في مبادرة متفردة وغير مسبوقة أطلق حزب “التجمع الوطني للأحرار” تجربة إلكترونية لمرحلة جديدة من مبادرته التواصلية “100 يوم 100 مدينة”، من خلال تقنية الفيديو عبر الإنترنت، ضم 20 ورشة للإشتغال وعرف مشاركة أزيد من 200 مشاركة و مشارك.
اللقاء التفاعلي أطره مجموعة من أعضاء السياسي للحزب، ضمنهم محمد بوسعيد، ورشيد الطالبي العلمي ومحمد القباج، أعضاء المكتب السياسي، وفؤاد الورزازي المنسق الإقليمي للحزب بمراكش، وحضر اللقاء أيضا لحسن السعدي رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية وعضو المكتب السياسي، ومجموعة من مناضلي الحزب ومشاركون آخرون غير منتمين للتجمع الوطني للأحرار.
وأكد محمد بوسعيد، في كلمة له بالمناسبة على أن التجمع الوطني للأحرار استمر رغم جائحة “كورونا” التي تضرب المغرب و العالم في الوفاء بتعهداته، بداية بإطلاقه قبل أسابيع لمنصة “ما بعد كورونا” التي أدلى فيها أزيد من 1400 شخص بتصوراتهم لمغرب ما بعد كورونا، وصولا إلى وفاء الحزب بتعهداته التي أطلقها في وقت سابق للاستماع لمشاكل ساكنة 100 مدينة مغربية.
وشدد بوسعيد على أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على النقاش الدائر في أشغال الورشات العشرين، وتابع قائلا “رغم قساوة الجائحة استطاع المغاربة مقاومتها بذكائهم و ثباتهم و تآزرهم علماً أن الجائحة ستؤثر حتما علينا جميعا و تترك جروحا عميقة”.
رغم ذلك، أوضح بوسعيد أن تعليمات جلالة الملك تسعى للحفاظ على التماسك الاجتماعي، مذكرا بالإجراءات الرامية للتخفيف من عبئ الأسر العاملين في القطاعين المهيكل والغير مهيكل.
وتابع المتحدث ذاته أن التعليم والصحة والتشغيل من الآليات الضرورية لتكريس العدالة الاجتماعية ومحاربة الفوارق الاجتماعية.
و استرسل قائلا “من المؤكد أن جائحة كورونا لن تكون الجائحة الأولى أو الأخيرة، وما أتمناه هو أن تأخذ لجنة النموذج التنموي بعين الاعتبار توصياتنا حول الموضوع”.
من جهة أخرى، اعتبر بوسعيد أن قطاع السياحة سيكون الأكثر تضررا من الجائحة، مؤكدا على ضرورة التوفر على خطة استباقية للتعافي وإعادة تشخيص المنشآت السياحية، مع احترام تام لتعليمات السلامة الصحية.
من جهته أشاد محمد القباج، عضو المكتب السياسي والمنسق الجهوي للحزب، بالنجاح الذي خلفته هذه التجربة التفاعلية، التي يتم اعتمادها لأول مرة في المشهد السياسي المغربي، مشيدا بالمجهودات التي قام بها شباب الحزب وبكفائتهم العالية.
وقال القباج، إن جائحة كورونا، التي سيطرت على جل النقاش في جل الورشات، مناسبة لإعادة ترتيب الأولويات، مضيفاُ أنها ابانت على الحاجة الملحة لنظام صحي قوي.
في اتجاه آخر، رفض رشيد الطالبي العلمي المس بالحريات، بعد تسريب جزء من مشروع قانون 22.20، مؤكدا أن “هناك سوء نية لدى من قام بتسريب جزء من مشروع القانون المذكور”.
واسترسل قائلا “من يقف وراء التسريب فعل ذلك بعدما رأى كيف أن القطاع الخاص وقف إلى جانب الملك منخرطا في دعم صندوق تدبير جائحة كورونا، وبعدما رأى كذلك كيف أن الأسواق تم تمويلها بشكل جيد رغم الظروف الصعبة، ولاحظ أن الكمامات يتم إنتاجها في المغرب بالملايين يوميا، وكيف أن المغرب أصبح محط إشادة من طرف السياسيين والصحافة العالمية”.
وفي سياق آخر، أوضح فؤاد الورزازي، المنسق الاقليمي للحزب بمدينة مراكش، التحديات الكبرى التي تواجه السياحة بمدينة مراكش، مقترحا مجموعة من الحلول العملية على غرار إحداث صندوق للتكافل بين مختلف مقاطعات مدينة مراكش، إضافة إلى مواكبة الاستثمار العمومي وفتح باب التمويلات أمام المبادرات الجادة.
هذا وقدم المشاركون في أشغال الورشات، التي بلغت 20 ورشة تفاعلية، مجموعة من التوصيات، سيتم رفعها للمكتب السياسي للحزب، حتى يستغلها في بلورة تصوره و مشروعه السياسي بخصوص مدينة مراكش.
وشكل قطاع الصحة أغلب التوصيات التي تم رفعها في أشغال الورشات التفاعلية، حيث أبان هذا القطاع بحسب المشاركين على هشاشته في ظل جائحة “كورونا” التي عرت مختلف العيوب، كما تم رفع مقترحات وتوصيات أخرى في مجالات التعليم والتشغيل والنقل والحريات ومحاربة الفقر والهشاشة.