في خضم النقاشات المجتمعية التي تعرفها الساحة الوطنية حول مطالب فئة من الشباب، خرج المكتب الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة الرباط–سلا–القنيطرة بموقف واضح يدعو إلى الإنصات الواعي والمسؤول، وفي الوقت نفسه يحذر من الانزلاقات ومحاولات استغلال المطالب المشروعة لتأليب الرأي العام ضد المؤسسات.
فخلال اجتماعه المنعقد يوم السبت 4 أكتوبر 2025 بمقر الحزب بالرباط، خصص التجمعيون نقاشهم لتدارس الأوضاع الراهنة والتفاعل مع التعبيرات الشبابية الأخيرة، في لحظة سياسية دقيقة تتطلب توازناً بين حق التعبير وواجب الحفاظ على الأمن والاستقرار.
في هذا السياق، عبّر المكتب الجهوي عن تفهم الحزب لما عبّر عنه بعض شباب الوطن من رغبة في إيصال أصواتهم والتعبير عن انتظاراتهم، مؤكداً أن الإنصات للشباب وإشراكهم في النقاش العمومي ليس ترفاً سياسياً بل ركيزة لترسيخ الديمقراطية التشاركية التي يؤمن بها الحزب، شرط أن يتم ذلك في إطار القانون واحترام المؤسسات.
وأدان أحرار الرباط بشدة ما وصفوه بـ“الانزلاقات الخطيرة” التي رافقت بعض التحركات، معتبراً أن المسّ بالقيم الوطنية أو بالممتلكات العامة والخاصة تجاوزٌ مرفوضٌ وخطرٌ على أمن البلاد واستقرارها، الذي يشكّل خطاً أحمر لا يقبل المزايدة.
وشكّك الحزب في خلفيات بعض الدعوات التي “تفتقد للوضوح في الأهداف والمصادر”، محذراً من محاولات توجيه غير بريئة من طرف مؤثرين وتجار أزمات يسعون إلى تسييس غضب الشباب وتوجيهه ضد المؤسسات، بما يهدد علاقة الثقة بين الدولة والمجتمع.
ولم يفت المكتب الجهوي أن يشيد بروح المسؤولية والاحترافية التي أبانت عنها الأجهزة الأمنية في تدبير الأحداث الأخيرة، معتبراً أن هذه المقاربة تؤكد مرة أخرى أن المغرب دولة مؤسسات تحترم الحقوق وتضمن الأمن في إطار القانون.
كما أدان الحزب ما وصفه بـ“حملات التشويش والتبخيس” التي تستهدف العمل الحكومي، مبرزاً أن هذه الحملات لا تخدم سوى تيئيس الرأي العام، ومجدداً دعمه المطلق لرئيس الحكومة عزيز أخنوش الذي يواصل، حسب البلاغ، أداء مهامه بروح وطنية عالية وتجرد كامل.
وختم التجمع الوطني للأحرار بجهة الرباط–سلا–القنيطرة اجتماعه بالتأكيد على أن مغرب اليوم يسير بثبات في مسار الإصلاح والتنمية، بفضل وحدة الصف الوطني وتلاحم المواطنين حول ثوابت الأمة ومؤسساتها الدستورية، داعياً إلى تغليب صوت العقل والحوار، والابتعاد عن منطق التبخيس والتيئيس الذي لا يخدم مصلحة الوطن ولا انتظارات الشباب.