هل فعلا ماتت الإيديولوجيا بعد سقوط المعسكر الاشتراكي نهاية الثمانينيات، كما يذهب إلى ذلك البعض؟ ليس فعلا، يقول محمد أوجار، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، ووزير العدل. فالبنسبة له الأمر بمثابة أكذوبة كبيرة تم الترويج لها في سياق معين للسيطرة على العالم، منبها إلى أن اليوم يعيش العالم إيديولوجيات متطرفة، لعل أخطرها، وأكثرها دموية هي “الداعشية”.
وجاء ذلك، خلال حديث أوجار، بالنسخة الثالثة من “خميس الديمقراطية”، ليلة أمس الخميس 23 ماي، الموعد الحواري الذي ينظمه “الأحرار” أخر خميس من كل شهر، والذي اختير له هذه المرة عنوان “الديمقراطية الاجتماعية.. رؤية سياسية من أجل عدالة اجتماعية وفعالية اقتصادية”.
أوجار عاد إلى التاريخ، ليسرد أمام الحاضرين، من قياديين في الحزب، ومناضلين، وأعضاء في الشبيبة والمنظمات الموازية، مسار ظهور الديمقراطية الاجتماعية، التي يتبناها “الأحرار”، كإيديولوجية سياسية بديلة عن الاشتراكية من جهة والليبرالية من جهة ثانية، هاتين الإيديولوجيتين اللتين قسمتا العالم إلى غاية نهاية الثمانينيات، وهو ما أطلق عليه بالقطبية الثنائية بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
وأوضح عضو المكتب السياسي أن الديمقراطية الاجتماعية هي طريق ثالث، جمعت أفضل ما جاء في منظومة تنتصر للإنسان بالمطلق (الليبرالية) ولقيم الحرية الشخصية وحرية الأسواق، وفي منظومة تعاكسها (الاشتراكية) التي تجعل دور الدولة محوريا في كل شيء.
“بدأ التفكير في هذا المفهوم الجديد حينها في عدد من الدول كألمانيا والدول الاسكندنافية، لإيجاد توازن بين هذين الفكرين اللذين قسما العالم، ولأخذ قيم جيدة من الليبرالية كالمبادرة الشخصية والحرية، ويأخذ من الاشتراكية قيم التضامن والحماية الاجتماعية ودور الدولة في الاقتصاد”، يسجّل أوجار.
ومنذ سنة 1983، اعتمد التجمع الوطني للأحرار، في أدبياته، الديمقراطية الاجتماعية، يقول أوجار، الذي يزاوج بين توفير الحاضنة التي تسمح بتفجير العبقريات المغربية، والمبادرة، مع استحضار هاجس مركزي، هو الجانب الاجتماعي.
“فهذا التوجه (الديمقراطية الاجتماعية) خيط ناظم في كل صفحات أرضية الحزب، مسار الثقة”، يقول أوجار، مبرزا، في المقابل، أن عددا من الأحزاب تدعي الاشتراكية والشيوعية والمحافظة، لكن ما تقوم به لا يعكس بالضرورة هذع المرجعيات الفكرية، الشيء الذي يخلق أزمة ثقة لدى الرأي العام.
وشدّد أوجار أن العالم اليوم يذهب صوب الديمقراطية الاجتماعية، فهل يمكن مغربة هذا الفكر؟ يجيب أوجار بالإيجاب. فمن الزاوية الدينية اقتبس من الآية الكريمة “وجعلناكم أمة وسطا”، مؤكدا أن هناك العديد من الآيات التي تكرم الإنسان وتنتصر له. وأضاف المتحدث أن تقاليدنا أيضا تحمل الكثير من قيم الديمقراطية الاجتماعية، كالتضامن والتآزر والتعايش.
وخلص أوجار إلى أن “الأحرار” عندما قام بهذا الاختيار لخطه السياسي، فله القناعة الكافية أن الاشتغال عليه، والاجتهاد فيه، وتجويده، سيكون قادرا أن يسمح لأطرنا وخبرائنا ومناضلينا، بأن يبلوروا الإجابات عن كل الإشكالات الحارقة من قبيل الهشاشة والفقر والإسكان الاجتماعي، وفي جانب بناء دولة الحريات وحقوق الإنسان.
من جهة ثانية، لم يفت أوجار، خلال اللقاء، الإشارة إلى أن حجم الحقد والكراهية والقذف المعبر عنه اليوم مقلق، بل هناك تيارات تربي الأجيال الصاعدة على السوداوية وعلى تبخيس كل ما هو مغربي. “نحن نقول دائما إن الحرية تقارنها المسؤولية، ولهذا تعتبر أن سلوكنا نبيل، وأن حزبنا يضم ولاد الناس”، يشير أوجار، مشددا على أن السجال السياسي يجب أن ينتبه لبعض القيم وأن يعيد الثقة والمصداقية في عدد من الأمور وأن يحارب السوداوية والسلبية.
فهذا الأمر، حسب المتحدث ذاته، هو ما يعبر عنه الحزب بأغراس أغراس، أي المعقول والجدية في العمل، منتقدا الشعبوية، التي تناقض هذا التوجه، فكل ما يهم أصحابها هو تحقيق مكاسب انتخابية، عبر المتاجرة في الدين، وإطلاق الوعود والشعارات دون مسؤولية.
