أشرف أمين التهراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، يومه الخميس 20 نونبر 2025، على إطلاق المنصة الوطنية لرصد وفيات الأمهات وتدقيق وفيات المواليد الجدد والاستجابة، وذلك خلال نشاط احتضنته مديرية السكان التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالرباط.
وذكر بلاع للوزارة أن هذه المبادرة النوعية تأتي تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده، الداعية إلى جعل صحة المواطن في مركز السياسات العمومية. وتجسد أيضا خطوة جديدة في مسار إصلاح المنظومة الصحية الوطنية، من خلال اعتماد البيانات الدقيقة كأداة لاتخاذ القرار وتحسين جودة التكفل بالأمهات والمواليد. كما تعكس التزام الوزارة بتطوير الآليات الحديثة لتعزيز أداء المؤسسات الصحية في مختلف جهات المملكة.
وتُعدّ هذه المنصة الوطنية آلية رقمية مبتكرة تعتمدها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية من أجل تتبع وتحليل الوفيات المرتبطة بالحمل والولادة وما بعد الولادة، وتحديد الأسباب والعوامل المسببة لها، قصد الحد من الوفيات القابلة للتفادي وتحسين جودة خدمات الرعاية الصحية.
وتتمحور الأهداف الاستراتيجية للمنصة ، وفق البلاغ، حول تقليص الوفيات القابلة للتفادي، وتحليل الأسباب المباشرة وغير المباشرة المؤدية إليها، واقتراح تدابير تصحيحية سريعة، وتطوير مؤشرات دقيقة تساعد في اتخاذ القرار المبني على الأدلة. وتعتمد المنصة هيكلًا تنظيميًا يضمن تفاعلًا وتنسيقًا مستمرين بين المستويات الوطنية والجهوية والمحلية وتعزيز الحكامة والتنظيم، بما يخلق دينامية إصلاحية دائمة في مجال صحة الأم والطفل. كما ترسخ ثقافة الجودة والمسؤولية داخل المنظومة الصحية.
والجدير بالذكر أن المغرب، يولي بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، اهتمامًا متزايدًا بصحة الأم والطفل باعتبارها أحد الركائز الأساسية للتنمية البشرية، ومؤشرًا يعكس مستوى جودة الخدمات الصحية وعدالة توزيعها. وفي هذا الصدد واصلت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تنزيل إصلاحات هيكلية تروم ترسيخ الجهوية الصحية، وتعميم التغطية، وتحديث البنيات الطبية، واعتماد التحول الرقمي في التدبير.
وقد أفضت هذه الجهود، يضيف البلاغ، إلى تراجع معدل وفيات الأمهات في المغرب من 112 إلى 72.6 لكل 100 ألف ولادة حيّة بين 2010 و2018، كما انخفض معدل وفيات المواليد الجدد من 21.7 إلى 13.56 لكل 1000 ولادة حيّة في الفترة نفسها، مضيفا أنه على الرغم من هذا التقدّم، يظل خفض الوفيات القابلة للتفادي أولوية وطنية تتطلب تنسيقاً أفضل وتحسين جودة الرعاية في مختلف مراحل الولادة. وفي هذا السياق، أُطلقت هذه المنصة الوطنية كأداة رقمية حديثة لدعم الرصد والتحليل والاستجابة السريعة.
ومن المنتظَر أن يُحدث إطلاق المنصّة الوطنية تحوّلا نوعيا داخل منظومة الرعاية الصحية، وذلك عبر: تحسين المؤشّرات الوطنية لوفیات الأمهات والمراجعة السريرية، وتعزيز جودة التكفّل والخدمات بالمستشفيات والمراكز الصحية، وضمان التتبّع المستمر وشفافية المعطيات الصحية، بما يرسّخ الثقة في منظومة الصحة العمومية.









