أفاد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم الجمعة بالرباط، أن “الأحرار” حزب التعاقد والثقة والتنمية ويؤمن بالشباب ويعمل مع الشباب رجالا ونساء.
وفي هذا الإطار، قال أخنوش في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السابع لحزب التجمع الوطني للأحرار، إن الهم الأكبر، لهذا الأخير، خلال المرحلة السابقة كان هو إعادة الثقة في العمل السياسي، واستقطاب الكفاءات والطاقات، بعد موجة من العزوف تعددت أسبابها وتجلت عواقبها على مستوى التمثيلية السياسية، مضيفا “فكان لابد من إيقاد العزيمة من جديد”.
وهذه الثقة، يضيف أخنوش، بناها الحزب على تعاقد قوامه الأداء والنجاعة والقدرة على تجاوز الخلافات والعوائق والعمل والوفاء بالتعهدات، مشيرا إلى أن غاية التعاقد، هي تحقيق التنمية على كل المستويات، وأن كل البرامج والآليات التي اعتمدها الأحرار كانت تصب في نفس الاتجاه، وهو إطلاق “مسار التنمية”.
وأضاف أن “مسار التنمية” ليس مجرد شعار لهذا المؤتمر، بل هو ثقافة ونهج وممارسة وبرامج مستقبلية، كما أن مرجعية “الديمقراطية الاجتماعية”، هي المولد للأفكار وهي القيم التي على ضوئها يتم وضع التصورات وبناء البرامج، من أجل تحقيق “مسار التنمية” بروح وطنية غيورة، مشيرا إلى أن من تجليات التزام الأحرار بتحقيق هذا الهدف، حرصه الكبير على عدم هدر الزمن في الصراعات الجانبية. ولعلكم تتذكرون الكم الهائل من الهجمات التي شنت على الحزب وقياداته، والتي سخرت لها وسائل شتى وصممت لها الإشاعات والأكاذيب.
وقال أخنوش: “تمكن حزبنا ولله الحمد، وفي ظرف خمس سنوات من البناء والإنتاج والعمل المتواصل، من تصدر المشهد الحزبي المغربي بجدارة واستحقاق، وتحقيق نتائج كبيرة على كل المستويات، فأصبح الأحرار اليوم حزبا رائدا ومنظما ومنسجما ومنتجا للأفكار”، مردفا “ولا أدل على ذلك من قدرته على تنظيم 82 مؤتمرا إقليميا ناجحا، استعدادا لمؤتمرنا الوطني الذي تعكس جودة تنظيمه وأشغاله، ذلك النجاح الجماعي الذي توافقنا عليه في محطة مؤتمر الجديدة”.
واعتبر رئيس الحزب، أنه لا يزال هناك بعض النقص على مستوى بعض الأمور، ويتعلق الأمر بضرورة أن يأخذ المناضلون، والمنتخبون، والشباب والنساء، الكلمة وألا يتركون مكانهم فارغا، وأيضا ضرورة التواصل مع المواطنين وشرح برامج الحزب لهم والعمل الذي يقوم به على مستوى الحكومة أو الجماعات، وأثره عليهم وعلى أسرهم، وبالتالي الدفاع عن حصيلة الحزب في مختلف المواقع.
وأضاف: “إن تواجدنا اليوم في هذه القاعات وفي كل الجهات ومن خارج أرض الوطن أيضا، ليس بغرض الوقوف على ما تم إنجازه وترصيد مكتسباته فقط، بقدر ما هو تدشين لمرحلة جديدة في حياة هذا الحزب الذي راهن عليه المغاربة لقيادة المرحلة المقبلة”، مستطردا: “هي إذن مسؤولية مضاعفة، نجد أنفسنا اليوم كحزب حي ومتفاعل أمام مسؤولية النجاح في تحملها، وهو ما يتطلب منا المزيد من الإبداع في برامجنا والمزيد من الحضور في الميدان وكذلك المزيد من التنظيم والانسجام والتواصل باستمرار”.
وتابع “إنها مسؤولية كبيرة أمام جلالة الملك والوطن وأمام التاريخ، وهي كذلك فرصة تاريخية للأحرار ليظهروا فيها إخلاصهم ومعدنهم الأصيل وتفانيهم في خدمة بلادهم.
