- يتقدم حزب “التجمع الوطني للأحرار” بأسمى عبارات الولاء والإخلاص وأحر التهاني لجلالته المقرونة بمشاعر الوفاء للأسرة العلوية الشريفة؛
- يستحضر بكل فخر واعتزاز مختلف المكاسب والإنجازات التي حققتها المملكة خلال الـ 25 سنة الأخيرة، والتي بوأت بلادنا مكانة مرموقة في محيطها الإقليمي والدولي؛
- يثمن عاليا التطور البالغ الدلالة في موقف الجمهورية الفرنسية التاريخي إزاء قضية الصحراء المغربية؛
- ينوه بالاهتمام المتواصل لجلالته بإشكالية الماء في جميع جوانبها، إدراكا منه للطابع البنيوي لهذه الظاهرة ببلادنا والعالم؛
- يشيد بتأكيد جلالته على أن تفاقم الأوضاع بالأراضي الفلسطينية يتطلب الخروج من منطق تدبير الأزمة، إلى منطق العمل على إيجاد حل نهائي لهذا النزاع؛
- يؤكد على الانخراط النضالي والحماسي للحزب في تنزيل وتنفيذ رؤية جلالة الملك من مختلف المواقع والمسؤوليات.
على غرار عموم الشعب المغربي تتبع حزب “التجمع الوطني للأحرار” نص الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مساء يومه الاثنين 29 يوليوز 2024، إلى رعاياه الأوفياء بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتربعه على عرش أسلافه المنعمين. وبهذه المناسبة المجيدة يتشرف حزب “التجمع الوطني للأحرار” بتقديم أسمى عبارات الولاء والإخلاص، وأحر التهاني وأصدق المتمنيات لجلالته المقرونة بمشاعر الوفاء للأسرة العلوية الشريفة.
إن “التجمع الوطني للأحرار”، يسجل بكل فخر واعتزاز كل الإنجازات التي حققتها المملكة خلال الـ 25 سنة الأخيرة، وعلى رأسها الانتصارات الدبلوماسية المتوالية التي تحققت بفضل المجهودات الكبيرة لجلالة الملك محمد السادس، دفاعا عن قضيتنا الوطنية الأولى، وآخرها التطور بالغ الدلالة في موقف الجمهورية الفرنسية، التي أعلن رئيسها في رسالة موجهة لجلالة الملك، أنه “يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”، وتأكيده أن مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يحظى بـ “توافق دولي يتبلور اليوم ويتسع نطاقه أكثر فأكثر”. وهو الموقف التاريخي الذي ينضاف إلى مواقف دول أخرى كبرى على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا، ما يعكس مصداقية وواقعية المقترح المغربي لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل الذي طال أمده.
وإذ يستحضر الحزب باقي المكتسبات الأخرى التي تحققت في عهد جلالته، والتي أهلت بلادنا لتتبوأ مكانة مرموقة في محيطها الإقليمي والدولي، من خلال مجموعة من المبادرات والإنجازات على المستوى الحقوقي والديمقراطي والمؤسساتي، وكذلك على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، فإنه يستحضر التوجيهات الاستراتيجية الكبرى التي تضمنها الخطاب الملكي لعيد العرش، باعتباره محطة سنوية يستلهم منها الحزب توجهاته الكبرى لتجديد انخراطه في خدمة المشروع المجتمعي لبلادنا، الذي يقوده جلالة الملك.
وارتباطا بالخطاب الملكي السامي، ينوه الحزب بمختلف الإجراءات والتدابير الاستباقية التي اتخذتها الحكومة، تنفيذا لتعليمات جلالة الملك، في إطار تنزيل البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، وتدارك التأخر في إنجاز بعض المشاريع المبرمجة في إطار السياسة المائية. وفي هذا الإطار يشيد بإلحاح جلالته على ضرورة التحيين المستمر لآليات السياسة الوطنية للماء، وتحديد هدف استراتيجي، في كل الظروف والأحوال، وهو: ضمان الماء الشروب لجميع المواطنين، وتوفير 80 في المائة على الأقل، من احتياجات السقي، على مستوى التراب الوطني.
