أعطى لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الإجتماعي والتضامني، بحضور أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أمس الإثنين بالرباط، انطلاقة برنامج مندمج يهم تثمين منظومة ”فنون الفروسية – تبوريدة” وذلك بشراكة وتعاون مع الشركة الملكية لتشجيع الفرس ومؤسسة دار الصانع والجمعية الوطنية لفنون الفروسية التقليدية التبوريدة.
وقال السعدي إن “التبوريدة تشكل إحدى مكونات التراث اللامادي لبلادنا كما هو معترف به من طرف منظمة “اليونيسكو” وذلك بفضل مهارة الخيالة وجودة الخيول بالإضافة إلى معدات ومستلزمات التبوريدة التي تعد عن طريق الصناعة التقليدية منها الطرز والخياطة والحدادة والجلد وغيرها”.
وأكد أن المنظومة تتطلب وضع برنامج مندمج يتمركز حول جوانب المحافظة على تراث الصناعة التقليدية المرتبط بالمنظومة، وكذلك مواكبة الصناع المزاولين بمختلف الفروع المنضوية تحت المنظومة لتقوية كفاءتهم ومهارتهم الحرفية والرفع من جودة المنتجات ومعايير سلامة استعمالها وكذا تنمية سوق رواجها ووضع التحفيزات الهادفة إلى تشجيع الصناع. من جانبه، اعتبر عمر الصقلي، المدير العام للشركة المغربية لتشجيع الفرس، إن هذه الاتفاقية ليست مجرد اتفاقية عابرة، بل هي التزام جماعي بحماية التراث الفروسي، “ففن التبوريدة ليس مجرد استعراض، بل هو تجسيد لهويتنا الوطنية وحكاية تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل”، حسب تعبيره.
وأكد على أن دعم الحرفيين المتخصصين في صناعة السروج، البنادق التقليدية، وأزياء الفروسية يشكل جوهر الاستراتيجية. “فقد أطلقنا برامج تدريبية متخصصة ومنحًا تحفيزية لتمكينهم من تطوير مهاراتهم، مع الحفاظ على الأصالة الفنية التي تميز منتجاتهم. كما نعمل مع كتابة الدولة على إنشاء علامات جودة وطنية تضمن أصالة وتميز هذه الصناعات، مما يعزز ثقة المستهلكين ويوسع آفاق تصديرها”، على حد قوله.
فيما أوضح ياسين عكاشة رئيس الجمعية الوطنية لفنون الفروسية التقليدية التبوريدة: “تمكن التبوريدة اليوم من خلق دينامية بقطاع الصناعة التقليدية المتعلق بالسرج، البندقية، ولهذا فتوقيع هذه الاتفاقية اليوم هو ترجمة للإرادة الجماعية من أجل تطوير حرف الصناعة التقليدية المرتبطة بمنظومة التبوريدة وكذا الحفاظ على التراث عبر حماية التقاليد ونقل المهارات وكذا تطوير هذا القطاع من خلال المشاركة في وضع علامات جديدة وتحيين المنجزة منها لضمان جودة المنتجات الحرفية وتثمينها وكذا مواكبة الحرفيين والخيالة”.
وقد تم إطلاق هذا الورش بالتوقيع على اتفاقية شراكة لتثمين منظومة فنون الفروسية والتي تتمحور أهدافها حول 3 محاور رئيسية والمتمثلة في الحفاظ على التراث المغربي المرتبط بفنون الفروسية “التبوريدية” ونقل الخبرات ذات الصلة، وتطوير حرف الصناعة التقليدية المرتبطة بمنظومة التبوريدة من خلال المحافظة عليها وترويجها واحترافيتها، ثم إرساء نهج التميز الذي يعزز تطوير تسويق منتوجات الصناعة التقليدية، وخاصة فيما يتعلق بتنمية رأس المال البشري وتثمين وترويج فعاليات وتظاهرات فنون الفروسية التبوريدية.
ويأتي هذا المشروع تنفيذا لبرنامج عمل كتابة الدولة برسم سنة 2025، حيث تم تبني مقاربة المنظومة كمفهوم متكامل ومندمج للمواكبة والدعم وفق خصوصيات وحاجيات كل فرع من فروع الصناعة التقليدية، وهو توجه يهدف إلى تنمية وتطوير كل حلقات سلسلة القيمة ومختلف الفاعلين ضمن هذه المنظومة.
ويهدف ورش تنفيذ منظومة “فنون الفروسية-تبوريدة” إلى تنمية وتثمين حرف الصناعة التقليدية المرتبطة بمستلزمات الفرس (السرج- البندقية التقليدية- لباس الفارس…).