بات من الواضح ان تجديد حزب التجمع الوطنى للأحرار صار حقيقة ممكنة وأن التمكين لخيار الوسطية السياسية في بلادنا قدر ممكن التحقق لا محالة. فمع 29 أكتوبر 2016 دشن الأحرار لحقبة سياسية وتنظيمية جديدة في تفاعل خلاق مع الإرث الكبير الذي راكمه الحزب من خلال مواقفه ومنجزاته وقراراته في اللحظات الحاسمة لمغرب نهاية القرن العشرين وبداية الألفية الجديدة ورهانات العهد الجديد. وتتميز اللحظة التاريخية الجديدة منذ انتخاب عزيز اخنوش على رأس قيادة الحزب بعودة الأمل بعد حالة من الانتظارية القاتلة واستعاد الحزب مكانته بفضل الرؤية التي تطرحها القيادة للتداول قبل التنزيل النهائي بعد المؤتمر القادم وما سجلته من مواقف خلال الأسابيع القليلة الماضية أعادت للعمل السياسي نبله واعطته نكهة وطعما. كما طرحت إمكانية امتلاك الحزب مقومات تسنده في التأطير وبناء القدرات واستيعاب النخب المهمشة والمغيبة عن الفعل السياسي والقدرة على الاستجابة لمنطق التقدم التطور واحتضان كل الطموحات المعقلنة داخل المجتمع والتجاوب معها بإيجابية. إن الديناميكية التي يعيش على ايقاعها حزب الأحرار تفتح أبواب أمل جديد في عمل سياسي نبيل أساسه العمل والوضوح في الاختيارات مهما كلف الثمن . هذا الأمل قائم أيضا من أجل إطار حزبي قادر على احتضان الجميع ويقطع مع ثقافة الانغلاق والانتظارية ومع قيم الأحزاب التي فضلت أن تسكن في الماضي وحده ولاترى في الحاضر شيئا ذا فائدة تخنق كل الأصوات المختلفة أو تلك المدعية لفكر الإصلاح ولا تعمل به. إن قيادة مبادرة لتجديد المنسقيات الجهوية معتزة بمؤسسي الحزب ومنفتحة على الطاقات الجديدة والناضجة لجديرة بالتحية والاعزاز. إن هكذا مبادرات تعني الشروع الفعلي في ترجمة أولية للرؤية السياسية والتنظيمية بشكل واضح من شأنه مواصلة تحصين البناء الديمقراطي والاجتماعي بما يلزم من إجراءات ومقومات لاحقاق العدالة الاجتماعية وبناء شروط المشاركة الواعية ودعم فرص الانفتاح على المجتمع وأركانه. إن المتتبع الموضوعي الديناميكية الجديدة التي يعرفها الحزب يسجل الواقعية السياسية التي تميز الخطاب السياسي الجديد وكذا حجم الانتظارات التي ازدادت بفضل القرب والثقة والتواجد مع المواطن ولغة الصراحة والصرامة أحيانا منذ إطلاق اللقاءات الجهوية حتى إطلاق مشروع الإصلاح التنظيمي العميق. إن التجمع وهو يطلق هذه المبادرات المتتالية يروم أن يكون إطارا مرنا وسلسا ومسؤولا ومفتوحا على الجميع من الكفاءات والمواطنات والمواطنين التي تؤمن بقيمه ورؤاه وان يشكل فضاء للحوار والبناء وقادرا على توفير شروط الإبداع والتعبير الصريح عن المواطنة الفاعلية والإيجابية وترجمة لحاجة مجتمعية قائمة. إنه تجمع جديد قادم يسع الجميع ودينه الوطن أولا وأخيرا…