أبرز محمد حدادي، النائب البرلماني عن فرق التجمع الوطني للأحرار، أمس الإثنين بمجلس النواب، الالتزام المتواصل للحكومة بإصلاح منظومة التربية والتكوين، مؤكداً أن قطاع التعليم يحظى بأولوية استراتيجية لدى الحكومة بقيادة عزيز أخنوش.
وافتتح حدادي تعقيبه باسم الفريق، في جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة المخصصة لمحور إصلاح التعليم، بالتنويه بالتزام رئيس الحكومة الدائم بالحضور والتفاعل في الجلسات الشهرية، معتبراً أن ذلك يعكس احتراماً عميقاً للمقتضيات الدستورية ولعلاقة التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، “عكس ما يروج له البعض”، حسب تعبيره.
وأوضح النائب البرلماني أن قضية إصلاح التعليم تُمثل التحدي الأكبر لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، مؤكداً أن الاستثمار في الرأسمال البشري هو السبيل الأمثل لمواجهة تحديات العصر، من عولمة وتنافسية وتقدم علمي وتقني.
وأشار حدادي إلى أن الحكومة أبانت عن شجاعة في خوض معركة إصلاح التعليم، مبرزا الإنجازات المحققة في هذا المجال، والتي أكد أنها “حقيقية ومبنية على أرقام ومعطيات ميدانية”، ولا يمكن إنكارها إلا من باب “التجني والمغالطة”، وفق تعبيره.
وسجل باعتزاز، وضوح العرض الحكومي ومصداقيته في ما يتعلق بإصلاح التعليم، خاصة ما يتعلق بتثمين مهنة التدريس وتحسين ظروف اشتغال نساء ورجال التعليم، منوهاً بنجاح الحوار الاجتماعي القطاعي الذي توّج باتفاق 14 يناير 2023، والذي تم تنزيل أكثر من 90% من بنوده.
كما أكد على التعبئة غير المسبوقة للموارد المالية، حيث بلغت ميزانية التعليم ما يناهز 90 مليار درهم، إضافة إلى 5.98 مليار درهم سنوياً في أفق سنة 2027، وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الوضعية المهنية والاجتماعية للأطر التربوية.
وفي ما يتعلق بالعدالة المجالية، شدد حدادي على أن الحكومة أولت اهتماماً خاصاً للنهوض بالتعليم في الوسط القروي، من خلال إعادة تأهيل المدارس وتطوير خدمات الإطعام والنقل المدرسي، وتحسين المرافق الصحية، مما أسهم بشكل ملموس في تقليص نسبة الهدر المدرسي، خصوصاً في صفوف الفتيات.
كما خصص النائب البرلماني جزءاً هاماً من مداخلته للحديث عن تجربة “مدارس الريادة”، معتبراً أنها “عنوان كبير وناجع للإصلاح”، مستشهداً بنتائج دراسة ميدانية أنجزها المختبر المغربي للابتكار والتقييم، بشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، ومؤسسة هارفارد للتكنولوجيا الدولية، والتي أظهرت تفوق تلاميذ مدارس الريادة على أقرانهم في مؤسسات تعليمية غير منخرطة في المشروع.
وقال حدادي إن التلميذ المتوسط في مدارس الريادة يحقق أداءً أفضل من 82% من تلاميذ العينة المقارنة، مضيفاً أن الحكومة تسير بثبات نحو استكمال جميع التزاماتها المتعلقة بالتلميذ والأستاذ والمؤسسة، في أفق 2026.
وختم حدادي مداخلته بالقول: “لقد وعدتم سيد رئيس الحكومة، فاحترمتم وعودكم”، منوها بالتزام الرئيس عزيز أخنوش، بجعل التعليم أولوية وطنية، انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية، ومعتبراً أن هذا التفاعل والوفاء بالوعود يعكس قيادة مسؤولة وشجاعة سياسية حقيقية.
