عبّر عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، في كلمة ألقاها اليوم السبت، خلال فعاليات محطة أكادير من برنامج “مسار الإنجازات”، عن اعتزازه الكبير بهذا اللقاء النوعي، مؤكداً أنه من أكبر اللقاءات التي نظمها الحزب على الصعيد الوطني. وقال: “أنتم أساس هذا الحزب، وهذا الحضور يعكس حجم التلاحم والالتفاف حول مشروعنا السياسي والتنموي.”
وأبرز أخنوش، في كلمته خلال هذا اللقاء الذي شهد حضور أزيد من 5500 مناضلة ومناضل من مختلف أقاليم جهة سوس ماسة، إضافة إلى القيادات الوطنية ووزراء الحزب، أهمية المشاركة الوازنة لأعضاء المكتب السياسي، بحضور حوالي 40 عضواً و9 وزراء، وهو ما اعتبره دليلاً على أهمية هذه المرحلة من العمل السياسي، قائلاً: “هذا الحضور يؤكد قوة الحزب وتماسكه في لحظة حاسمة من مسارنا الحكومي.”
وشدد رئيس الحكومة على رمزية أكادير بالنسبة له شخصياً، موضحاً أنها شكلت محطة انطلاقه في العمل السياسي، قائلاً: “أنا ابن سوس، ومن هنا بدأت مسيرتي السياسية، من جماعة تافراوت إلى المجلس الإقليمي، ثم الجهة، والوزارة، واليوم أتشرف برئاسة الحكومة. العودة إلى الجذور تمنحني القوة والعزيمة لمواصلة العمل.”
وذكّر بأن منطقة سوس ماسة شهدت محطات مهمة بالنسبة للحزب، حيث انطلقت منها عدة مراحل استراتيجية، بدءاً من “مسار الثقة”، مروراً بـ”مسار التنمية”، وصولاً إلى “مسار الإنجازات”، الذي يمزج بين الوفاء للماضي والاستعداد للمستقبل.
وفي سياق حديثه عن المناطق الجنوبية، وبعد أنت ذكّر بتنظيم المحطات الثلاثة الأولى من مسار الإنجازات في الداخلة والعيون وكلميم، برز أن هذه المناطق شهدت دينامية تنموية قوية، مثمناً حجم الاستثمارات التي تم ضخها في هذه الأقاليم بفضل التوجيهات الملكية السامية، مؤكداً أن الدولة وفّرت إمكانيات ضخمة في مجالات البنية التحتية، التعليم، الصحة، والمرافق العمومية.
أخنوش، في لحظة وفاء وطنية، توجّه بالشكر إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، قائلاً: “صاحب الجلالة يقود، بيد من حديد، كل الانتصارات الدبلوماسية التي تحققها المملكة، وآخرها الموقف الكبير للمملكة المتحدة. ونحن كحكومة ننفذ رؤيته المتبصرة في الميدان.”
وأشار إلى أن المشاريع الكبرى التي تشهدها جهة سوس ماسة تُنفذ في إطار الإرادة الملكية، مستعرضاً عدداً من المشاريع المحورية، منها: المركز الاستشفائي الجديد بأكادير، محطة تحلية المياه بشتوكة آيت باها، مدار السقي الجديد بتزنيت، مدن المهن والكفاءات، وتوسعة مطار أكادير المسيرة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل ملعب أكادير استعداداً لاحتضان كأس العالم 2030.
وفي المجال السياحي، أشار أخنوش إلى أن المدينة تشهد نمواً متسارعاً، حيث ارتفعت نسبة الوافدين بـ22%، مما يستدعي رفع مستوى البنية التحتية والخدماتية، مشيداً بالجهود التي تبذلها وزارة السياحة في هذا الإطار.
ولم يغفل الحديث عن الفرق الرياضية المحلية، مهنئاً فرق أولمبيك الدشيرة وأمل تيزنيت لتحقيقهما للصعود، ومتمنياً موسماً مقبلا، أفضل لفريق حسنية أكادير، قائلاً: “نفتخر بهذه الفرق ونعتبرها جزءاً من النسيج التنموي والثقافي للمنطقة.”
وفي حديثه عن الأوضاع العامة في المدينة، أكد أخنوش أن أكادير شهدت تحولاً كبيراً، سواء من حيث البنيات أو المشاريع، مشدداً على أن ذلك ثمرة التعاون بين الجماعة، والجهة، والولاية، قائلاً: “هذا هو العمل الجماعي الذي نطمح إليه، والذي يعكس الرؤية الملكية للإقلاع الجهوي.”
رئيس الحكومة تطرّق أيضاً إلى المؤشرات الاقتصادية الوطنية، مبرزاً أن نسبة النمو بلغت 3.8%، ويتوقع أن تصل إلى 4% خلال السنة الجارية، كما تم تقليص التضخم من 6.5% إلى حوالي 1%، إضافة إلى خفض عجز الميزانية من 7% إلى 3.9%، وانخفاض المديونية من 72% إلى 67.7%، واصفاً هذه النتائج بكونها ثمرة “العمل الجاد والإصلاح الهادئ.”
وأكد أن هذه الأرقام لم تمنع الحكومة من تحسين أوضاع الموظفين، حيث ارتفعت أجور الأطباء، الأساتذة، العاملين في التعليم العالي، والإدارة، وأيضاً في القطاع الخاص، مضيفاً أن “الحكومة تشتغل بجد وصدق كما عهدها المغاربة، وستواصل ذلك حتى آخر لحظة من ولايتها.”
وفي الجانب الاجتماعي، شدد رئيس الحكومة على أن الدولة تتجه نحو تعزيز مفهوم الدولة الاجتماعية، من خلال أوراش التغطية الصحية، والدعم الاجتماعي المباشر، وقانون حماية الطفولة الذي صادقت عليه الحكومة مؤخراً، مشيراً إلى أن هذا القانون سيُمكن الدولة من التكفل بالأطفال في وضعية الشارع والهشاشة.
في الختام، قال عزيز أخنوش: “المغاربة يميزون بين من يعمل بجد، ومن يبحث فقط عن البوز. نحن نتحمل المسؤولية وسنواصل العمل إلى آخر دقيقة.” كما شدد على أن الاستقرار الوطني هو ثمرة قيادة جلالة الملك، ولا يمكن التهاون فيه، مؤكداً أن حزب الأحرار سيظل في الصفوف الأمامية للدفاع عن الثوابت والمؤسسات.