أبرزت نبيلة ارميلي، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، وعمدة مدينة الدار البيضاء، في كلمتها في فعاليات منتدى المنتخبين الأحرار، أمس الإثنين، الإكراهات والتحديات والتراكمات التي تواجهها في تدبير مدينة الدار البيضاء، مؤكدة أنها تتشرف بهذه المسؤولية الثقيلة، مشيرة إلى أن هناك جهات لا تريد لتجربة امرأة عمدة على رأس مجلس أكبر مدينة ببلادنا أن تنجح في مهامها.
وذكرت ارميلي بالإشكاليات الكبرى التي تميز مدينة الدار البيضاء، خاصة تلك المتعلقة بنقص الوعاء العقاري وعلى المستوى المالي ضعف الفائض مقارنة مع الأوراش والمشاريع المطروحة على الطاولة، مضيفة أنها وجدت المدينة في قلب عدة أزمات، أبرزها غياب الماء، والكهرباء، والمساحات الخضراء، ووضعية الطرقات، مشيرة إلى أن منتخبي الحزب في صراع مع الزمن في هذه المدينة.
وفي وصفها للوضع الذي وجدت عليه المدينة، قالت عضو المكتب السياسي إنها تركت منصبها كطبيبة وتركت معه المستعجلات، لكنها وجدت أمامها مدينة تشكل قسما للمستعجلات.
ولم تفوت ارميلي الفرصة دون أن توجه انتقادات على أطراف وجهات لم تسميها، حيث قالت إن هذه الأطراف لا تريد لها النجاح في تجربتها، على اعتبار أنها امرأة تقود المجلس الجماعي لأكبر مدينة في بلادنا، مشددة في نفس الوقت على أنها ستعمل بنفس العزيمة التي اشتغلت بها خلال جائحة كورونا في إطار مكافحة انتشار هذا الفيروس.
وعلى مستوى النقل بالعاصمة الاقتصادية، أشارت إلى أن 400 ألف مسافر يتنقلون داخل المدينة يوميا عبر الحافلات، و200 ألف عبر الترامواي، مبرزة أن هذه التذاكر يؤدي مجلس الجماعة عجزا مهما في كل تذكرة، داعية إلى تعبئة موارد إضافية من أجل تلبية احتياجات الساكنة.
أما بالنسبة لطرقات الدار البيضاء، أكدت ارميلي أن الفائض بالمدينة لا يتجاوز 100 مليون درهم، وهو ما يعتبر غير كافيا لإنجاز مختلف الأوراش والمشاريع بما فيها تتلك المتعلقة بالطرقات، مشيرة إلى أن مجلس الجماعة ضمن برنامج استعجالي في حاجة لـ 100 مليار درهم، باعتبار أن هناك 6000 كيلومتر مربع بمدينة الدار البيضاء، مبرزة أن إصلاح كيلومتر واحد يكلف مليون درهم.
وعلى مستوى مشروع الأسواق الجماعية، فقد عبرت ارميلي عن طموحات كبيرة لإخراج هذا الورش إلى الواقع، كما سجلت أن مجلسها يعمل على تحويل مطارح النفايات إلى منتزهات وفضاءات للترفيه، على غرار مطرح بسيدي مومن، على أن يتم القيام بالشيء نفسه في مطرح مديونة، معربة في هذا الصدد عن اعتذارها لساكنة المنطقة عن الأضرار الناجمة عن المطرح.
وبخصوص الميزانية، أشادت بالعمل الذي يقوم به فريقها في المجلس في هذا الصدد، حيث تمكن المجلس من رفع ميزانية المدينة إلى 10 بالمائة، بعدما حققت هذه السنة 4.2 مليارات درهم، متجاوزة ما تم تحقيقه في السنوات الماضية، والمتمثل في 3.5 مليارات درهم، مشيرة إلى أن الجماعة تملك تمويل ذاتي 96% من مداخيل الجبايات، زيادة على 6% من الضرائب على القيمة المضافة، داعية إلى إعادة النظر فيما يتعلق بتمويل مدينة الدار البيضاء، على اعتبار أنها مدينة تنموية ولا يعقل أن تستفيد فقط من 6% من القيمة المضافة.
وعلى مستوى التعمير، أكدت عمدة مدينة الدار البيضاء أنها تسهر على احترام ضوابط التهيئة والبناء، وتسهيل الولوج للرخص الاقتصادية والتجارية والمتعلقة بالتعمير والسكن، إضافة إلى العديد من الإجراءات للرفع من الحكامة والمداخيل.
وفي سياق متصل أشادت عمدة مدينة الدار البيضاء، بكفاءات منتخبي الحزب بمجلس مدينة الدار البيضاء وفي تسيير وتدبير الشأن المحلي بعدد من مقاطعات الدار البيضاء، وأيضا منتخبي الحزب بالجهة ككل، وعلى مواكبتهم للتنمية المحلية بالجهة والجماعات الترابية، وغيرتهم على وكنهم وقضايا الساكنة، حيث قالت: “الجودة ديال المنتخبين تشرفنا مداخلاتهم في ورشات هذا المنتدى كانت جد قيمة، ولا واحد تكلم على راسو، كلهم غيرتهم على الحزب والوطن والغيرة ديالهم على جماعاتهم والأقاليم التي يدبرونها، هنيئا لنا بهاد النوع ديال المنتخبين”.