أكد محمد البكوري، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء، الفريق يؤمن بأن ورش تعزيز استعمال الأمازيغية في الإدارات والمؤسسات العمومية، هو إجراء حكومي شجاع ومسؤول، يحمل حمولات ودلالات رمزية تؤكد بالملموس انخراط هذه الحكومة بكل مسؤولية وطنية في تسريع تنزيل الطابع الرسمي للأمازيغية، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لتعزيز مبدأ العدالة الثقافية واللغوية.
في هذا الصدد، نوّه البكوري في تعقيبه على جواب وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة على سؤاله حول “تعزيز استعمال الأمازيغية في الإدارات والمؤسسات العمومية”، بانخراط المؤسسة الأمنية وفي مقدمتها المدير العام للأمن الوطني، في هذه المبادرة الوطنية والشجاعة لأجرأة تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية من خلال إدراج حرف تيفيناغ على العربات والمركبات التابعة لمديرية الأمن الوطني.
وتابع “ومن منا لا يتذكر حجم المعاناة النفسية للمواطنين المغاربة الناطقين بالأمازيغية فقط، أمام مختلف المؤسسات والإدارات العمومية، والتي كانت في أحايين كثيرة، سبب في ضياع حقوقهم ومصالحهم نتيجة لهواجس إيديولوجية، ولتعنت وتراخي المدبر الحكومي في إخراج القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وهو ما شكل هدرا لعشر سنوات من الزمن السياسي والتنموي، كانت كفيلة بتسريع استعمالها داخل المرفق العام”.
وزاد قائلا “اليوم، الحمد لله، المغاربة يلمسون هذا التحول الإيجابي وهذا النفس الجديد في التعاطي مع الحقوق اللغوية والثقافية، وزادت ثقة المواطنات والمواطنين بالإدارة والمؤسسات بفضل حزمة من الإجراءات والتدابير الحكومية التي مكنت من استعمال الأمازيغية داخل المرفق العام، بعدما عانوا كثيرا من هذا الركود المحافظ.”
وأشاد البكوري برصد مليار درهم لصندوق تنمية الأمازيغية على مدى خمس سنوات، وسن هذه الحكومة لمختلف التدابير والإجراءات، مكنت من تسريع استعمال الأمازيغية في وقت استثنائي، سهل من ولوج مرن وسلس للمرتفقين الناطقين بالأمازيغية، مردفا “وهذا مكسب ديمقراطي ينضاف إلى المكاسب التي تحققت للأمازيغية التي يرعاها جلالة الملك، نصره الله”.
وتعزيزا لهذا السياق الإيجابي، طالب البكوري باسم الفريق بتسريع استعمال الأمازيغية في الهوية البصرية وفي اللوحات وعلامات التشوير داخل المرافق العمومية، مع الحرص على كتابة هذه اللوحات وعلامات التشوير بلغة أمازيغية سليمة وواضحة.
وأضاف “لأننا رصدنا في مختلف المواقع أخطاء في كتابة هذه المؤسسات بحرف تيفيناغ، والتي تسيئ لهذا التراكم الإيجابي الذي تحقق لملف الأمازيغية ببلادنا، لاسيما أننا نتوفر على المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الذي تناط به مسؤولية النهوض وتطوير وتنمية استعمال هذه اللغة”.
وختم تعقيبه بالقول: “إذ نؤكد مرة أخرى على أن تطوير الإدارة المغربية رهين باستعمال الأمازيغية، توطيدا وترسيخا للحمة الوطنية وللاختيار الديمقراطي، ولما راكمته بلادنا من منجزات ديمقراطية التي تحققت لأمتنا المغربية طيلة 25 سنة من النمو النماء”.