نظمت المنظمة الجهوية لشبيبة التجمع الوطني للأحرار بجهة درعة تافيلالت، المنتدى الجهوي، تحت شعار “الشباب فاعل أساسي في النموذج التنموي الجديد”، بمدينة قلعة مكونة إقليم تنغير.
وقال الأخ يوسف شيري رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، في كلمة له اليوم الأحد 4 نونبر، إن هذا المنتدى بقلعة مكونة يعد انطلاقة للمنتديات الجهوية المنتظر تنظيمها في ربوع المغرب.
واعتبر الأخ شيري أن العمل الميداني، الذي إنطلقت فيه الشبيبة لم يأتي من فراغ، بل من منهجية اعتمدها الأخ الرئيس عزيز أخنوش، عندما دعا إلى بناء نموذج تنموي جديد استجابة للتوجيهات الملكية السامية.
وأضاف الأخ شيري أن الأحرار كانوا مبادرين للاستجابة لنداء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لكل القوى الحية، حكومةً وبرلمانا ومؤسسات، وكل الجهات المعنية، كل في مجال اختصاصه، من أجل إعادة النظر والتفكير في نموذجنا التنموي، قصد الارتقاء به إلى مستوى انتظارات المواطنين والتطورات التي تشهدها بلادنا.
وتابع الأخ شيري، أن مساهمة الأحرار، كانت عبر إعداد مسار الثقة كوثيقة توضح رؤية الأحرار للنموذج التنموي الجديد، مسترسلا “قمنا ببنائها لبنة لبنة لتشكل أرضية للنقاش، أرضية لم تكن بعيدة عن المعطيات الواقعية، أو مصوغة على أساس افتراضات بمعزل عن آراء المواطنين”.
وأشار المتحدث إلى أن منهجية إعداد مسار الثقة والخطوط العريضة لمضمونه ترتكز على خمس دعائم أساسية، هي اعتماد المقاربة التشاركية، عبر تعبئة جميع هياكلنا من نساء وشباب وكفاءات مختلفة لفتح النقاش حول مقترحاتهم وتصوراتهم للنموذج التنموي الجديد.
ثانيا، يضيف الأخ شيري، تحديد المجالات ذات الأولية، “إن أي نموذج تنموي في نظرنا لن يعرف الطريق نحو النجاح إلا إذا ركز على الأوراش التي عبر المغاربة عن كونها ذات أولوية قصوى بالنسبة لهم، وعلى القضايا الطارئة التي من شأنها تحسين معيشهم اليومي، وضمان مستقبل أفضلهم لهم وللأجيال القادمة، “ولذلك فإن هذه الأولويات التي لا يمكن تجاهلها هي: التشغيل والصحة والتعليم
وفيما يتعلق بالركيزة الثالثة، حسب الأخ شيري، تنطلق من المرجعية والقيم التي تؤطر العمل، قائلا “قيمنا هي التي تحدد توجهاتنا، وتنعكس بشكل واضح من خلال الإجراءات الملموسة التي نقترحها في عرضنا السياسي، خدمة للمواطنين، وقد حرصنا على أن نبني هذا العرض وفق منهجية تشاركية، وانطلاقا من القيم التي نتبناها عن قناعة، وقد اخترنا أن نتواصل مع المغاربة بلغة الحقيقة والواقعية.”
وأوضح الأخ شيري أنه من أجل نموذج تنموي واقعي للمغرب قابل للتحقيق، أخذ حزب التجمع الوطني للأحرار بعين الاعتبار منذ بداية التفكير في مسار الثقة، ضرورة قابلية هذه الرؤى للتنفيذ والتنزيل على أرض الميدان، سواء فيما يتعلق بجانب الموارد البشرية أو المالية وكذلك فيما يخص جانب الملائمة مع المعطيات الجغرافية والسوسيوثقافية لبلدنا.
وتابع الأخ شيري أن الركيزة الخامسة، تحدد آليات التتبع والتقييم، معتبرا أن أي نموذج تنموي قد يكون معرضا للفشل أو التعثر إن غابت عنه آليات التتبع والتقييم.
أما بخصوص المضمون، فإن تصور الأحرار للنموذج التنموي الجديد، ينطلق، حسب الأخ شيري، من مُسَلَّمَة قوامها أن الشغل مفتاح الكرامة، و”اللي مزيان للمغرب لازم يكون مزيان للمغاربة كاملين”، وأن المواطن الذي يتوفر على شغل لائق سيكون قادرا على تدبير شؤونه وتحسين ظروف عيشه.
وختم حديثه قائلا “المجهودات التي يتم بذلها لتطوير القطاعات الاجتماعية بالمغرب كالصحة والتعليم لن تنجح في ظل تفاقم نسب الفقر، وازدياد أعداد المعطلين، لذلك، فقد سعينا لاقتراح مجموعة من الإجراءات العملية للنهوض بالقطاعات الشغل، الصحة والتعليم.”