واعتبر أوجار أن المجتمع المغربي، نجح في وضع أسس تجربة فريدة للعيش المشترك، عندما احتضن العربي والأمازيغي واليهودي والعابر والزائر، قبل أن يعود للتأكيد أن تيارات سياسية اليوم تحاول نسف هذا العيش المشترك، بالدعوة إلى طروحات ترفض الآخر وتصنفه حسب عقائده، داعيا في هذا السياق إلى “المغربة” وإلى زرع قيم “تمغرابيت” في الأجيال.
أوجار عاد إلى التاريخ، ليسرد أمام الحاضرين، من قياديين في الحزب، ومناضلين، وأعضاء في الشبيبة والمنظمات الموازية، مسار ظهور الديمقراطية الاجتماعية، التي يتبناها “الأحرار”، كإيديولوجية سياسية بديلة عن الاشتراكية من جهة والليبرالية من جهة ثانية، هاتين الإيديولوجيتين اللتين قسمتا العالم إلى غاية نهاية الثمانينيات، وهو ما أطلق عليه بالقطبية الثنائية بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
وأوضح عضو المكتب السياسي أن الديمقراطية الاجتماعية هي طريق ثالث، جمعت أفضل ما جاء في منظومة تنتصر للإنسان بالمطلق (الليبرالية) ولقيم الحرية الشخصية وحرية الأسواق، وفي منظومة تعاكسها (الاشتراكية) التي تجعل دور الدولة محوريا في كل شيء.
“بدأ التفكير في هذا المفهوم الجديد حينها في عدد من الدول كألمانيا والدول الاسكندنافية، لإيجاد توازن بين هذين الفكرين اللذين قسما العالم، ولأخذ قيم جيدة من الليبرالية كالمبادرة الشخصية والحرية، ويأخذ من الاشتراكية قيم التضامن والحماية الاجتماعية ودور الدولة في الاقتصاد”، يسجّل أوجار.
ومنذ سنة 1983، اعتمد التجمع الوطني للأحرار، في أدبياته، الديمقراطية الاجتماعية، يقول أوجار، الذي يزاوج بين توفير الحاضنة التي تسمح بتفجير العبقريات المغربية، والمبادرة، مع استحضار هاجس مركزي، هو الجانب الاجتماعي.
“فهذا التوجه (الديمقراطية الاجتماعية) خيط ناظم في كل صفحات أرضية الحزب، مسار الثقة”، يقول أوجار، مبرزا، في المقابل، أن عددا من الأحزاب تدعي الاشتراكية والشيوعية والمحافظة، لكن ما تقوم به لا يعكس بالضرورة هذع المرجعيات الفكرية، الشيء الذي يخلق أزمة ثقة لدى الرأي العام.
وشدّد أوجار أن العالم اليوم يذهب صوب الديمقراطية الاجتماعية، فهل يمكن مغربة هذا الفكر؟ يجيب أوجار بالإيجاب. فمن الزاوية الدينية اقتبس من الآية الكريمة “وجعلناكم أمة وسطا”، مؤكدا أن هناك العديد من الآيات التي تكرم الإنسان وتنتصر له. وأضاف المتحدث أن تقاليدنا أيضا تحمل الكثير من قيم الديمقراطية الاجتماعية، كالتضامن والتآزر والتعايش.
وخلص أوجار إلى أن “الأحرار” عندما قام بهذا الاختيار لخطه السياسي، فله القناعة الكافية أن الاشتغال عليه، والاجتهاد فيه، وتجويده، سيكون قادرا أن يسمح لأطرنا وخبرائنا ومناضلينا، بأن يبلوروا الإجابات عن كل الإشكالات الحارقة من قبيل الهشاشة والفقر والإسكان الاجتماعي، وفي جانب بناء دولة الحريات وحقوق الإنسان.
من جهة ثانية، لم يفت أوجار، خلال اللقاء، الإشارة إلى أن حجم الحقد والكراهية والقذف المعبر عنه اليوم مقلق، بل هناك تيارات تربي الأجيال الصاعدة على السوداوية وعلى تبخيس كل ما هو مغربي. “نحن نقول دائما إن الحرية تقارنها المسؤولية، ولهذا تعتبر أن سلوكنا نبيل، وأن حزبنا يضم ولاد الناس”، يشير أوجار، مشددا على أن السجال السياسي يجب أن ينتبه لبعض القيم وأن يعيد الثقة والمصداقية في عدد من الأمور وأن يحارب السوداوية والسلبية.
فهذا الأمر، حسب المتحدث ذاته، هو ما يعبر عنه الحزب بأغراس أغراس، أي المعقول والجدية في العمل، منتقدا الشعبوية، التي تناقض هذا التوجه، فكل ما يهم أصحابها هو تحقيق مكاسب انتخابية، عبر المتاجرة في الدين، وإطلاق الوعود والشعارات دون مسؤولية.
واعتبر أوجار أن المجتمع المغربي، نجح في وضع أسس تجربة فريدة للعيش المشترك، عندما احتضن العربي والأمازيغي واليهودي والعابر والزائر، قبل أن يعود للتأكيد أن تيارات سياسية اليوم تحاول نسف هذا العيش المشترك، بالدعوة إلى طروحات ترفض الآخر وتصنفه حسب عقائده، داعيا في هذا السياق إلى “المغربة” وإلى زرع قيم “تمغرابيت” في الأجيال. 
