سعت الجامعة الصيفية لشبيبة التجمع الوطني للأحرار في دورتها الثالثة، إتاحة الفرصة لمناقشة الآليات المطلوبة لدعم مشاركة الشباب في تناول قضاياه وهموم بلده خاصة تلك المرتبطة بالمستقبل.
وسعت ورشات الجامعة الصيفية لتحقيق تلك الغاية، عبر دعوة أكبر عدد ممكن من الشباب والخبراء في مجالات مختلفة، لتبادل الآراء حول القضايا الملحة لهذه الفئة.
وفي هذا الإطار تناولت الجامعة التحديات التي تواجه المشاركة السياسية للشباب في ورشات تحمل عنوان “دور المرأة في المشاركة السياسية” و”تجارب الشباب في مناصب المسؤولية”، المداخل الداعمة لمشاركة الشباب في صنع المستقبل.
وعكست حوارات الشباب داخل الورشات الوعي لديهم بأهمية دورهم في إنجاح التنمية وتحديث المجتمع، وطرحت تحليلهم لواقع المشاركة الراهن في المجتمع المغربي، لأسباب ضعفهم وعزوفهم عن المشاركة بشكل عام وبصفة خاصة المشاركة السياسية، وبعض الأوضاع السائدة التي تؤثر على مشاركة المرأة وأسباب تدنيها، وبعض التحديات الثقافية التي يجب التعامل معها لإتاحة الفرص المكافئة للمرأة للمشاركة مع الرجل.
واعتمدت الورشات في تحليلها لهروب الشباب عن المجال السياسي، على معاينة الواقع وتقديم بعض المقترحات، من خلال تجارب ميدانية ومبادرات شبابية تم فيها التعامل مع التحديات التي تحد من مشاركة الشباب والمرأة.
ولم تتوقف الورشات عند القضايا المرتبطة بالشباب، بل تناولت كذلك رؤاهم لمستقبل المجتمع، في ظل التحديات الإقليمية والعالمية، بغرض البحث عن أفضل الآليات لاستغلال وتوظيف الفرص والإمكانات المتاحة لبناء مستقبل أفضل.
وللتأكيد على الحاجة لمشاركة شبابية فعالة وشاملة، استدل مؤطرو الورشة الأولى بالخطاب الملكي بمناسبة عيد الشباب سنة 2012، والذي جاء فيه ” فأنتم معشر الشباب٬ تشكلون الثروة الحقيقية للوطن٬ اعتبارا للدور الذي تنهضون به كفاعلين في سياق التطور االجتماعي. فأنتم تتمتعون بكامل المواطنة٬ بما تعنيه من حقوق وواجبات٬ ومن انخراط إيجابي في التحوالات التي يعرفها المجتمع٬ وذلك في التشبث بثوابت الهوية الوطنية٬ وانفتاح على القيم الكونية“.
وبخصوص “دور المرأة في المشاركة السياسية”، أشارت أمينة بنخضراء عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، إلى السياق التاريخي الذي عرفه المغرب من تطورات تهم النساء، وإلى نضالات الحركة النسائية لإخراج قوانين، وإصدار قرارات تصب في جعل المرأة عنصراً مهما في الحياة السياسية والمدنية، أهمها دستور 2011، والذي رفع تموقع المرأة إلى أعلى المستويات، حسب المتحدثة.
ولفتت بنخضراء الانتباه إلى أن المغرب اعتمد الكوطة، وأصبحت وسيلة لتكون المرأة حاضرة سياسيا، موضحةً أنها منحتها 60 منصباً، باعتماد مبدأ التناوب بين الجنسين في اللائحة الانتخابية، مع تخصيص ثلث المقاعد لفائدة النساء، وحصلت حتى الآن على 6000 مقعد، وهو ضعف ما حصلت عليه في انتخابات 2009.
رغم هذه الجهود التمثيلية، تؤكد بنخضراء، أنها ليست في المستوى المطلوب، داعيةً إلى مزيد من الانخراط، والتغلب على العراقيل التي تحول أمام تواجد النساء في الواجهة السياسية، معتبرةً أن أكبر عائق يتجلى في التعليم أولا.
ودعت عضوة المكتب السياسي إلى تمكين المرأة عبر توفير الإمكانيات، ومستلزمات التدريب والتطوير للكوادر النسائية داخل الأحزاب.
وشارك في هذه الورشة إلى جانب أمينة بنخضراء كل من لطيفة يعقوبي مديرة قطب الأركَان بالوكالة الوطنية لتنمية، وحسن لفنين، وخديجة رمزي، والسعدية أكردوس، وليلى داهي رئيسة منظمة المرأة التجمعية بالعيون.
وقدمت الورشة الثانية تجارب الشباب في مناصب المسؤولية، وأبرزت تلك المساحة التي منحها الحزب ضمن صفوف القيادة للشباب.
وقدم مؤطرو هذه الورشة تجاربهم السياسية والتي مكنتهم من الظفر إما بمقاعد بمجالس الجماعات والجهات ورئاسة عدد منها، ويتعلق الأمر بكل من أحمد زاهو، وعمر السلالي ومحمد بوشكط، وامينة بوهدود بودلال ووفاء أجرطي وياسر قنديل، وعادل الخريفي.
وأكدوا على أن يشمل الدعم الرامي إلى تشجيع المشاركة السياسية للشباب، الحياة الانتخابية بأكملها، كمبدأ أساسي، لجعل شعار مشاركة الشباب فعلا وليس مجرد شعاراً.
وأجمعوا على أن بناء القدرات للمرشحين من الشباب ستكون أكثر فاعلية إذا ما من تركيزها على هدفٍ ملموس، واعتماد مبدأ أساسي يقتضي أن تكون المشاركة السياسية للشباب فاعلة وجدية، وأن تتجاوز كونها إيماءة ُ رمزية إلى إجراء متكامل.




