ثمن محمد البكوري، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، عاليا، المنجزات المحققة في قطاع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في عهد الحكومة الحالية، وبقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
من جهة أخرى، دعا البكوري، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى الرفع من دعمها لوزارة الشؤون الخارجية، بما يتلاءم مع أهمية الأوراش التي تشرف عليها في ظل تشعب التحديات الراهنة، مؤكدا أن الاعتمادات المرصودة له برسم سنة 2024 تبقى غير كافية.
وأكد على ضرورة العمل وفق مقاربة شمولية تُستحضر فيها الإلتقائية لضمان إشراك حقيقي لفعاليات وكفاءات مغاربة العالم في المشروع التنموي الجديد الذي يقوده عاهل البلاد.
والتمس البكوري أيضا من الحكومة التفكير في وضع سياسة عمومية متكاملة تهتم بالجانب الهوياتي والثقافي وتدعم الأمن الروحي في صفوف الجالية، مما يساهم في الحد من مشاكلهم، خصوصا تلك التي تغذيها الظروف الاقتصادية والاجتماعية الهشة لبعض الشباب المغاربة الذين يجدون أنفسهم عرضة الاستقطابات المتطرفة الحاضرة بقوة في دول المهجر.
وأكد أن مغاربة العالم يعتبرون من ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، وعلى الرغم من اختلاف أعمارهم وأجيالهم، مرتبطون بعلاقة وجدانية متينة بوطنهم، ويفتخرون بانتمائهم إليه ويتعبؤون دائما من أجل الإسهام في تنميته والدفاع عن قضاياه، “فقد شكلوا دائما الاستثناء عندما يتعلق الأمر بالوطن”، حسب تعبيره.
واستحضر البكوري، في هذا السياق، تركيبة المنتخب المغربي لكرة القدم. الذي بصم على مشاركة تاريخية لبلادنا في مونديال قطر، بمواهب مهاجرة فضلت تمثيل المغرب بدلا من دول الاستقبال، في تشبت واضح بأصولهم وبمغربيتهم.
وأفاد أنه من محاسن إلحاق قطاع مغاربة العالم بوزارة الخارجية هو تحسين التنسيق وجعل القنصليات بالخارج حجر الزاوية في الخدمات المقدمة لهذه الفئة، مهنئا الوزير في هذا الصدد على التطور النوعي الذي عرفه القطاع القنصلي من خلال تحسين الخدمات وتجويدها.
كما ثمن مواصلة الوزارة لمشروع رقمنة المصالح القنصلية، وتوجهها نحو تشييد المقرات التابعة لكم بالخارج بدل الاعتماد على كرائها بأثمنة باهظة، في خطوة لترشيد النفقات ولعكس المعمار والحضارة المغربية.
“نحن مرتاحون، نعم مرتاحون لأن هذا الملف يتم تدبيره بالرعاية المولوية السامية التي يحيط بها جلالة الملك جميع رعاياه، بما فيهم أبناء جاليتنا بالخارج، كما نعبر عن دعمنا للجهود التي تبذلها الحكومة لبناء الورش الدستوري في كل ما يتعلق بالجالية، ولكن لا بأس أن ندعوكم الى الانتقال إلى سرعة أكبر في التعاطي مع مختلف مشاكلهم والتجاوب مع مطالبهم وحماية مصالحهم”، على حد قوله.
وفي ظل نقاش الميزانية الفرعية للقطاع، أبرز البكوري أن هذه المحطة التشريعية مناسبة تواصلية جديدة للتفاعل وتوطين نقاش بناء وهادف حول الميزانية الفرعية لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وأكد أن فريق الأحرار يولي هذا القطاع أهمية خاصة، باعتباره صوت المغرب في مختلف المحافل والمنتديات الدولية، ولدوره المحوري في الحفاظ على المصالح الاستراتيجية السياسية والاقتصادية للمملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
من جهة أخرى، أفاد أن مناقشة مشروع قانون المالية بمجلس المستشارين تصادفها، على غرار كل سنة، مناسبتان وطنيتان عظيمتان، وهما ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال المجيد، بحمولتهما الوطنية العالية، كمحطتين فارقتين في مسار الكفاح الوطني، وفي تعبير قوي عن وحدة وطنية وشعبية راسخة دفاعا عن حوزة الوطن وسيادته ومقدساته، في تلاحم تام بين العرش والشعب.
وأبرز أن جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يواصل مسيرة البناء والتحديث، بما في ذلك تعزيز التنمية بأقاليمنا الجنوبية التي شهدت نقلة نوعية كثمرة للمشاريع الضخمة التي أطلقها جلالته بهدف تحويلها لمركز دولي مُستقطب للاستثمار، في مقابل ما تقوم به الجبهة الانفصالية من أعمال تخريبية واعتداءات سافرة باسم النضال من أجل قضية وهمية.
