أكد النائب البرلماني وعضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار مصطفى بايتاس، على الحاجة الملحة لإخراج مجموعة من المراسيم والقوانين المرتبطة بالجهوية المتقدمة، مبرزا الدور الهام للتدبير الجهوي في السياق الذي يعيشه المغرب والعالم من انتشار وباء كوفيد19.
وقال بايتاس خلال ندوة تفاعلية حول آثار حالة الطوارئ الصحية بجهة كلميم وادنون وسبل الحد منها، نظمتها التنسيقية المحلية للأحرار بالزاك، إن التأخر في إخراج الجهوية المتقدمة وكل ما يرتبط بها من قوانين، يؤدي المغرب اليوم تبعاته.
وأوضح عضو المكتب السياسي أن الجائحة عرت عيوب العولمة والقيم الدولية، وبالتالي كان الواقع يحتم العودة إلى حضن الدولة الأم، مضيفاً أن اعتماد الجهوية كانت بإمكانه أن يجنب البلاد عددا من الاختلالات، مسترسلا “قانون الطوارئ الصحية طبق على المغرب كاملا رغم أن بعض المناطق أقل تضررا من الجائحة، وكان بالإمكان أن يتم استثناؤها فقط لو تم إخراج الجهوية المتقدمة سابقا، صحيح أن البنية المركزية للدولة لعبت أدوارا هامة في الماضي، لكن اليوم الحاجة ملحة لاعتماد الجهوية المتقدمة”.
وأضاف بايتاس أن جائحة كوفيد19 ستعيد ترتيب الأولويات، داعياً الجامعة والأحزاب والحكومة والمجتمع المدني إلى الانخراط في هذا النقاش.
من جهته، أبرز النائب البرلماني عبد الودود خربوش الآثار الاجتماعية للجائحة على المستوى الجهوي، معتبرا أنها خلفت آثار نفسية على الأفراد والمجتمع، من نزاعات وعدم استقرار وعنف منزلي، رغم تسجيل بعض النقاط الايجابية المتمثلة في إجتماع العائلة في فترة الحجر، بعدما فراقهم سابقا بسبب وظائفهم ودراسة أبنائهم.
وأكد خربوش أن التداعيات الاجتماعية لجائحة كوفيد19، أظهرت الحاجة
للاهتمام بكل من الصحة والتعليم، موضحاً “بالنسبة للتعليم ليس فقط تطوير المناهج لكن أيضا التربية، جراء ما برز من عدم انضباط لقلة من المواطنين لتعليمات السلطات، وهناك من عبث بأمن وصحة المواطنين، وعليه لابد من إعادة النظر في طرق التربية الأسرية لتنتج مواطناً منضبطاً قادرا على مواجهة الأزمات، متشبعاً بقيم المواطنة والاحترام، حيث لا توجد أنظمة اجتماعية قوية بدون أسرة”.
وقال خربوش أن الحائجة أفرزت عدة اختلالات، برزت معها الحاجة إلى معالجتها عبر منظور اجتماعي جديد لما بعد الوباء، معتبرا أن اللجنة المكلفة بصياغة النموذج التنموي منكبة على صياغة النموذج الاجتماعي الذي ينبغي أن يكون عليه مغرب الغد.
وأضاف خربوش أن الجائحة عرت على الأنظمة الاجتماعية التي نتوفر عليها، داعياً إلى إعادة التفكير في طريقة لتوزيع الدعم، وإعادة تعريف وتصنيف الأسرة الفقيرة والهشة.
وشارك في الندوة أيضا كل من عبداتي أبلاغ، الكاتب الاقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم طنطان، والبشير لخريف عضو المكتب المحلي لحزب التجمع الوطني للأحرار بالزاك، وأحمد عبد الدايم نائب المنسق المحلي لحزب التجمع الوطني للأحرار.
وأجمعوا على ضرورة ترتيب الأولويات، عبر الاهتمام بالقطاع الصحي على مستوى كل جهة، فضلا عن إعادة الاعتبار للمنظومة التعليمية، والنهوض بقطاع التشغيل والاستثمار.
وأكدوا على أن الجهات، مستوى ترابي يحظى بأهمية خاصة، باعتباره إطارا مناسباً لتحقيق الاندماج بين السياسات القطاعية وجهود الفاعلين الاقتصاديين بالمجال الترابي.
وطالبوا بضرورة إنجاح عملية تنزيل الجهوية وإنشاء هياكلها الإدارية والتدبيرية، والشروع في تطبيق لاتمركز مكتمل وشامل مع خلق شروط تحسين اندماج السياسات العمومية وتشجيع التنمية الاقتصادية للمجال الترابي.