أبرز رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الثلاثاء في نيويورك، جهود المغرب في مجال تحقيق الأمن الغذائي، وذلك في إطار التعاون جنوب جنوب، وفي مواجهة الأثر السلبي لأزمة المناخ، خاصة على القارة الإفريقية.
وأوضح أخنوش، في كلمة باسم المغرب خلال المناقشة العامة في إطار أشغال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المغرب يواصل الاستثمار في قطاع الزراعة لجعله قادرا على التكيف مع تغير المناخ، لا سيما من خلال تعزيز التعاون جنوب جنوب مع القارة الإفريقية.
وبعد أن لاحظ، في هذا الصدد، أن القارة الإفريقية تتوفر على حوالي نصف الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، والتي لم يتم استغلالها حتى اليوم، سجل أنه سيكون للاضطرابات العالمية أثر سلبي على الجهود التي بذلت لتحقيق الأمن الغذائي، إذا لم تعمل الدول على تطوير قدراتها الداخلية بشكل يتناسب مع الواقع الجديد.
وأضاف أخنوش أن المغرب يواصل تنزيل استراتيجية “الجيل الأخضر”، وفقا للتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس، بما يخدم تحقيق الأمن الغذائي.
وأكد رئيس الحكومة، من جانب آخر، أن المملكة المغربية ما فتئت، ووفقا للنظرة السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تنبه لأثر أزمة المناخ على القارة الإفريقية التي تعتبر الأكثر تضررا من آثارها.
واعتبر أن تحدي المناخ يستدعي حلولا عاجلة وت دخلا من مختلف الفاعلين، بعيدا عن خطابات النوايا، مشددا، في هذا الصدد، على أن عدم احتواء هذا التحدي بشكل ناجع ومستعجل، يهدد مسار التنمية في مناطق عديدة من العالم، وينذر بانتشار خطر المجاعة والتشرد وازدياد النزوح البيئي.
وفي هذا الإطار، يوضح رئيس الحكومة، “فإنه يقع على عاتق الدول المتقدمة الالتزام بتعبئة الموارد المالية والتكنولوجيا اللازمة لفائدة الدول الافريقية، لتمكينها من التصدي لتداعيات هذا التحدي العالمي”.
وذكر أخنوش، في هذا الصدد، بأن المملكة المغربية قررت رفع مساهمتها المحددة وطنيا للتخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45,5 في المائة بحلول العام 2030.
وسجل، في هذا السياق، أن هذا الهدف يعد جزءا من استراتيجية مغربية متكاملة لتحقيق تنمية منخفضة الكربون بحلول عام 2050، تهدف الى الانتقال الى اقتصاد أخضر ينسجم مع مبادئ الاستدامة، وهي الأسس التي يقوم عليها النموذج التنموي الجديد للمملكة.
وأضاف أخنوش أن هذا الطموح يتجسد أيضا باستمرار المملكة المغربية في تنفيذ الالتزامات التي وقع الاتفاق عليها خلال أشغال القمة الإفريقية التي انعقدت في مراكش سنة 2016، على هامش مؤتمر الأطراف (كوب-22)، تحت الرئاسة السامية لجلالة الملك محمد السادس، وخاصة في ما يتعلق بتطوير قدرة القطاع الزراعي على التكيف مع تغير المناخ، وزيادة مستوى استخدام الطاقات المستدامة.