في هذا الحوار المقتضب تجيب الأخت مباركة بوعيدة على أهمية عودة المغرب للاتحاد الإفريقي والرهانات التي تنتظره خلال المستقبل في ظل سياق إقليمي ودولي متغير.
عودة المغرب للاتحاد الافريقي تأتي في سياق اقليمي وعالمي خاص، كيف تقيمين قرار المغرب التاريخي بالعودة لمنظمة ساهم في بناءها؟ أولا أريد أن أشيد بهذا القرار التاريخي الذي اتخذه صاحب الجلالة نصره الله٬أقول تاريخي لأنه شجاع وجريء وجاء في مرحلة يعرف فيها العالم توترات اقليمية وجهوية كبيرة، بل أكثر من ذلك نرى فيها تراجع عدد من الدول عن التزاماتها تجاه المنظمات المتعددة الأطراف.
قرار العودة بالنسبة لبلدنا هو مطلب حقيقي عند أغلبية أصدقاءنا لأن مكانة المغرب على المستوى الدولي والقاري خصوصا سوف تغني كثيرا الاتحاد الإفريقي وتعطيه أيضا مصداقية أكثر.
قرار العودة سوف يمكننا من مواجهة العدو من الداخل وسوف يقلص كثيرا من مناورته المتعددة التي لا يجد لها صدى إلا في الاتحاد الافريقي استغلالا لغياب المغرب.
٢. ما هي المكتسبات التي سيجنيها المغرب من عودته للاتحاد الافريقي، خصوصا في الشق المتعلق بقضية الصحراء؟
– مواجهة العدو من الداخل معناها القضاءعليه فلا يعقل أن يواصل الاتحاد الإفريقي في تجاهله لانعدام الشرعية لدى البوليساريو. هذا خطا تاريخي تم ارتكابه في حق المغرب في فترة زمنية كانت تتميز بانقسام ايديولوجي عالمي و برغبة بعض القادة في تغيير التاريخ وًاستغلال مراحل نهاية الاستعمار من أجل خلق و فرض حقائق مزيفة.
انتهت هذه الفترة و استطعنا بحمد الله و بقيادة مولوية نموذجية أن نتجاوز عدد كبير من العوائق و نرسخ ثقافة جديدة مبنية على التنمية و اللامركزية و نقدم اقتراحا لدى الامم المتحدة من أجل ايجاد حل سياسي لهذه القضية مبني على مقترح الحكم الذاتي الذي يعترف به الجميع كحل جدي و ذو مصداقيه ويمكن ان يكون هو الحل النهائي لهذا الملف المفتعل.
٣.كيف تنظرين إلى المغرب داخل الاتحاد الافريقي في المستقبل، وماهي أبرز التحديات التي تنتظره؟
– القيمة المضافة للمغرب داخل الاتحاد هي بدون مثيل٬ حيث من المعروف على بلدنا الاحترام الكبير الذي يحظى به داخل المنظمات الدولية فلا ننسى أن المغرب له تجربة كبيرة في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة ناهيك عن علاقاته الوطيدة مع التحاد الاوروبي بالإضافة الى منظمات قارية اخرى سواء في اسيا أو أمريكا اللاتينية. المغرب أيضا هو الدولة الإفريقية الوحيدة التي تربطها علاقات خاصة مع الولايات المتحدة سواءعلى مستوى الاتفاقية الثنائية للتبادل الحر أو في مجالات اخرى كالأمن حيث ان التجربة المغربية الرائدة في هذا الميدانً هي سباقة.
تحديات أمنية كبرى وأيضا تحديات اقتصادية فتجربتنا في مجالات كالفلاحة والصيد البحري وصناعة السيارات و الطائرات تتحدث عنا في الاتحاد الافريقي. بالإضافة الى التجربة السياسية لبلدنا من اجل ترسيخ الديمقراطية بكل مكتسباتها .
