هنأ عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت بأكادير، المنتخبين على النجاح الذي عرفته المنتديات الجهوية بالجهات الـ12، والتي اعتبر أنها تعد فرصة سانحة للقاء بهم وتعزيز التواصل معهم والاستماع إلى مشاكلهم، مع متابعة تنزيل البرامج الجهوية التي يشرفون عليها، معبرا في الوقت نفسه عن امتنانه للمجهودات التي يبذلها الأحرار بالأقاليم والجماعات والغرف المهنية.
جاء ذلك خلال ترؤس عزيز أخنوش لفعاليات “المنتدى الوطني للمنتخبين التجمعيين – اللقاء الوطني لتقديم رؤية الحزب للارتقاء بعمل الجماعات الترابية والغرف المهنية”، المنظم من طرف الفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين.
وتابع أن المنتخبين الأحرار كانوا ولا يزالون عند حسن ظن المواطنين بهم وفي مستوى التطلعات، رغم الظروف الصعبة التي تعرفها البلاد، مؤكدا عزمه مناقشة الأولويات التي طرحها المنتخبين خلال المنتديات الجهوية قصد تكوين تصور واضح عن مستقبل الجماعات الترابية بصفة عامة.
وعبر أخنوش عن سعادته بالعمل الدؤوب الذي يقوم به المنتخبون، الذين يحملون غيرة تجاه المناطق التي ينتمون إليها، ويقومون بمجهود كبير لخدمة البلاد، سواء تعلق الأمر بالنساء أو الرجال أو الشباب، “وهذشي كيخلينا مرتاحين على مستقبل التجمع الوطني للأحرار، لأن معانا رجال ونساء وطنيين منخرطين في مسار التنمية ديال بلادنا”، يضيف رئيس الحزب.
وأفاد أن “الأحرار”، ومنذ تأسيسه، على وعي تام بالأدوار التي يلعبها المنتخبون في مسار التنمية، حيث تم سنة 1976 توقيع الميثاق الجماعي، وتم تعزيز دور المنتخبين التجمعيين بعد أن منح دستور 2011 اختصاصات جمة للجماعات الترابية في إطار الجهوية المتقدمة، فضلا عن مسايرة التقدم الذي عرفته القوانين التنظيمية للجماعات، والتي أعطت الجماعات استقلالية ومساحات اشتغال مهمة للتدبير الحر.
ولتدارك نواقص العمل بالجماعات، أكد أخنوش أن “الأحرار” حرص على زيارة مختلف الأقاليم والجهات مباشرة بعد توليه رئاسة الحكومة، للتواصل مع المنتخبين والمواطنين، ومعرفة انتظاراتهم وتطلعاتهم، قبل أن يتم عقد الجولات الجهوية للمنتخبين، بحضوره شخصيا كرئيس للحزب رفقة قيادات المكتب السياسي وأساتذة وخبراء، من أجل اقتراح رؤية وتصور شامل حول رهانات التدبير وإيجاد الحلول.
وأبرز أن هذا المسار انطلق منذ برنامج “100 يوم 100 مدينة” الذي أطلقه الحزب لزيارة المدن الصغيرة والمتوسطة حتى يتم تحديد إشكالياتها، مشيرا إلى أن الجميع كانت له أولويات مشتركة تتعلق أساسا بالتعليم والصحة والتشغيل وإنشاء المرافق الاجتماعية للقرب، ليتم استكمال هذا المسار بجولات جهوية للاستماع للمنتخبين ومعرفة التحديات الميدانية.
وحدد أخنوش، على سبيل المثال لا الحصر، 4 تحديات متداولة بين المنتخبين، إذ يتعلق الأمر بتحديات الوضعية الاعتبارية والمؤسساتية للمنتخبين، وتحديات الاختصاصات والإمكانيات المالية والبشرية، وتحديات الالتقائية في البرامج والمخططات الترابية، ثم التحديات المرتبطة بالتواصل والتكوين، “هذشي كامل خلانا نكونوا فكرة وتصور على العرض اللي يمكن يجاوب على عدد من الإشكالات الترابية”، يضيف رئيس “الأحرار”.
