fbpx

“الأحرار” بمجلس المستشارين: محاربة الفساد لن تتم بالشعبوية ولغة الخشب

الأربعاء, 22 يناير, 2020 -00:01
وجّه محمد البكوري، رئيس فريق حزب التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، أمس الثلاثاء، سؤالا شفويا لرئيس الحكومة، حول الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد، واهم المعيقات التي تواجه الحكومة لتنزيلها، مشيرا إلى ان محاربة الفساد لن تتم بالشعبوية ولغة الخشب. وقال البكوري في سؤاله الموجه لرئيس الحكومة خلال جلسة الأسئلة الشهرية بالغرف الثانية للبرلمان، إن فريق التجمع الوطني للأحرار يرى أن محاربة الفساد تتطلب توفر عوامل مشتركة يتداخل فيها المجتمعي والسياسي والإداري، ومحاربته ومحاصرته، ليس بالشعبوية أو لغة الخشب التي جعلت اليوم الجميع في سلة واحدة. واعتبر البكوري أن الفساد هو السبب الأول في تخلف الشعوب ودمار الدول والحضارات وزوالها، فهو يؤدي إلى فقدان الدولة لعناصر التوازن بها، مما ينعكس سلبا على السير العادي للمؤسسات، مضيفا “لذلك وجبت محاربته والتصدي له عن طريق المؤسسات، وفي احترام تام للقانون. وأمام هذه الخطورة أضحت محاربة الفساد واجبا أساسيا نتحمل فيه جميعا، كل من موقعه، مسؤولية مشتركة”. يجب على الفاعل السياسي، يضيف المستشار البرلماني، أن يقتنع تماما بأن محاربة الفساد لا تعني بالضرورة محاصرة الفاعل الإداري والتضييق عليه، وأحيانا ترهيبه عن طريق تسويق خطاب سياسي ينبني على الشعبوية، وبعيد كل البعد عن التحليل العلمي والواقعي للظاهرة، مضيفا أن هذا “قد يؤدي إلى جمود على مستوى العمل الإداري بأغلب الإدارات العمومية، ويوقف كذلك الحس الإبداعي للإدارة، مما يجعلها حبيسة لمنهج كلاسيكي في التسيير، يدخلها غرفة الانتظار وغير خاضع لمبدأ أساسي جوهري ترتكز عليه الإدارة، ألا وهو مبدأ التجديد والتحديث”. ولذا، يضيف المتحدث نفسه، “مفروض فينا اليوم كفاعلين سياسيين التخلي عن الخطاب السياسي الذي يبخس بشكل غير مباشر عمل المؤسسات في محاربة الفساد، أو يتجاهل دورها في محاربته كمؤسسة القضاء، والتي لها من الوسائل والكفاءة والخبرة ما يمكنها من القيام بالتصدي لهذه الظاهرة بشكل يحترم فيه القانون”، مردفا “لهذا وجب نبذ هذا الأسلوب من أساليب الخطاب السياسي التي أضحت متجاوزة، ولا تمكن المؤسسات من القيام بدورها في محاربة الفساد”. وشدد البكوري على أنه لا يمكن بتاتا استغلال موضوع محاربة الفساد كشعار سياسي فارغ المحتوى ومجرد دعاية سياسية فقط، بل يجب بناء خطاب سياسي ينطلق من الواقع ويتأسس على تحليل علمي لمحاربة الفساد، والذي يبدأ انطلاقا من مؤسسة المجتمع والمؤسسات التربوية، وذلك ببناء مناهج تعليمية وتربوية محكمة، تأخذ بعين الاعتبار كل السبل المتاحة لتحقيق هذا الغرض”، مطالبا رئيس الحكومة بالنهوض بمنظومة التربية والتعليم بهدف إدخال ثقافة النزاهة ومحاربة الرشوة والغش وتربية الناشئة باعتبارها أحد الدعامات التربوية التي نبني بها جيلا جديدا يحسن هذه المصلحة ويدافع عنها. إضافة إلى التأطير الديني في المساجد، يضيف البكوري، عبر تكثيف أساليب الوعظ والإرشاد والهداية، مشيرا إلى أنه “لابد أن ننوه بعمل إذاعة محمد السادس ودورها الرائد في هذا الإطار، لتبقى إذن المقاربة التربوية والتحسيسية ضرورية إلى جانب المقاربة الزجرية والتي تتطلب دعم مؤسسة القضاء وضمان استقلاليتها، وهو ما يعزز عمل المؤسسات وسيساهم بشكل كبير في محاربة الفساد بشكل فعلي”. واعتبر رئيس فريق “الأحرار” بمجلس المستشارين أن محاربة الفساد أمر ليس بالسهل أو الهين، بل أمر صعب يتطلب إرادة حقيقة ومجهودا كبيرا ومقاربات متوازنة تعالج كل ما من شأنه أن يغذي الفساد بعيدا عن خنق الإدارة وترهيبها والتضييق عليها مما يؤثر سلبا على تنزيل السياسات العمومية وعرقلة مصالح المواطنين، مضيفا “وتبقى الإدارة حبيسة لطرق التدبير والتسيير التي لا تنسجم مع تطور متطلبات المواطن، مما يجعلها كابحة للمشاريع ومعطلة للتنمية بشتى أنواعها، والتي نحن في حاجة ماسة إليها، خصوصا وأن بلادنا فتحت ورش النموذج التنموي الجديد الذي يجعل من العنصر البشري محور مختلف السياسات العمومية المستقبلية”. وأكد البكوري على أن فريق “الأحرار” يرى أن “الثقة في مؤسسات الدولة أمر ضروري وأساسي، فكل اهتزاز لهذا العنصر سيفقدنا شركاء أساسيين داخل وخارج الوطن وسيعطل عملية الاستثمار التي تبقى بالنسبة لنا عنصرا أساسيا وضروريا في مواجهة الاختلالات الضاغطة على الدولة والمرتبطة أساسا بالتشغيل وبمعضلة البطالة”، مشددا على أن الثقة في كافة مؤسسات الدولة تبقى أحد دعائم الاستثمار الخاص الأجنبي والوطني. ولتعزيز هذه الثقة، يرى البكوري، أنه يجب تجويد الخطاب السياسي، ونهج خطاب سياسي بعيدا كل البعد عن التسويف والشعبوية وتبخيس عمل الغير ولغة الخشب والابتعاد عن الحربائية في التعاطي مع قضايا الشأن العام”، مستطردا “بل خطاب ينبني على الثقة والتواصل بشكل واضح وصريح مع المواطن عبر نهج سياسة الإنصات والتعاطي الإيجابي مع انشغالاته وانتظاراته بدلا من الركوب على مشاكله”.

الأكثر قراءة

آخر أخبار حزب التجمع الوطني للأحرار

توصل بأهم المستجدات على بريدك الإلكتروني

آخر أخبار حزب التجمع الوطني للأحرار

مسار الثقة، فرصة للجميع !

إنخرط في حزب التجمع الوطني للأحرار و توصل ببطاقتك في أقل من أسبوعين

situs judi bola judi bola daftar slot gacor online slot online pragmatic play slot server jepang
slot gacor
ssh premium
slot gacor anti rungkad
UG2882
slot gacor