حذّر فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، من اعتماد نظام التقشف، داعيا أيضا إلى الكشف عن كلفة جائحة كورونا على الاقتصاد الوطني وأرقام خسائر المقاولة الوطنية.
وجاء ذلك في تعقيب محمد البكوري رئيس فريق “الأحرار”، اليوم الثلاثاء، على عرض رئيس الحكومة بمجلس المستشارين، الذي استهله بدعوة رئيس الحكومة للتعامل مع مؤسسة البرلمان بغرفتيه وفق ما تضمنته مقتضيات الفصل 69 من الدستور، مشيرا إلى أن هذا المرور الذي لجأ إليه هو انقلاب على مقتضيات الفصل 100.
وبخصوص قرار تمديد مدة الحجر الصحي إلى ثلاثة أسابيع، أوضح البكوري أنه من وجهة نظر “الأحرار” يبقى خطوة معقولة وضرورية لحماية ما تحقق من نتائج إيجابية في استقرار الحالة الوبائية، متسائلا: “هل منظومتنا الصحية قادرة اليوم على استيعاب المفاجئة لا قدر الله إذا ما تم رفع الحجر الصحي؟ وماذا رصدتم من إمكانيات لدعمها حالا ومستقبلا؟”
وبعد أن نوّه رئيس فريق “الأحرار” بإعلان رئيس الحكومة عن اعتكاف هذه الأخيرة على إخراج قانون مالي تعديلي فرضته الجائحة وما تركته من أثار سلبية على الاقتصاد العالمي ككل، أكد البكوري أن فريق “الأحرار” كان يتمنى أن يتضمن عرض رئيس الحكومة كلفة الجائحة على الاقتصاد الوطني وأرقام حقيقية عن الخسائر التي تكبدتها المقاولة الوطنية، وأثار ذلك على الأوضاع الاجتماعية على المدى القريب والمتوسط.
وفي نفس الإطار، حذر البكوري من اعتماد نظام التقشف الذي سيأتي على ما تبقى من المقاولة خصوصا في الشق المرتبط بالاستثمار.
أما بخصوص مبادرة رئيس الحكومة ببدء سلسلة من المشاورات مع مختلف القوى الوطنية، أحزاب سياسية، مركزيات نقابية جمعيات مهنية وغيرها، يضيف البكوري أنها مبادرة محمودة لا يسع فريق “الأحرار” إلا التنويه بها، مردفا: “ولكن من واجبكم تنويرنا حول طبيعة هذه المشاورات ومضمونها حيث تبقى بالنسبة إلينا غامضة وغير مفهومة”.
وأكد المتحدث نفسه على ضرورة تشجيع البحث العلمي، الذي أصبح ضرورة ملحة في ظل هذه الظروف، مشيدا في هذا الإطار بالكفاءات المغربية التي صنعت الكمامات وأبدعت في صناعة أجهزة التنفس الاصطناعي.
كما أعرب عن اعتزاز فريق “الأحرار” بالأطر المغربية في الداخل والخارج والتي لمعت في ظل هذه الجائحة، منوّها كذلك بالدكتور منصف السلاوي الباحث البيولوجي في علوم الفيروسات، الذي شرف المغرب بعد أن أصبح ضمن فريق العمل الذي أعده البيت الأبيض للبحث عن لقاح للجائحة.
أما بالنسبة للمغاربة العالقين في الخارج، الذين قضوا فترة الحجر خارج ديارهم في ظروف قاسية جدا، أضاف البكوري مخاطبا رئيس الحكومة: “لم نسمع منك أي بيان بشأنهم في هذا الإطار نلتمس من السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس حفظه الله التدخل من أجل عودتهم خلال مناسبة عيد الفطر السعيد”.
أما بالنسبة لعملية توزيع الدعم المباشر على الأسر، الذي استفاد منه حوالي 4 مليون و300 ألف مستفيد إضافة إلى 800 ألف من أجراء القطاع المنظم، وبعد أن أشاد بمجهودات وزارة الداخلية ووزارة المالية، أكد البكوري أن هذه العملية تعرف تعثرات كبيرة حيث توصل أعضاء فريق “الأحرار” بشكايات في الموضوع من طرف الساكنة الهشة التي يمثلونها في عدد من الأقاليم، وخاصة في العالم القروي.
وأشار البكوري إلى أن المنصة التي وضعتها الحكومة لتلقي الشكايات لا تجيب الوافدين عليها من المشتكين، مطالبا رئيس الحكومة بتوضيحات أكثر حول طبيعة هذه الشكايات لطمأنة المواطنات والمواطنين غير المستفيدين، وأيضا عن كيفية التعامل مع الغش في التصريحات.