كما يشيد الحزب بدعوته -نصره الله- للمزيد من الحزم في حماية الملك العام المائي، وتفعيل شرطة الماء، والحد من ظاهرة الاستغلال المفرط والضخ العشوائي للمياه، مع ما يستدعيه الأمر من رفع مستوى التنسيق بين السياسة المائية والسياسة الفلاحية، لاسيما في فترات الخصاص، مع العمل على تعميم الري بالتنقيط.
وفي هذا الإطار، ينوه “التجمع الوطني للأحرار” بدعوة جلالة الملك -حفظه الله- إلى استكمال برنامج بناء السدود، وتسريع إنجاز المشاريع الكبرى لنقل المياه بين الأحواض المائية، وهو ما سيمكن من الاستفادة من مليار متر مكعب من المياه، التي كانت تضيع في البحر.
هذا ويحيي “الأحرار” عاليا دعوة جلالة الملك إلى تسريع إنجاز محطات تحلية مياه البحر، حسب البرنامج المحدد لها، وعلى رأسها محطة تحلية المياه بالدار البيضاء، التي تعتبر من المشاريع الرائدة التي تنجزها الحكومة بتوجيهات من جلالة الملك، التي ستكون أكبر مشروع من نوعه بإفريقيا، والمحطة الثانية في العالم التي تعمل 100 في المائة بالطاقة النظيفة. حيث ستمكن هذه المحطة إضافة إلى محطات أخرى مماثلة موزعة على طول سواحل بلادنا من تعبئة أكثر من 1,7 مليار متر مكعب سنويا، ما سيمكن المغرب، في أفق 2030، من تغطية أكثر من نصف حاجياته من الماء الصالح للشرب، من هذه المحطات.
كما ينوه الحزب بحرص جلالة الملك المتواصل، على ضرورة تطوير صناعة وطنية في مجال تحلية الماء، وإحداث شُعَب لتكوين المهندسين والتقنيين المتخصصين، إضافة إلى تشجيع إنشاء مقاولات مغربية مختصة، في إنجاز وصيانة محطات التحلية.
على صعيد آخر، يثمن “التجمع الوطني للأحرار” التتبع الوثيق لجلالة الملك، للأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ومركزية هذه القضية في وجدان المغاربة، منوها بتأكيد جلالته بصفته رئيس لجنة القدس، على فتح طريق غير مسبوق لإيصال المساعدات الغذائية والطبية الاستعجالية لإخواننا في غزة. كما يشيد بالتصور الملكي السامي الذي يبرز أن تفاقم الأوضاع بالمنطقة يتطلب الخروج من منطق تدبير الأزمة، إلى منطق العمل على إيجاد حل نهائي لهذا النزاع.
إن “التجمع الوطني للأحرار”، وإذ يستحضر دعوة جلالته إلى وقف الحرب في غزة باعتباره أولوية عاجلة، فإنه ينوه بالمنظور الملكي السامي الذي يعتبر أن إحياء عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، يتطلب قطع الطريق على المتطرفين من أي جهة كانوا. مثمنا تشديد جلالته مرة أخرى على أن إرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة، لن يكتمل إلا في إطار حل الدولتين، تكون فيه غزة جزءا لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الختام، وإذ يحيي حزب “التجمع الوطني للأحرار” مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش، فإنه يؤكد على الانخراط النضالي والحماسي للحزب لتنزيل وتنفيذ رؤية جلالة الملك من مختلف المواقع والمسؤوليات، ويدعو كل القوى الحية للشعب المغربي للارتقاء إلى مستوى تحديات ورهانات هذه المرحلة التاريخية بتعزيز الجبهة الداخلية والالتفاف القوي حول جلالة الملك رمز وموحد الأمة المغربية، لربح هذا التحدي الجديد الذي يدعو إليه قائد البلاد، لتحقيق السيادة المائية وإحراز التنمية في إطار الدولة الاجتماعية.
حرر بالرباط بتاريخ 30 يوليوز 2024