وأفاد أنه منذ تأسيس الفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين منذ أزيد من سنة، تم الاشتغال من أجل تنظيم المنتديات الجهوية، التي تكللت بالتوصل إلى رؤية واضحة وبناء تصور للتدبير الترابي وآفاقه المستقبلية، تطلعا إلى مؤسسات منتخبة قوية تتجاوب مع تطلعات المواطنين.
وأكد أن “الأحرار” حرص على مواكبة المنتخبين، بكل جرأة ومسؤولية سياسية، مشيرا إلى أن الثلاث سنوات القادمة من عمر الولاية الجماعية ستعرف تحقيق نتائج مهمة لصالح المغاربة.
“اليوم خاصكم تاخدوا هذ التصور اللي توصلتوا بيه وتدافعوا عليه أمام الجهات المسؤولة، لأن فيه الكثير من المقترحات والخلاصات المهمة جدا، اللي ممكن تجود العمل الجماعي وتقوي دور النخب”، يضيف أخنوش.
وباطلاعه على الكتاب الذي أعده المنتخبون التجمعيون فيما يتعلق بالتوصيات المطروحة، أبرز أخنوش أن أهم توصية تتعلق بالاهتمام بالوضع المؤسساتي والاعتباري للمنتخبين، مشيرا إلى أن المنتخبين كونوا تصورات حول اختصاصات المجالس الترابية، وكونوا رؤية واضحة حول الصلاحيات التي يجدر بالمجالس المنتخبة التوفر عليها حتى تتمكن من الاشتغال وتنفيذ برامجها.
كما أشار رئيس الحزب إلى توصية أساسية كذلك تتعلق بتحسين الوضعية المالية والمادية للجماعات الترابية، ما يعيق عمل هذه الأخيرة، وهذا ما جعل المنتخبين يطرحون 4 محاور لمواجهة هذه الإشكالية.
يتعلق المحور الأول، كما أفاد أخنوش، بالجبايات المحلية، حيث اقترح المنتخبون تجميع هذه الضرائب المحلية وتسميتها ب”الضريبة المحلية للاستهلاك”، والتي تبقى اليوم مشتتة ويصعب تحصيلها، ما يتسبب في ضياع موارد كبيرة للجماعات.
أما المحور الثاني فيتعلق بخلق آلية جديدة للقروض والتمويلات، حيث اقترح المنتخبون، كما أشار إلى ذلك أخنوش، ضرورة أن تشكل ممتلكات الجماعات مصادرا لتمويل البرامج الجماعية.
بينما يتعلق المحور الثالث بخلق آليات جديدة للقروض والتمويلات، من خلال تسهيل إجراءات ومساطر الاقتراض بالنسبة للجماعات الترابية، والقيام بمراجعة شاملة لإجراءات صندوق التجهيز الجماعي لتحسين طريقة الاستفادة من قروض هذ الصندوق، مع مراجعة أسعار فوائد هذه القروض التي ستساهم في تخفيف العبء على خزينة الجماعات وستساعد في الاستثمارات المحلية.
بنسبة للمحور الرابع، فيتعلق كما قال أخنوش بالضريبة على القيمة المضافة، حيث اقترح المنتخبون إعادة النظر في المعايير والشروط المعمول بها منذ سنة 1996 في توزيع حصة الجماعات الترابية من الضريبة على القيمة المضافة ضمانا للعدالة المجالية، حيث أن الارتفاع التي عرفته الضريبة في السنوات الأخيرة يجب أن ينعكس على التحويلات التي تتلقاها الجماعة، كما طالب المنتخبون، يضيف أخنوش، برفع نسبة TVA التي تستفيد منها الجماعات من 30 في المائة إلى 33 في المائة.
كما دعا المنتخبون إلى تطوير الموارد البشرية التي تشتغل في الجماعات، وتعزيزها بكفاءات جديدة، وتوفير الظروف الملائمة لاشتغالها حتى تساهم في التنمية المحلية.
إلى ذلك، ثمن أخنوش جميع التوصيات المطروحة، وأكد على أن الفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين لا يجب أن تقف عند التشخيص، بل يجب أن تتتبع هذا الورش وتترافع حول هذه الخلاصات عند الجهات والفاعلين المعنيين، وتترافع أيضا حول عدد من القضايا التي تهم تجويد العمل الترابي، مع تقاسم هذا العمل مع باقي الأحزاب، أغلبية ومعارضة.