اليوم لن يوقف الدينامية التي خلقتها مبادرات من هذا النوع. السؤال الحقيقي الذي ينبغي طرحه هو: هل نريد أحزاباً منغلقة على نفسها، خاوية على عروشها، أم نريد أحزاباً تعكس التنوع المجتمعي وتفتح المجال أمام كل الطاقات، من سياسيين تقليديين إلى فنانين ومثقفين ورياضيين؟ الجواب بديهي، والمستقبل لا يمكن أن يُبنى إلا بانفتاح واسع يفسح المجال للجميع.

الأكثر قراءة

آخر أخبار حزب التجمع الوطني للأحرار

توصل بأهم المستجدات على بريدك الإلكتروني

آخر أخبار حزب التجمع الوطني للأحرار

مسار الثقة، فرصة للجميع !

إنخرط في حزب التجمع الوطني للأحرار و توصل ببطاقتك في أقل من أسبوعين

situs judi bola judi bola daftar slot gacor online slot online pragmatic play slot server jepang
slot gacor
ssh premium
slot gacor anti rungkad
UG2882
slot gacor
Slot