حنا اليوم في مرحلة جديدة، والمطلوب منا إنجاح الانتقال من الهيكلة والفوز في الانتخابات، إلى تكريس النجاح بالوفاء بالوعود والالتزامات”.
في هذا المؤتمر، يضيف أخنوش “رفعنا شعار “مسار التنمية” ونقترح أن هذا الشعار يتحول لمشروع الخمس سنوات المقبلة، من خلال مجموعة من البرامج، تأخذ بعين الاعتبار الوضع الجديد للحزب داخل الحكومة، مع الحفاظ على الدينامية وإيقاع الاشتغال المرتفع”.
وأوضح أن مسار التنمية يحتاج مجهودا كبيرا، ويحتاج لرجال ونساء وشباب الحزب، الذين سؤكدون قدرة “الأحرار” على الإنتاج والإنجاز والإبداع والعمل المستمر، مردفا “بغينا نساء ورجال الأحرار تكون عندهم قريحة الدفاع على القناعات ديالنا جميع، بكل شجاعة وبكل جرأة وبالالتزام والأمانة والإخلاص”.
وفي نفس السياق، أكد أخنوش أن “الأحرار” آمن الأحرار، بأن العمل الحزبي لا يستقيم بدون إشراك جميع الفئات، وعلى رأسها فئتي الشباب والنساء، فقد كانت بداية المسار بهم ومعهم وإلى جانبهم. إذ مباشرة بعد تأسيس منظماتهم، عهد لهم الحزب بمسؤولية التكوين والتأطير والتواصل، ومكنهم من المساهمة في اتخاذ القرار الحزبي على أعلى مستوى، كما أشركهم في تحقيق الإشعاع للأحرار وطنيا ودوليا.
وكان لشبيبة الأحرار، حسب رئيس الحزب، دور كبير في إعطاء نفس جديد للحياة السياسية في صفوف الشباب، من خلال إثارة النقاشات الهادفة حول جدوى العمل السياسي والحزبي وأهميته للشباب، ومن خلال الترافع عن القضايا الشبابية ذات الأولوية كالتكوين والشغل والثقافة والفن والرياضة وغيرها.
وأكد أنهم استطاعوا من خلال جامعاتهم الصيفية وبرامجهم الحوارية وأنشطتهم المحلية والإقليمية والجهوية وتواجدهم المستمر في الملتقيات الكبرى وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، الرفع من أداء الأحرار ومن حضوره الدائم في الساحة السياسية، مضيفا “ولا زال الرهان على الشباب من أولويات الأحرار، لأننا نؤمن كما قلنا سابقا بأن الشباب جزء من الحل، وبهم تخلق نخب الغد”، مشيرا إلى أن الأحرار سيواصل سياسته الانفتاحية في وجه الطاقات والكفاءات الشابة منها على الخصوص، وسوف يتضمن المسار الجديد للحزب “مسار التنمية”، برامج موجهة للشباب، من شأنها أن تساهم في تكوين وتأطير جيل جديد مؤهل وقادر على قيادة سفينة الأحرار مستقبلا، في رؤية جيلية شاملة.
ونحن على أبواب 8 مارس، يضيف أخنوش “لا بد أن نستحضر تقدم المرأة المغربية في كل المجالات، ونشكر جلالة الملك على الثورة الاجتماعية التي أحدثها في مجال حماية حقوق المرأة والرقي بمستوى تواجدها السياسي والثقافي. ونحن في التجمع نواصل مسار تحفيز دخول المرأة إلى كل الميادين ومراكز صناعة القرار”.
وأضاف “حزبنا اليومي ضم نساء وزيرات في قطاعات جد حيوية، ونساء في عمودية كبــريات المدن، وبرلمانيات شابات وذوات خبرة وحنكة سياسية، بالإضافة إلى المئات من المستشارات الجماعيات والمناضلات في كل هياكل ومنظمات الحزب”، مردفا “وأنا أدعوا كل القوى الحية إلى الدفع بثقافة الإنصاف والرقي بمستوى التمثيلية الفعلية للمرأة والاستمرار في المنطق الذي أرساه جلالة الملك”.