وفي هذا الإطار، عبر عن بالغ اعتزاز فريق “الأحرار” بمضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، الذي سطر خارطة طريق مُبتَكَرة لملف الوحدة الترابية عبر الدعوة لإطلاق جيل جديد من الأوراش الهيكلية واللوجيستيكية، كما أكد على انخراط الفريق الكامل في تصور جلالته لإطلاق دينامية واعدة للتنمية بالأقاليم الجنوبية عبر الرهان على اقتصاد البحر والاقتصاد الأزرق لتحقيق تنمية مستدامة على طول الشريط الأطلسي، في إطار رؤية جيوسياسية للفضاء الأطلسي الإفريقي، باعتبار المغرب بوابة لإفريقيا ونافذة على الاقتصاديات الأمريكية وجسرا حيويا للتواصل الانساني والثقافي.
وسجل أن هذا يؤكد على التزام المغرب مع أشقائه الأفارقة بشراكة جنوب-جنوب مبنية على منطق رابح-رابح، ومتسمة بالمصداقية والتضامن والتعاضد، هدفها الأسمى الدفاع عن قضايا ومصالح إفريقيا من أجل إقلاع جماعي للقارة السمراء.
في هذا السياق، أشاد البكوري بالإشارات القوية التي تضمنها الخطاب السامي لسادس نونبر، فيما يتعلق بالدعم المتنامي للمنتظم الدولي، المعبر عن وجاهة الموقف المغربي وسمو مبادرة الحكم الذاتي كأساس وحيد لحل النزاع المفتعل، وذلك “نتيجة الرؤية المتبصرة لعاهل البلاد ولعمل دؤوب وأداء دبلوماسي كبير في ملف الصحراء، ترجمته قرارات مجلس الأمن الأخيرة، بما فيها القرار 2703 القاضي بتمديد ولاية بعثة المينورسو لسنة كاملة إلى غاية متم شهر أكتوبر 2024، و الذي زكى الدعم الدولي المتزايد للمبادرة المغربية الذي عبرت عنه حوالي مائة دولة، وعدم اعتراف 84% من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بالجمهورية الوهمية، بالإضافة إلى فتح أكثر من ثلاثين قنصلية عامة بمدينتي العيون و الداخلة”، حسب تعبيره.
وأبرز أن هذا القرار، الذي ذُكرت فيه الجزائر ست مرات، جاء ليفند أطروحتها الحيادية، بعدما اعتبرها طرفا معنيا بشكل مباشر، وعليها تحمل كامل مسؤوليتها في البحث عن حل نهائي للنزاع المفتعل، من خلال مشاركتها كعضو أساسي في الموائد المستديرة، “فالجارة الشرقية مدعوة أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية والانسانية لتأجيجها لهذا الصراع المفتعل ولخلقها لكيان وهمي تسبب في احتجاز أخواتنا واخواننا بمخيمات الذل العار، على وقع مرارة سنوات من التشرذم والمآسي؛ هذا ونستنكر استمرار رفضها لتسجيل هؤلاء المحتجزين وإحصائهم في انتهاك صارخ لثوابت حماية اللاجئين الواردة في اتفاقية 1951″، كما قال.
وشدد على ضرورة الوعي بأن النجاحات الدبلوماسية المتتالية التي حققتها البلاد على جميع الأصعدة قد خلقت الكثير من التوجس داخل المحيط الاقليمي، وجعلت المغرب مستهدفا أكثر من أي وقت مضى، “مما يحتم علينا الرفع من درجة اليقظة والجاهزية في التعامل مع جميع مناورات وتحرشات الخصوم التي ستتضاعف كلما حقننا تقدما في مسار قضايانا الوطنية”، يضيف البكوري.
واعتبارا لذلك، أكد البكوري أن فريق التجمع الوطني للأحرار مجند وراء صاحب الجلالة لمواصلة التعبئة واليقظة للدفاع عن قضايا الوطن ومصالحه العليا وللتصدي لمناورات اعداء وحدتنا الترابية.
على صعيد آخر، عبد الركوري عن استنكار الفريق الشديد للعمل الإرهابي الجبان الذي استهدف حيا سكنيا بمدينة السمارة، مُخلفا استشهاد مواطن مغربي أعزل وجرح آخرين، مبرزا أن مثل هذه التصرفات العدائية تستوجب حزما في التعامل لحماية المواطنين المغاربة في أرواحهم وممتلكاتهم.
وأكد دعم الفريق للقوات العسكرية والأمنية في أي تصرف يكفل حق الرد، وإن اقتضى الحال، القيام بعمليات ردع استباقي، “فنحن جند مجندون دائما وأبدا خلف جلالة الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية”، على حد تعبيره.
وأفاد أن العنوان الأبرز لملف العلاقات الخارجية للمملكة في الآونة الأخيرة هو القطع مع المواقف الرمادية، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية في هذا الباب، حيث أضحت القضية الوطنية من أهم محددات علاقات المغرب الخارجية والمعيار الوحيد الذي تُقاس به صداقات المملكة ونجاعة شراكاتها، بعيدا عن المواقف الضبابية التي تتبناها بعض الدول والكيانات السياسية.
