شدّد أنيس بيرو، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، على ضرورة استخلاص الدروس من أزمة كورونا وتداعياتها، لأجل بناء مغرب الغد أساسه التعليم والصحة والبحث العلمي، مشيرا على أن حزب “الأحرار” وفريقه الحكومي وكل مكوناته، كانوا في الموعد خلال هذه الأزمة.
وأكّد بيرو، في تصريحه لموقع “هسبريس”، حول موضوع المغرب ما بعد كورونا ومجهودات حزب “الأحرار” خلال هذه الجائحة، أنه يجب استحضار أربعة محاور أساسية، التي ستمكن من رسم معالم مغرب الغد، الذي سيساهم فيه الجميع، ويطمح إليه جميع المغاربة.
ويتعلق الأمر، يضيف المتحدث نفسه، بمحور كيفية تدبير المغرب لهذه الأزمة غير المتوقعة، المتمثلة في جائحة كورونا وتداعياتها، التي ضربت العالم بأسره، بالحكمة والشجاعة والجرأة والاستباقية وبفضل الرؤية جلالة الملك، وتعبئة وذكاء الشعب، مشيرا إلى أن الإجراءات المتخذة مكنت من تجنيب المغرب تسجيل أعداد كبيرة من الوفيات، مذكرا أيضا بما شهده المغرب في هذه الازمة من دينامية رائعة وتضامن وتعبئة جماعية.
أما في المحور الثاني، أوضح بيرو أن عددا من القطاعات تعاني على غرار السياحة والصناعة التقليدية والقطاع غير المهيكل، وهو ما يؤكد وجود عواقب للأزمة يجب أن يتم تحديدها ومستوى الضرر الذي أحدثته الأزمة في المجتمع.
وأيضا، يضيف عضو المكتب السياسي لحزب “الأحرار”، إلى دروس الأزمة التي يجب استخلاصها من هذه الأزمة، في مجالات التدبير والاستباقية والاختيارات والعلاقات مع محيطنا والمنظمة الدولية، ودروس تتعلق بالأمن الغذائي، والصناعة المغربية، وغيرها من الدروس التي يجب أن يستخلصها المغرب في تحديد اختيارات مغرب الغد.
أما بالنسبة للمحور الرابع، يضيف بيرو، فيتعلق بالاختيارات الكبرى، التي يجب أن تتمثل في قطاع التعليم وتطويره واعتماد التكنولوجية والرقمنة، التي فرضت نفسها في هذه الأزمة من خلال العمل عن بعد والتعليم عن بعد.
وفي هذا الصدد، أكد بيرو أن الأمن الغذائي وتوفر جميع المنتجات والمواد الغذائية، يعود بالأساس إلى سياسة السدود، والمشروع الكبير مخطط المغرب الأخضر، الذي مكّن المغرب من تجاوز الأزمة، بالإضافة إلى مخطط الإقلاع الصناعي الذي مكّن النسيج الصناعي المغربي من التأقلم والتفاعل والتجاوب بسرعة مع هذه الظروف الصعبة، ليوفر 8 مليون كمامة في اليوم، وأيضا الجانب المتعلق بالابتكار والبحث العلمي، الذي بيّن أيضا أهميته لمغرب الغد.
وتابع أن في مغرب الغد، يجب ان تكون بلادنا قادرة من الصمود من أمام مثل هذه الأزمات، مشيرا في هذا الإطار إلى أن قطاع الصحة، تبيّن أنه ليس فقط بقطاع اجتماعي بل قطاع استراتيجي وحيوي يتعلق بالحياة وبالكرامة وبالاستمرارية والثقة، ما يقتضي تجنيد جميع الإمكانيات وجميع والكفاءات والذكاء، لتوفير خدمات في المستوى العالي من الجودة.
وبخصوص مجهودات حزب “الأحرار”، وتصوره لمرحلة ما بعد كورونا، أكّد بيرو أن الحزب بكل مكوناته، وتحت قيادة الرئيس عزيز أخنوش، انخرط منذ الوهلة الأولى انخراطا تاما في الإجراءات التي اتخذتها بلادنا، وذلك على جميع المستويات، محليا ومركزيا وجهويا، وكذلك على صعيد المغاربة في الخارج، الذي برزوا في هذه الأزمة بشكل رائع بمساهمتهم في صندوق كورونا وكذلك عن طريق أفكارهم ومقترحاتهم التي شاركوا بها.
وفي هذا الصدد، أشار بيرو إلى أن “الأحرار” وضع منصة “ما بعد كورونا” رهن إشارة جميع المغاربة، وقد عرفت مشاركة أكثر من 1400 مساهمة فكرية قيّمة من جميع الفئات الاجتماعية وبما في ذلك مغاربة العالم، وهو ما مكن الحزب من إعداد وثيقة تصور الحزب لمغرب الغد، والركائز التي يجب الاعتماد عليها لبناء مغرب الغد.
وأضاف أن ما بعد كورونا يجب أن يتم تدبيره من الآن وليس حتى تنتهي الأزمة، وهذا ما قام به الحزب، الذي وضع كل هذه الأفكار رهن إشارة المسؤولين، مشيرا إلى أن الحزب فتح المساهمة في بناء هذا التصور أمام الجميع، لأن مغرب ما بعد كورونا لكل المغاربة في الداخل والخارج.
وبعد أن قال إن هذه الأزمة سيخرج منها المغرب أكثر صلابة وصمود وتلاحم وتعبئة ووعي بالتحديات، أكد بيرو أن الجميع الآن يشهد بالدور الحكومي الذي لعبه فريق “الأحرار”، مشيرا إلى أن قطاع الفلاحة والصيد البحري، مكّن من توفير الأمن الغذائي بتوفير مختلف المنتوجات والمواد الغذائية وبأسعار عادية ومستقرة.
وأيضا، يضيف بيرو، القطاع الصناعي مفخرة المغاربة لأن النسيج الصناعي بيّن على وطنيّته ومواطنته وكفاءته وسرعة التفاعل والتأقلم وبين بأنه قادر على مواجهة أزمات وتحديات من هذا الشكل، ثم قطاع المالية الذي كان في مستوى الانتظارات، مردفا أن هذا جاء ثمرة اختيارات وكفاءات على رأس هذه القطاعات المهمة والحيوية.
الأكثر قراءة