كما عبر عن إشادة الفريق بهذا الموقف الحازم في حصد مكتسبات سياسية واستراتيجية مهمة، مؤكدا أن المطلوب اليوم من الدبلوماسية المغربية بجميع روافدها هو البحث عن مواقف واضحة للشركاء، والاستمرار في المزيد من الانفتاح على دول أخرى بأمريكا وآسيا وبالعمق الافريقي، خصوصا الاقتصاديات الصاعدة التي أصبحت تجر عجلة الاقتصاد العالمي كالهند والصين، وذلك عبر استغلال المصداقية التي تحظى بها المملكة كشريك استراتيجي موثوق به على مختلف الأصعدة.
وأعرب عن اعتزاز أعضاء فريق الأحرار بمجلس المستشارين بالثقة والتقدير الذي أصبحت تحظى بهما البلاد لدى مختلف المؤسسات الدولية، بما فيها المؤسسات المالية والائتمانية، مشيرا إلى أن قرار عقد كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لاجتماعاتهما السنوية بمدينة مراكش لأول مرة منذ خمسين سنة بإفريقيا يدل على ذلك، على اعتبار أن هذا الحدث هو الأبرز للمالية والاقتصاد العالميين، مما يجسد ارتفاع مؤشر الثقة في المملكة وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها الدولية والإقليمية رغم الظرفية الصعبة المقترنة آنذاك بتداعيات زلزال الثامن من شتنبر، كما تعزز هذا التوجه بعد ذلك باختيار بلادنا لاحتضان فعاليات وتظاهرات عالمية وازنة من قبيل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
وأورد، من جهة أخرى، أن الموقف الإيجابي للدبلوماسية المغربية في مواكبة فاجعة زلزال الحوز ساهم في تدبير قضية المساعدات الدولية، وفي تسويق صورة ايجابية عن بلادنا وتعزيز قوته الناعمة على الصعيد الدبلوماسي، مشيرا إلى أن هذا التدبير أظهر، تحت القيادة السامية لجلالة الملك وحكمته وتبصره، قدرة المغرب الفائقة على الصمود في مواجهة الكوارث والأزمات بحرفية عالية، بعيدا عن العشوائية والارتباك الذي عادة ما يلي مرحلة ما بعد الكارثة، وهو ما حظي بإشادة دولية كبيرة.
ونوه البكوري بالتدبير الحكيم لقيادتنا لملف المساعدات الدولية في عمليات الإغاثة، رغم ما صاحب ذلك من لهط واستفزازات أملتها أجندات سياسية، في ظرفية ما كانت لتستحمل سوى التضامن ومَدّ يد العون متى طُلب ذلك.
على صعيد آخر، وفي ظل توالي التوترات والنزاعات المسلحة والحروب التي أصبحت تطبع المشهد الدولي، عبر البكوري، باسم فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، عن تنديده بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة واستهدافه للمدنيين العزل وما خلفه من تخريب ودمار طال مختلف المرافق، بما فيها المستشفيات، مؤكدا أنها كارثة إنسانية بامتياز زاد من حدتها حرمان الفلسطينيين من حق الاستشفاء ومن أبسط مقومات الحياة جراء الحصار الجائر، في خرق سافر للقانون الدولي الإنساني.
وأكد أن موقف المغرب ظل ثابتا من القضية الفلسطينية، التي شكلت على الدوام أولوية وطنية وإحدى القضايا الجوهرية في السياسة الخارجية للمملكة، وأن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، متشبث بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعا البكوري، في كلمته، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وانهاء معاناة المدنيين بوقف الحصار وضمان ايصال المساعدات الإغاثية لأهالي القطاع؛ كما طالب المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه هذا الوضع، بما يمهد الطريق لإحلال السلم والسلام ويضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، “بعيدا عن المزايدات الفارغة والأجندات الضيقة” كما جاء في الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك نصره الله إلى القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بالرياض.
“إن المغرب دولة ذات سيادة تدافع عن الشعب الفلسطيني دون أي مزايدة، بعيدا عن الخلفيات الديماغوجية التي لازال يستعملها البعض لدغدغة المشاعر، سعيا وراء أهداف لا علاقة لها لها بمعاناتهم. فنحن لن نقبل الدروس من أي كان، وفي أي ظرف كان وتحت أي مسمى من المسميات… فمواقفنا ثابتة ومعروفة”، يضيف البكوري.
كما لم يفوت البكوري، في هذا الباب، تثمين الجهود المتواصلة التي يضطلع بها صاحب الجلالة، من أجل الدفاع عن القدس الشريف، وبالمشاريع التي تنجزها وكالة بيت مال القدس تحت إشراف جلالته.
من جهة أخرى، يرى البكوري أن العمل الدبلوماسي الوطني شهد دينامية حقيقية نتيجة عمل جاد وفاعل لأطر وزارة الخارجية وقيادتها السياسية، الذين حياهم، بهذه المناسبة، على ما أبانوا عنه من نجاعة وفعالية في الأداء من خلال العديد من المكتسبات المحققة التي نعتبرها مبعث فخر لجميع المغاربة داخل الوطن وخارجه.